الدكتور فيصل القاسم، نجم الإعلام العربي المعاصر الساحق، الماحق، الذي لا يشق له غبار، ولا يُصلَى له بنار، الذي اكتسب شهرته العظيمة من خلال مقدرته على إدارة صراع الرجال عوضاً عن الديوك على الطريقة الـ (ماركيزية).. ليس مسروراً هذه الأيام،
بل هو مزعوج وممتعض من كل الناس، وخاصة الذين يمتلكون آراء مخالفة لرأيه، وطرقاً ويتجرؤون على عرضها في المحطات الفضائية.
فقد كتب مقالة بعنوان (لا مكان للمتفلسفين على شاشة التلفزيون)، نشرها في صحيفة (الشرق) القطرية 7 / 4 / 2008، مقالة لاهبة، تذكرنا بحصان امرىء القيس الذي يتصف بالكر والفر والإقبال والإدبار، معاً، كأنه جلمود الصخر الذي حطه السيل من عل!
ومن دون أن يُعلمنا القاسم بأسماء الأشخاص الذين استفزوه بحضورهم وآرائهم، فقد شرع يهاجمهم مباشرة وعلى حين غرة، واصفاً إياهم بأنهم: مفكرجية، متفلسفون، متسلقون، منظرون، متثاقفون، علاّكون، لا هم لهم سوى محاربة الإعلام السياسي الجماهيري في السر والعلن، والسعي إلى شيطنته، وتسخيفه، والتحريض على نجومه وضيوفه وأساليبه، بطرق رخيصة ومكشوفة.
هؤلاء التافهون العلاّكون- يتابع القاسم- رهط حاقد، بائس، حججهم واهية، وسخيفة، وكيدية، وصبيانية، ومدعية، وجاهلة. إنهم من بتوع الثقافاواتية، والتفلسف الحنكليشي، الشمشميشي، البشاريشي، طرقهم ملتوية قائمة على الدسيسة والكيدية والفوقية والعجرفة الفارغة.
وينتاب الدكتور فيصل القاسم شعور بالضحك المجلجل وهو يرى أستاذ فلسفة لا يستطيع أن يؤدي دوره في قاعات المحاضرات بالجامعات لشدة بؤسه الأكاديمي وطريقته المملة، وفوقيته المقيتة، وجفاف أسلوبه، وخلوه من أي إحساس وروح، وهو يتفلسف علينا من على شاشات التلفزيون حول مختلف القضايا الفكرية، والسياسية، المحلية، والإسرائيلية، واللاتينية، والأمريكية، والبدوية، والهيغلية، والعسكرية، والشنكليشية.
وبالطبع فإن القاسم يعفي نفسه من تفنيد الأسباب التي تجعل الأستاذ الجامعي بائساً من الناحية الأكاديمية، ويمتلك كل هذا الحشد من الصفات الرديئة، وكأن شخصيته هي نفسها شخصية الحُطيئة الذي نصح الزعيم القبلي (الزبرقان بن بدر) بأن يضع مسألة البحث عن الأمجاد والمكارم جانباً ويجلس في بيته ويقتصر في حياته على المأكل والملبس وما شابه ذلك:
دعم المكارم لا ترحل لبغيتها
واقعد فإنك أنك الطاعم الكاسي
ولا يرى القاسم أية ضرورة لأن يضيء لنا الاعتبارات والعوامل التي تجعل المحطات الفضائية العربية (التي تضع ما فوقها وما تحتها من أموال لكي تعمل وتربح وتستفيد) تأتي بهذا الشخص الأكاديمي الفارغ الذي تكتظ شخصيته بالرزايا، وتستضيفه، وتحاوره في (القضايا الفكرية، والسياسية، المحلية، والإسرائيلية، واللاتينية، والأمريكية، والبدوية، والهيغلية، والعسكرية، والشنكليشية).
خلاصة القول: إن أخانا العزيز الدكتور فيصل القاسم، نجم الإعلام العربي المعاصر من دون منازع، لا يكتفي بأنه بالع بيضة النجومية الإعلامية مع تقشيرتها.. بل إن نرجسيته الهائلة ما عادت تسمح له برؤية غيره يحكي في أي قضية مهما كان شأنها متواضعاً، حتى ولو كانت قضية تتعلق بارتفاع أسعار الكمون في إحدى الدول العربية، أو بعملية تعداد الغنم في دولة عربية أخرى، وترك (القوجان) يتدلى من عنق كل غنمة إضافة إلى (الجنجل) الذي يصدر أصواتاً تجعل الذئاب والشياطين يبتعدون من طريق قطيع الغنم.. ولا حتى بالحجامة وقلع الأضراس عند الحلاق!
فإن سوَّلتْ لأحد ما نفسه، وفعلها، أي أدلى برأيه في أية قضية، تافهة أو عظيمة، أفرغ عليه القاسم وعلى أمثاله جام غضبه الذي يذكِّرنا بحصان امرىء القيس المكر المفر المقبل المدبر معاً!
ملاحظة: في إحدى حلقات برنامج (الاتجاه المعاكس) رفع القاسم يديه الاثنتين في وجه الضيف المستضعَف، لكي يمنعه من ذكر رأيه، وقال له:
- طيب يا سيدي، أنا أريد أنا أسألك الآن، وأنت تمشي في أي شارع في أية دولة عربية من المحيط إلى الخليج، تسمع حتى الأطفال الصغار يرددون عبارة (بلاد العرب أوطاني).. بماذا تفسر ذلك؟
ملاحظة ثانية: أنا لو كنت مكان ذلك الضيف لضربت رأسي بأقرب جدار في استوديو (الاتجاه المعاكس)!
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية