أعداء النظام السوري في لبنان في الماضي القريب أصبحوا في خندق واحد معه اليوم، يأكلون من صحنه ليضربوا بسيفه دون أدنى إحساس بالخجل، فقد نشرت صفحة الثورة السورية صوراً للصحفي "طوني أوريان" من تيار عون الذي كان من ألد أعداء الاحتلال السوري أعوام 1990 حتى 2005 ويبدو "أوريان" في هذه الصور وهو يحمل "كلاشينكوف" ويحارب إلى جانب نظام القتل في كسب، ويبدو في صور أخرى إلى جانب مقاتلي "حزب الله" في سوريا، وذكّر موقع القوات اللبنانية قراءه ممن يعرف ذاك الشاب العوني في مدرسة “المون لاسال” (ويعني به طوني أوريان) الذي بُحت حنجرته وهو يصيح “ما بدنا جيش بلبنان إلا الجيش اللبناني، وما بدنا كعك بلبنان إلا الكعك اللبناني” ذاك الذي أُوقف لمرات في إطار مواجهة احتلال نظام الأسد يومها !
وهكذا انتهى "طوني أوريان" مراسل الـ otv بمثابة مراسل حربي لدى نظام الأسد مثله مثل زميلته (بالطبع رفيقته في زمن الاحتلال غدي فرنسيس) التي اختارت "الهوى الشيعي" وعلى طريقة الشامي الذي التقى بالمغربي اصطف أنصار اليسار اللبناني الإلحادي بعناصر حالش "أهل التقية" لقتل السوريين وتمجيد استخدام الأسد للسلاح الكيماوي وبراميل الموت واعتبارهما يندرجان في إطار "التحرير وليس قتالاً داخلياً" وعلى غرار زملائه "الحالشيين" الذين جاؤوا إلى سوريا "كي لاتسبى زينب مرتين" يعلن طوني صراحة أنه توجه إلى سوريا بصفة فردية للدفاع عن المقدسات والبلدات المسيحية بالسلاح، لأن الدفاع عن الوجود المسيحي في المنطقة التي انبثقت منها المسيحية هو أشرف القضايا، وكأنه جاء إلى سوريا كي يمنع من صلب المسيح مرتين !
وللمفارقة فإن أوريان الذي تكرّسه قناة الـotv "عرّابة النكت الجنسية مراسلاً حربياً لها يفتخر الأرمن في لبنان بأنه ذاته مقاتل أرمني يحارب مع الأسد في سوريا، وفي هذا السياق نشرت صفحة الأرمن في لبنان صورة لطوني أوريان وهو يحمل سلاحاً في كسب وعلقت "هذا بطلنا نحن فخورون بك".
و من خلال شريط وثائقي تحتفي الـotv بـ "طونها" فتظهره واقفاً تحت جسر في منتصف المسافة بين دمشق وحمص، وجاء في التعليق على الشريط أن أوريان قرر في الاتجاه المعاكس للانتحاريين والسيارات المفخخة المرسلة إلى لبنان أن يسلك الطريق إلى "المصدر" إلى يبرود الامتداد الطبيعي لعرسال اللبنانية في سوريا (لاحظوا افتراء القناة على يبرود ولعبة اللغة الجيوسياسية التي تمارسها القناة الخبيثة) ويشير الشريط -بكل صفاقة- إلى أن المعركة هنا -ويقصد يبرود- ليست بين نظام ومعارضة بقدر ما هي بين شعب وجيش سوريين من جهة ومجموعات من التكفيريين من جنسيات عربية وأجنبية لا تعد ولا تحصى من جهة أخرى و أن ما يجري "هو معركة تحرير وليس قتالا داخليا" على ما يُصّور مبدأ يتمسك به كل المشاركين في القتال كما في معلولا وصيدنايا وصدد التي زارها طوني أوريان سابقاً.
وتمضي الـotv في نسج أكاذيبها المفضوحة حينما يقول المعلق والشريط يعرض صورة دبابة للجيش الأسدي يُخيل للمشاهد وهو يسمع التعليق الرحيم وكأنها كانت تنظّم رحلة اصطياف لأطفال يبرود: (في معركة يبرود الشعب والجيش "يقاومان" في نموذج صمود أكيد يقابل مشاهد استسلام عدة هنا شرعية المقاومة ليست من حبر على ورق بل من دم الأطفال والنساء والشيوخ وسائر الأبرياء الممزوج بالتراب).
ويظهر طوني أوريان في نهاية الشريط وهو ينكس رأسه قائلاً للمصور من خلف ساتر ترابي: (خلص مشي الحال بس اكبس الكبسة اعمل معروف )

فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية