نزار نيوف يلاحق الأب فرانس إلى قبره بالاتهامات!

حتى الأموات لم يسلموا من "سم" موقع الحقيقة السورية الذي يديره نزار نيوف خريج المدارس الأسدية البعثية في فن التلفيق والتحليل الرخيص الذي انقلب فجأة من معارض للنظام منذ سنوات إلى شخص يسبّح بحمد الطائفية مع بداية الثورة السورية، ومناسبة هذا الكلام مقالة كتبها في موقعه المشبوه حول مقتل الأب الراحل فرانس، معترفاً بداية أنها لن تسر كثيرين، وبدل أن يترحّم على رجل دين عاش في سوريا أكثر من أربعين عاماً وقدم لأهلها ما لم يقدمه مئات الطائفيين ممن نهبوا الوطن واستباحوا خيراته يتساءل نيوف: (لماذا يأتي رجل دين من هولندا ليقيم في مدينة حمص، وهي التي لا يوجد فيها أي مكان ذي "قدسية دينية" علماً أن كنيسة السيدة العذراء التي هي واحدة من أوائل الكنائس في العالم ورافقت بداية الدين المسيحي عندما كان سرياً وتضم تالياً زنارها المقدس– لا تبعد عن دير الآباء اليسوعيين إلا أمتاراً عدة، ويضيف صاحب "الكاس والطاس": نحن اخترعنا المسيح والمسيحية وصدّرناهما للعالم كله، ولسنا بحاجة لأحد مستورد من إيطاليا وهولندا وغيرهما ليعلمنا ديننا.
ويكشف "كولومبوس" المعلومات ما يسميه انطباعاً مؤسساً على دراسات متواترة منذ زمن طويل، بأن معظم المبشرين ورجال الدين "الجيزويت" (اليسوعيين) مرتبطون بأجهزة استخبارات غربية. وأن هناك أمثلة عيانية بالمئات على الدور القذر الذي لعبوه لصالح وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في أمريكا اللاتينية، وفي أوربا، لاسيما في بولندا وألمانيا الشرقية وروسيا، خلال "الحرب الباردة". مقارناً ما فعله هؤلاء بما فعل الإسلاميون الوهابيون تماما (التحالف مع وكالة المخابرات المركزية "المؤمنة"بوجه الشيوعيين "الكافرة"!
وهذا جوهر العقيدة السياسية التي تتبناها الحركات الوهابية منذ أن تأسست دولة آل سعود، ولا يكتفي نيوف باستحلال دم من يسميهم رجال الدين "الجيزويت" الذين لم تكن المخابرات السورية التي رعت أمثال نيوف بغافلة عما يفعلون، ولكن صاحبنا ينصب نفسه ملكياً أكثر من الملك، بل يستحل دم الأب باولو داليليو الذي لا زال مجهول المصير رغم مرور أشهر على اختفائه في الرقة فيعتبره "نيوف" مخبراً وجاسوساً حقيقياً لصالح المخابرات الفرنسية والإيطالية، ويبتدع نيوف من بنات أفكاره المريضة ومن خياله المعتل -في مزاودة جديدة على المخابرات السورية التي كان يعيش في كنفها –معلومة تقول إن الأب باولو كان يجمع المعلومات عن قوافل السلاح التي تعبر من مصانع مؤسسة معامل الدفاع السورية في المنطقة الوسطى (حمص وحماة) إلى حزب الله في لبنان عبر طريق "القصير" ـ "الهرمل". وقد بقي كذلك إلى حين خروجه من المنطقة واختفائه في الرقة بينما كان يقوم بمهمة أمنية لصالح المخابرات الفرنسية والتركية. وهذا سر اختياره منطقة جردية للإقامة و"التنسك" في ريف القصير الغربي تشرف على الطريق المذكور ( ولا تعتبوا على الحشيش المضروب) لأن دير مار موسى الحبشي لا علاقة له بالقصير جغرافياً.
مثلما ربط المدعو نيوف ما فعله رجال الدين الكاثوليك (الجزويت) بما فعلته الحركة الوهابية يعود ليقول إن مسلحي "كتائب خالد بن الوليد" استضافوا الأب باولو بعد انفجار الأزمة السورية"وأن الأب باولو كان أول من أعلن على صفحته في موقع "فيسبوك" عن اختطاف الدكتور عبد العزيز الخير قبل اختطافه بـ24 ساعة، وحين كان لم يزل في بكين.
عنصرية مقيتة !
وبعد أن يشرّق ويغرّب يرجع "نباش القبور" ليتحدث عن الراحل "فرانس" بلغة عنصرية مقيتة لطالما اشتهر بها معتبراً أنه "كان شاهد زور على مدار السنوات الثلاث الماضية. وأنه أغمض عينيه عن الممارسات الإجرامية بحق المسيحيين وممتلكاتهم في المدينة.
ورغم أن الأب فرانس أعلن انحيازه للمحاصرين المدنيين ولم يبدر منه ما يوحي أنه مؤيد للثوار يصّر المعتوه نيوف أن الأب الراحل كان يقوم باستعراضات مسرحية إعلامية لإظهار "حب الإسلاميين الوهابيين للمسيحيين"، في الوقت الذي كانت تقطع فيه رؤوسهم، وتتحول كنائسهم إلى اسطبلات وترفع عليها أعلام "القاعدة" في أكثر من منطقة، وتخطف "أخواته" الراهبات اللواتي مثّلن له ولنظامه الطائفي طعنة باعترافهن أن جبهة النصرة أحسنت معاملتهن.
خيال مريض !
ويعود الطائفي المقيت ليستنكر كلام الأب فرانس عن العلاقة الأخوية بين المسلمين والمسيحيين معتبراً كلامه مسرحية بليدة عن "الوئام المسيحي ـالإسلامي" في حمص، أي في المنطقة التي طرد فيها المسيحيون من منازلهم لإسكان مسلحي "بابا عمرو" الهاربين مع أسرهم ولا ندري من أين جاء "نيوف" بهذه المعلومة التي لا أساس لها من الصحة، ويستغرب الصحفي الذي خرج من معطف السلطة الطائفي لذلك فاحت رائحته، كيف سارع مسيحيون "كثر" فضلاً عن عصابات الثورة الوهابية، للغمز من قناة السلطة وتحميلها مسؤولية قتله.
وبعد أن يبرىء النظام من دم الأب فرانس كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب يفبرك بخياله المريض سيناريو مضحكا عندما يفترض أن أحد "كلاب الثورة الوهابية" ممن كان بحمايتهم دخل مكان إقامته وأطلق عليه النار في رأسه بعد أن فشل في اختطافه إلى مكان آخر فأي سخف واستهتار بعقلية القارىء.
وفي نهاية مقاله وبنبرة تشفٍ واضحة وتهديد مبطّن يقول نيوف إن "فرانس"- هكذا مع حفظ الألقاب من قبله طبعاً –دفع ثمن سيرته "الغامضة"، وثمن بقائه في منطقة أشبه بـ"إمارة إسلامية"، مفترضاً أن "يكون هذا المصير بانتظار من هو في مثل وضعه".
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية