تداول ناشطون على شبكة التواصل الاجتماعي شريط فيديو قالوا إنه السبب في مقتل الأب فرانس الذي أحب الحياة وآثر البقاء بين الثوار في حمص المحاصرة، وفي الشريط المذكور يناشد الأب الشهيد العالمَ بفك الحصارعن حمص قائلاً: أنا الأب فرنسيس أتكلم معكم من حمص المحاصرة وأمثل مجموعة مسيحية لا تقل عن 66 مسيحيا، بالإضافة لإخوتنا المسلمين المدنيين.
ويضيف: نجتمع هنا في الكنيسة على كاسة شاي بلا سكر لأنه لا يوجد سكر، نحنا المسيحيين والمسلمين في حمص نعاني من الجوع لأننا لا نجد طعاماً.
ويردف الأب فرانس: ليس أصعب من أن نرى الإنسان يبحث عن لقمة العيش لأولاده، بدنا حل لمشاكلنا بعد سنة ونصف شهر ونصف من الحصار نحن نحب الحياة وما منحب نموت من الألم.
وكان الأب ميشيل نعمان، المقيم في مدينة حمص أول من نشر خبر مقتل الأب الهولندي فرانس فان در لوخت، الذي كان مقيماً في دير الآباء اليسوعيين في حمص القديمة، المحاصر من النظام السوري منذ شهور طويلة.
وقال الأب نعمان في تعليق نشره على صفحته الشخصية في "فيس بوك": "بكل أسف.. وبكل قبول.. ورضى.. وتسليم لإرادة الله القدوسة..أنقل.. وأؤكد لكم... خبر وفاة أبونا الغالي فرانس".
وذكر الأب نعمان أن شخصاً ملثماً، دخل إلى دير الآباء اليسوعيين في بستان الديوان في حمص المحاصرة، وقام بإطلاق النار على الأب الهولندي وأرداه قتيلاً، علماً أن الأب الهولندي فرانس يسكن في سوريا منذ قرابة الخمسين عاماً.
ورفض الخروج من المدينة القديمة بعد حصارها من قبل قوات النظام السوري وعلق على سبب بقائه في الدير قائلاً "لقد حصلت على الكثير من الشعب السوري، من خيره وازدهاره. وإذا كان يتألم حالياً، فأحب أن أشاركه ألمه ومشكلاته. أحب أن أكون مع الشعب السوري، أن أقدم إليه بعضاً من التعزية والتواصل والتعاطف، ليقدر على تحمل هذا الألم الفظيع".
وروى الشيخ أبو الحارث الخالدي الذي ربطته علاقة صداقة بالأب الراحل لـ "زمان الوصل" تفاصيل مقتل الأب فرانس قائلاً: "دخل إلى دير الآباء اليسوعيين الواقع في حمص القديمة في تمام الساعة العاشرة صباحا بتاريخ 7-4-2014 شخص ملثم وقام بتوجيه السلاح باتجاه الأب فرانسيس فندر لاخت ومن ثم أطلق النار عليه، ففارق الحياة على الفور، وتم بعدها إعداد مراسم الدفن داخل دير الآباء اليسوعيين من أجل دفن الجثة داخل الدير وتم دفنه في تمام الساعة الواحدة من بعد الظهر.
وأضاف الشيخ الخالدي: كانت تربطنا بالأب فرانس علاقة احترام وتقدير لجهوده في خدمة ورعاية الطائفة المسيحية وكنا نثمن له إصراره على مصاحبتنا في أزمة الحصار، ولذلك نستنكر في مجلس التنسيق العسكري هذا العمل الجبان ونعلن أنه لا مصلحة لأحد في قتل هذا الرجل المسن المسالم إلا لدى النظام الأسدي الغاشم، لإيقاع الفتنة بين الصفوف وتهييج الرأي العام على أن من في حمص المحاصرة إرهابيين وقتلة، وأردف الخالدي قائلاً إننا سنحقق في مقتله لتبيان الحقيقة وإحقاق العدل.
وفيما توجهت أصابع الاتهام من خلال بعض وسائل الإعلام ووكالات الأنباء إلى "متطرفين يريدون إقصاء غيرهم من ذوي الديانات"، نفت جبهة النصرة في حمص يوم أمس مسؤليتها عن مقتل الأب فرنسيس الذي لقي مصرعه في دير الآباء اليسوعيين في حمص صباح أمس الثلاثاء وجاء في البيان الذي كتب بخط اليد "لم نقم به ولم نؤمر بذلك" وإن أردنا ذلك حاكمناه عن طريق محكمة شرعية هي التي تقوم بإصدار الحكم فيه علناً ولا نخشى في الله لومة لائم وأضاف البيان الذي لم يتسنَّ لـ"زمان الوصل" التأكد منه أن المستفيد الأكبر من قتل الأب فرانس هو "العدو النصيري".
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية