أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"قطنا" السورية..قصة مدينة صار فيها المسيحي أميرا لتنظيم إسلامي!

لم ينتظر النظام السوري كثيرا لاتهام الثورة التي اندلعت ضده في آذار/ مارس/2011 بالطائفية والتطرف.

هي تهمة فاحت روائحها من تصريح أول مسؤول في النظام  تعليقا على ما حدث في درعا وحمص وبانياس، عندما أفصحت بثينة شعبان المستشارة السياسية للرئيس الأسد عن "المؤامرة" التي تستهدف سوريا المقاومة الممانعة.

وتنقلت تلك التهمة حيث وجدت الثورة والثوار، لا سيما في مناطق يتعايش فيها السوريون غير مهتمين باختلاف طوائفهم وقومياتهم وإثنياتهم، لتبدأ لعبة مخابرات النظام ببث الفتنة بين أبناء الحي الواحد، كما يقول معارضون.

وكانت مدينة قطنا ميدانا لتطبيقات سيناريو النظام منذ البدايات، في محاولات لم تنقطع لصبغ الثورة بالإسلام المتطرف، والمعارض إرهابيٌ حتى لو كان مسيحيا، فجورج صبرا ابن قطنا وأحد قادة الحراك السلمي فيها، كان في إحدى روايات المنظومة الإعلام للنظام أميرا إرهابيا في تنظيم إسلامي، ليتكرر سيناريو طالما تندر عليه السوريون من أيام الثمانينات، رغم سوريالية اتهام المسيحي بالانتماء إلى تنظيم الإخوان المسلمين المحظور منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي.

لم تتأخر مدينة "قطنا" الواقعة في الغوطة الغربية بريف دمشق عن اللحاق بركب الثورة،"، لتطال أبناءها، إضافة إلى القتل والاعتقال والتدمير، محاولات الفتنة.

 ويعيش في المدينة التي تعد نحو 200 ألف نسمة خليط سكاني ذو أغلبية من المسلمين الذين استقبلوا في خمسينات القرن الماضي المسيحيين المهجرين من قراهم إثر معارك ضارية قامت مع الدروز في قرى جبل الشيخ وخصوصاً "القلعة و عرنة"، حسب روايات سكان محليين.

 وكانت "قطنا" موئلاً وحيداً لهؤلاء المهجرين، حيث كان شيوخها "إبراهيم الغلاييني" و"محيي الدين القادري" على رأس المستقبلين وقاموا بمنح السكان الجدد أراضٍ كانت وقفاً للمسلمين لكي يعيشوا فيها.

وتضم المدينة الكثير من الجوامع منها، "العمري والسادات، والشيخ حسن الراعي والقادري"، إلى جانب كنيستين وهما كنيسة الروم وكنيسة السريان.

وتوالى النزوح إثر حربي حزيران 1967 "النكسة" وتشرين 1973 وكان كل ذلك مرحب به من قبل الأهالي. لا سيما وأن موقع "قطنا" التي يطل عليها من الغرب جبل الشيخ المحتل معظمه من قبل إسرائيل، يؤهلها لأن تكون أول المستقبلين لسكان المناطق التي كانت ميادين للمعارك والقصف حينها.

ويعتبر أهالي قطنا أن تلك كانت هجرات طبيعية ناتجة عن ظروف الحرب والقتال على الحدود مع إسرائيل، لكنهم نظروا بعين الشك إلى استقدام النظام  السوري من أيام الأسد الأب عشرات الآلاف من أبناء طائفته بعد إنشاء مساكن عسكرية حول المدينة التي تعج بالقطع وثكنات الجيش النظامي، إضافة إلى أفرع الأمن.

وبحسب ناشطين من المدينة التي تبعد 20 كم غرب دمشق، فإن عناصر الأمن تعمّدوا إثارة الفتن بين سكان "قطنا" بشكل شبه يومي من أول أيام الثورة ولازالوا.

ويتهم الناشطون مفرزة المخابرات العسكرية بالإشراف على زرع الفتنة بشكل وثيق، ويعترفون بعد مرور ثلاث سنوات أن النظام حقق نجاحا في جر المسيحيين إلى "بعض الإشكالات مع الثوار".
 بدأ الأمر مع اختطاف أحد المسيحيين وطلب فدية به ومقتل الخوري "فادي الحداد" الذي تبادل طرفا النزاع التهم بجريمة قتله.

كما اعترف الناشطون بأخطاء البعض ممن "ركب موجة الثورة"، فهددوا المسيحيين بالخطف ودفع الفدية، السلوك الذي لم تتأخر مخابرات النظام باستثماره.

وبدأت مفرزة المخابرات العسكرية في قطنا تبث شائعات حول نوايا "جبهة النصرة" و"القاعدة" اللتين ستقطعان الرؤوس وتجبر على دفع الجزية وهي نظرية إعلام النظام.

وانخرط بعض المسيحيين ضمن "لجان شعبية" غير مسلحة تماماً ولكنه مزودة بأجهزة لاسلكي وعلى اتصال بالجيش والأمن، قبل أن تتسلح بأسلحة فردية منتصف عام 2013، ثم يزيد النظام من مستوى تسليحهم بذريعة محاربة الإرهاب.

وتخلل المشهد في قطنا قصص لثوار ساعدوا على عودة مخطوفين لأهاليهم وأصدروا بيانات تطمين لأهليهم المسيحيين بشكل دوري على صفحات التواصل، وذلك بإشراف المجلس المحلي لمدينة قطنا.
ويقول ناشطون نقلا عن سكان محليين إن الكنيسة ضد التسلح وعقلاء الطائفة المسيحية بغالبيتهم ضد أي فكرة تتجه إلى العنف أو العسكرة.

إلا أن مذهب الكيسة لم يجد ترجمة على الأرض، إذ تفيد آخر الأنباء من قطنا بأن عناصر اللجان الشعبية مدعومين بالمخابرات العسكرية والجيش الحكومي اقتحموا، مؤخرا، بيتا مهجورا بوسط "قطنا"، وقطعوا أشجاره ووضعوا الدشم وأكياس الرمل ونشروا القناصة والسلاح بدعاية حماية الأحياء المسيحية، علما أنها متداخلة مع أحياء المسلمين وبشكل كبير.

ويتوزع جيش النظام وداعموه من المخابرات واللجان الشعبية داخل قطنا على  أكثر من 35 حاجزا عسكريا، مستخدمين نحو 250 ساترا ترابيا، بحيث لا يمكن لسيارة تسير داخل المدينة دون أن تمر على أكثر من حاجز.

وتنتشر في المدينة ومحيطها تشكيلات عسكرية وأمنية وشبه عسكرية أهمها الفرقة العاشرة والحرس الجمهوري ومفرزة المخابرات العسكرية والمخابرات السياسية والشرطة العسكرية والأمن الجنائي، إضافة لقطعة عسكرية لجيش الدفاع الوطني "الشبيحة"، وثلاثة مشايع لمساكن عسكرية تصدر الشبيحة والضباط إلى أغلب مدن سوريا وقراها.

وكان الثوار قد أعلنوا أنهم سيهاجمون أي مسلح يقف بجانب النظام لأن ذلك يهدد النسيج الاجتماعي، على حد تعبير قائد عسكري، يرى أن العدو الأول والأخير للثورة هو النظام ومن يدعمه و"ليس لدينا مشكلة مع المسيحيين ولا غيرهم".

زمان الوصل - مشاركة من ناصر زين
(436)    هل أعجبتك المقالة (356)

زنوبيا

2014-04-09

بدأ الأمر مع اختطاف أحد المسيحيين وطلب فدية به ومقتل الخوري "فادي الحداد .. بدأ و لم ينته بعد ... بس في الله و في بشار وين بدكون تروحوا؟.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي