أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أول طعنه للثورة من الخلف ... غازي العدلان

قامت الثورة سلميه وبمطالب عادلة للحريه والديمقراطيه وإنهاء الظلم بحق الأكثريه الذي مارسته أقليه طائفيه . وكانت المظاهرات تعم أرجاء الوطن لاتكاد تجد قطعة سلاح واحدة بينهم. ولكن النظام بجبروته وظلمه وقهره إعتمد الحل الأمني فواجه الصدور العاريه بالسلاح .
وافترض العصابات المسلحة والأرهابيين حتى أوجدهم من كثر الجور والقتل الذي أصابهم. فنشأ الجيش الحر كرد فعل طبيعي للدفاع عن النفس والمظاهرات السلميه. وبمحاذاة هذا بدأ النظام يخرج ناس من السجون ينتمون للقاعدة .
وساهم المالكي بإطلاق العديد منهم والسماح لهم بالذهاب لسوريا. فنشأت جبهة النصرة . وكانت الطعنة الأولى للثورة من الخلف بإعلان الجولاني تبعيته للقاعدة . وبعدها انفصال مايسمى بدولة العراق والشام . وتحول الصراع بين القاعدة والدولة والكتائب السلفيه الأخرى من ناحيه . والنظام وحلفائه من ناحيه أخرى . وبهذا كسب النظام الجولة السياسيه بقتاله مايسمة بالأرهاب الذي أوجده .
وقد انحرفت الثورة عن مسارها من المطالبه بالحريه والديمقراطيه وإزالة الظلم إلى مشاريع دولة إسلاميه ينادي بها قادمون من خارج الحدود مما أضر الثورة ضررا كبيرا أدى إلى إصابتها بمقتل . ومن هنا تفرع القتال . وانقلب رفقاء السلاح إلى أعداء يضرب بعضهم رقاب بعض . وانتشر التكفير والتخوين .وانحسر دور الجيش الحر إلى درجة أنه لم يعد فاعلا على الأرض . مما انعكس على المعارضة السياسيه . فلم تعد تمثل أحد على الأرض . وغياب التنسيق بين المعارضة السياسيه والميدانيه بل بين المعرضة الميدانيه نفسها .
هكذا آل حال الثورة . ولم يعد أحد يثق بها وقد خلقوا مبرر لعدم مساعدتهم بأي نوع من السلاح خوفا من الفوضى العارمة التي وصلت إليها الثورة . وخصوصا أن قرارها لم يعد بيدها . وكذلك النظام وقد سلم قراره السياسي والعسكري لقوى إقليميه بعد فشله فشلا ذريعا بإدارة الأزمة . وإلى أين ذاهبة الأمور لايعلمه إلا الله . ولا ننسى أن المتقاتلين في سوريا من الطرفين أصبحوا جميعهم أعداء العالم تحت مسمى الأرهاب.
وستبقى سوريا تنزف أبنائها حتى يفيئوا لصوت العقل والوطن . 

(109)    هل أعجبتك المقالة (123)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي