
"زمان الوصل" ترصد ترجمة نوايا "pyd" على الأرض.. تيار الانفصال يهدد الجزيرة السورية ويهيج أمواج الفتنة القومية

أكدت مصادر في ريف الحسكة لـ"زمان الوصل" نقلا عن سكان محليين من العرب في منطقة "رأس العين" أن ما كان يشكو منه الكورد قبل الثورة السورية يمارسونه اليوم في شمال سوريا على العرب السوريين في المناطق التي باتوا يسيطرون عليها في الشمال وخاصة في مدن وقرى الشريط الحدودي في إطار اللغة والثقافة وتكريد الأسماء ومحو هوية العرب في المنطقة.
*نوايا ونواة انفصالية
ويتهم سكان عرب في المنطقة في اتصالات مع "زمان الوصل" أن أحزابا كردية أنشأت في شمال الحسكة مؤسسات وأجهزة دولة لها جيشها وجهاز أمنها ومحاكمها وجماركها ومديرياتها المختلفة التي تعمل على فرض أمر واقع، قالوا إنه "يخدم الانفصال عن سوريا في حال تم إسقاط النظام، أو حدثت تسوية سياسية ما".
وكشف السكان أن آخر هذه الخطوات هي اعتزام هؤلاء إصدار جوازات وطلب كفلاء من سكان مدن شمال الحسكة للسماح للسوريين بالدخول إليها على غرار الوضع في كردستان العراق.
وبحسب السكان فإن هذه الوحدات تقوم بمداهمة البلدات والقرى العربية ما تسبب في صدام مسلح مع السكان نجم عنه مقتل أكثر 100 مدني بينهم 4 أطفال و3 نساء من العشائر العربية في ناحيتي "تل تمر" و"تل براك" وغيرهما.
كما أنها فرضت حصاراً على تلك القرى, ومنعوا سكانها من التنقل حتى أنهم لا يستطيعون مراجعة المستشفيات في القامشلي ورأس العين, الأمر الذي اضطرهم للجوء إلى المدن البعيدة كـ"الشدادي" و"دير الزور" أو إلى تركيا والأردن.
مصادر في "رأس العين" أكدت استيلاء الوحدات الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي pyd على المباني والدوائر الحكومية والمدارس والمنتزهات وغيرها من المرافق كمشفى "رأس العين" الوطني الذي غيرت اسمه إلى "روج آفا" ومحلج الحسكة والمراكز الثقافية غيرها.
وقامت باحتلال منازل العرب في رأس العين وتحويلها إلى مقرات للحزب، كما استولت على الأراضي العائدة للمواطنين العرب من المعارضين للنظام أو ممن ساندوا الجيش الحر، ولتسهيل عملية التكريد في "رأس العين" ذات الغالبية العربية قامت الوحدات الكردية بتهجير أهالي الناشطين وعناصر الجيش الحر وكل أقربائهم كمرحلة أولى للتهجير، حيث هجر الآلاف.
وفي قرية "الجهفة" هجرت 40 عائلة بسبب شخص واحد كان يقاتل إلى جانب الجيش الحر، أما قرية "مجيبرة" فقد هجرتها 15 عائلة عربية وأيضا بسبب شخص واحد كان يحارب ضمن صفوف لواء تحرير سوريا، وقرية "الأغيبش" 50 عائلة، وهذا الفعل حسب رأيهم يعمل على إنجاح مشروعهم القومي في إنشاء إقليمهم الخاص "غرب كردستان " كجزء من كردستان الكبرى.
* الشبيحة باللغة الكردية
تتحدث المصادر عن سكان أمسوا تحت رحمة المليشيات الكردية على التعامل مع هذه الأجهزة والذهاب من تلقاء أنفسهم إلى مراكز "الآسايش" الأمن التابع لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي "pyd"، بسبب انتشار الحواجز على مداخل جميع المدن ومفارق الطرق وتطلب هذه الحواجز ورقة مختومة بالختم الكردي، وفي حال عدم وجودها يصبح أمر مصادرة السيارات وحمولتها طبيعيا، وهذا انسحب على نقل المواطن لأثاث منزله من مكان لآخر، أو نقل محصوله إلى مراكز التسويق، حيث يدفع المزارع مبالغ تتراوح بين 1200 -5000 آلاف ليرة حسب حجم الحمولة بينما يدفع ورقة مرور أيضا لمؤسسات النظام بحدود 500 ليرة سورية، بينما تدفع قاطرات المواد الغذائية الداخلة نحو القامشلي إلى 100 ألف ليرة سورية عن كل واحدة لتمر عبر حاجز الوحدات الكردية في "تل تمر".
وبعد اكتمال سيطرتها على مدن وقرى شمال محافظة الحسكة أخذت الوحدات الكردية التابعة لحزب "pyd" -حسب المصادر- بإرهاب الناس بقصد إذلالهم وكسر إرادة الثوار منهم الذين تحسسوا خطرهم قبل الآخرين، كما تحسسوا خطر النظام قبل غيرهم فثاروا عليه، فجعلوهم عبرة لغيرهم عبر إحراق منازلهم أو احتلالها إذا كانت صالحة للاستخدام كمقرات أو نسفها وتجريف بساتينها، فبعد احتلال القرية العربية أو البلدة تدعو السكان إلى التجمع في الساحات أو المدارس، وتفرض عليهم الوقوف الساعات الطويلة لسماع كلمة يلقيها عادة القائد العسكري "حسين كوجر"، كما يرافق الدوريات التي تجوب القرى العربية مقنع للتعرف على الثوار ومؤيدي الجيش الحر "المطلوبين".
وقالت المصادر إن المنطقة شهدت حالات اختطاف العشرات من الشباب العرب ومطالبة ذويهم مبالغ طائلة لإخلاء سبيلهم هذا في حال لم تثبت إدانتهم بالانتساب إلى الجيش الحر، وفي حال الإدانة أو الاعتراف تحت التعذيب بأي شيء فالمصير هو الموت تحت التعذيب أو القتل والتصفية والدفن بدون إخبار الأهل وإما النسيان في أقبية الأحزاب الكردية، وهذا ما حصل مع الشاب "رضوان سليمان مطر" الذي قال أهله إن "الآبوجية" أي (pyd) خطفوه أثناء ذهابه إلى الحلاق قبل زفافه بساعات في اليوم الرابع من عيد الأضحى الماضي ولم يعد حتى اليوم.
* رسالة الفتنة
ويقول سكان محليون إن الهدف من هذه التجاوزات الخطيرة هو تغيير الوجهة القومية والثقافية لمحافظة الحسكة بالضغط والإكراه حتى يصبح ذلك أمراً واقعياً للتعامل معه، ما يهدد النسيج الاجتماعي الذي تمزق مؤخرا في المنطقة ويغذي شعور الكراهية لدى الكورد ضد لغة يستخدمونها في الصلاة لربهم.
واعتبروا أن هذه التصرفات أحد أهم أسباب الاحتقان الذي تعيشه محافظة الحسكة حيت قامت الأحزاب الكوردية بحذف القومية العربية من منهاج المدارس، وإضافة حصص اللغة الكوردية مع إهمال حصص التربية الإسلامية، ولم تكن هذه الخطوة مستفزة بالقدر الكافي إلا لدعاة القومية من الأحزاب العربية القديمة وعلى رأسها حزب البعث.
وأكدوا أن حالة من الغضب تسود جميع الشرائح والاتجاهات، ما وحد شعور المعارضين والمؤيدين للنظام من العرب بسبب تكريد المسميات للمدن والقرى وبعض الدوائر الرسمية، ما ساعد أصحاب النوايا السيئة على إشعال الفتن بين العرب والأكراد، كما تجعل العقلاء والغيورين في موقع لايحسدون عليه وقد يوصفون في كثير من الأحيان بالمنافقين بسبب استمرارهم بالمناداة بالإخوة العربية –الكردية.
وتنقل المصادر السابقة المشهد في مدينة "رأس العين" كاشفة أنه يكفي لأي مراقب فترة دقائق فقط من التجوال في مدينة "رأس العين" وغيرها من مدن الشريط الحدودي والريف القريب لإدراك ما يحدث شمال الحسكة، فالأعلام الكردية ترفرف فوق بنايات الدوائر الرسمية والمقرات الحزبية وعلى أعمدة الكهرباء وفي الأسواق والحارات، واللافتات و"القارمات" الكردية على دوائر الدولة إلى جانب العربية وأحيانا بدونها.
والنظام -والكلام للمصادر- يرى ويعلم ما يحدث، ولكن كما لو أنه يقول للناس اذهبوا إلى المعارضة لتنقذكم ويغض الطرف عما يجري في الشمال ليوصل رسالة إلى السكان خاصة من العرب والمسيحيين أنه ضمان وحدة البلاد ضد الانفصاليين الكورد.

زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية