أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

شوارع الشام تُذكر ساكنيها ببرنامج "الحصن" وتفرض عليهم شروطا قاسية للعب..

جوبر

أثارت الاحتفالية التي أقامها محل عصير "أبو شاكر" مؤخراً جدلاً بين سكان دمشق، فبينما وجد البعض في الاحتفالية إهانة للشهداء وللمناطق المشتعلة، رأى البعض الآخر أنها أستراحة ارتفع فيها صوت الفرح على صوت المدفع... وبغض النظر عن الآراء المتضاربة التي نشبت بسبب احتفالية محل العصير الأول والأشهر في دمشق، فإن سكان العاصمة مازالوا رغم كل الظروف يمارسون حقهم بالحياة، ولو أن مساحة هذا الحق صارت تضيق كل يوم أكثر.

سيران دمشقي
"التأكد من أننا مانزال على قيد الحياة"، هكذا يصف العم أبو حسن، السيران الذي نظمه الأسبوع الماضي إلى ربوة الشام مع أفراد أسرته، ورغم أن معظم المدعوين اعتذروا عن المخاطرة في الذهاب إلى الربوة، إلا أن أبو حسن، ذهب وبحوذته كيلو شقف وكباب!… 

دمشق وبرنامج "الحصن" 
الجلوس في المنزل، يعني أنك غالب الظن، إما تقضي وقتك بانتظار الكهرباء المقطوعة في معظم الأوقات، أو أنك تشاهد نشرات الأخبار، والخياران لا يعنيان بالنسبة لرب الأسرة "أبو صالح" إلا الموت البطئ، وعوضاً عن انتظار الموت، يفضل أبو صالح ممارسة حياته الجديدة التي لاشك أنها ليست طبيعية، إلا أن عدم التكييف يعني حسب تعبير أبو صالح "الانقراض"، ولذلك خشية من انقراض سكان دمشق ينصح أبو صالح باعتبار شوارع الشام متاهة ممتعة، تشبه ألعاب برنامج "الحصن" الذي كان ينتظره السوريون في كل جمعة!

ويشرح أبو صالح وجهة نظره: الجلوس في المنزل لايعني أنك بمعزل عن خطر الاعتقال أو الموت بقذيفة هاون طائشة..ويشبّه أبو صالح شوارع الشام بلعبة "الحصن" موضحاً: تفادي القذائف، والالتفاف بين الحواجز والطرقات المغلقة، والهرب من حملات الاعتقال العشوائي، كلها مهارات اكتبسها من مازال حياً يرزق في دمشق.

ويضيف: خارطة الحواجز والطرقات المغلقة تتغير كل يوم، مبيناً أن الأهالي يُتابعونها بشكل دوري، ويتناقلون أخبارها.. فمن لديه معلومة جديدة عن شارع مغلق حديثاً أو عن حاجز يتصف عناصره باللؤم لا يبخل بها عمن حوله. 

شروط السير في شوارع الشام
وللسير في شوارع الشام قواعد باتت معروفة جيداً بين سكان العاصمة، ويُعدد بائع الموبيلات "كميل" بعضاً من هذه القواعد مرتباً إياها حسب الأهمية: استحالة الخروج من المنزل دون هوية، عدم حمل "لاب توب" أو "آي باد" أو أي جهاز حديث آخر، عدم حمل مبلغ مالي كبير أو عملة غير سورية، عدم استخدام الموبايل على الحواجز.

ويُفضل وفق "كميل"، حمل "بيل ضوئي" صغير، لأن الشوارع في المساء تكون معتمة وخطرة. 
ومن جهتها تضيف طبيبة القلبية؛ "نارة" على قواعد كميل: لاشك أن الفتيات بتنَّ على علمٍ بضرورة عدم التزين بالذهب والمجوهرات الثمينة خلال التنقل بالشوارع، وبعدم ارتداء الكعب العالي، لأن احتمال الركض وارد جداً.

وقبل أن تختم "نارة" حديثها، تنصح بفصل الهاتف في الليل، لأنه لن يرن إلا لنقل الأخبار السيئة..وتتابع: لاشك أن الأخبار السيئة التي تزدحم بها ساعاتنا، تستطيع الانتظار حتى الصباح، في حين أن عددا كبيرا من وفيات الجلطات والسكتات القلبية سببها هاتف ليلي دمشقي الأخبار..!

لمى شماس - زمان الوصل
(114)    هل أعجبتك المقالة (107)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي