ليس لمجرد الكذب و ترويج القناة بالشكل اللامهني ، بل لتحقيق هدف سياسي معين .
في ظل ثورات الربيع العربي ، أصبح من طقوس المواطن البسيط أن يشاهد مئات القنوات الأخبارية يوميا .. الجزيرة ، العربية ، الأورينت ، التحرير ، المنار ، المستقبل ، الجديد ، البي بي سي ، سكاي نيوز ... الخ !!
قنوات و قنوات لا تعد و لا تحصى ، و من البديهي أن تتبع كل محطة لسياسة محددة بحسب مؤسسها ، أو بحسب مكان البث .
اختراع جهاز العربية !
و لكن سأخص بالذكر قناة "أن تعرف أكثر" العربية .. قناة سعودية بامتياز ، بثها من دبي ، (تأخذ المعطيات من هنا ، تسكب عليها البهارات السعودية من هناك ، لتظهر لك الحدث كالمحشي الكذاب Yalanje ، و دا قمة الإعجاز المهني !!!)
نعم فالسعودية اليوم مع شركائها الإماراتيين و البحرينيين ، تجاهد ، و تدعم ، و تساند ، الحملات العسكرية "الثائرة" ضد الشعوب البائسة !
العربية مع مصر
و العربية بدأت حملات و حملات ضد مرسي في عهده ، و رسمت صورة للمشاهد ، على أن الرجل تكفيري و عميل للولايات المتحدة الأمريكية و في ذات الوقت متخابر مع حماس . معادلة صعبة الحل ، ولكن العربية استطاعت لا أن تحلها بل أن (تخلقها) بطريقة دقيقة جدا جدا !
و كان المصطلح المتصدر لعناوين نشرات الأخبار في ذلك الوقت هو "أخونة الدولة" .. لدرجة أن الرئيس مرسي لو أخذ شهيقا أردفه بزفير لقالو : "أخونة الهواء- أخونة الأوكسجين" !!
العربية مع سوريا
هذا في الموضوع المصري ، انتقالا إلى سوريا ، كانت و مازالت العربية كما بدا واضحا، من السباقين بتغطية الثورة السورية ، و قد تكون ثقل و منبر إعلامي كبير للناشطين الثوريين ، و لكن في ذات الوقت ، اتجهت إلى المنحى "العلماني" أكثر ، فهي لا تأتي بأنباء الجبهة الأسلامية مثلا أو حركة أحرار الشام ، و ضمنيا تعتبر هذه الحركات إسلامية ضد مبادئ القناة ، و لكن في الوقت المناسب ستخرج لشيطنة القائمين على الحركات الإسلامية السورية المقاتلة ضد النظام .
العربية تجابه السلطان
بعد الانقلاب في مصر و "الهليلة" الإعلامية الكبيرة للبطل المغوار فاتح البلاد و محاربها الشجاع ! الـCC ، شعرت الإمارات و السعودية بالقوة ، و بنشوة الانتصار بعد "الهزيمة" التي الحقوها بإخوان مصر ، فقرر بينكي و برين "السعودية و الإمارات" بغزو فكري ، و تجييش و تحريض و فبركات إعلامية ، ضد إخوان تركيا أو حزب العدالة و التنمية بقيادة الطيب أردوغان .
أردوغان كاذب ، أردوغان قلة شعبيته بشكل واضح ، أردوغان كاتم الأفواه ، أردوغان السلطان العثماني الجديد ، أردوغان الفاسد ...
عناوين و أنباء منها الواضح للجميع و منها المبطن و الخفي !
أنا أتابع قناة العربية و أنبائها كثيرا ، لدرجة أنني شككت بقدرات أردوغان و حزبه لتجاوز انتخابات البلدية بنتيجة جيدة على أقل تقدير . و لم يخطر في بالي أن الحزب المثالي في الشرق الأوسط سيسحق ويكتسح السياسة التركية مرة أخرى بنتيجة كبيرة في كل الولايات التركية .
ما بعد الهزيمة
ولا خبر عاجل على القناة تعلن الفوز المدوي لحزب العدالة و التنمية !
و أصبح المذيعون يقللون من أهمية انتخابات البلدية و كذلك المحللون عندما يقولون : "أعتقد أن انتخابات البلدية مبالغ فيه إعلاميا" !
و من المضحك أن بعد هذه الصدمة ، لجئت المحاورة البارعة منتهى الرمحي في بانوراما للموضوع السوري ، ومن ثم تكلمت عن الإخوان المسلمين في الأردن !
و لم يتوقف الأمر على تلك اللفتة ، بل خرج موفد العربية من تركيا محرج ، مكسوف ، خجول ، متلكئ ، متكركب ، متفاجئ ، مصدوم ، ملطوم ، متبلكم ، متلعثم ، يحاول أن يقول أردوغان انتصر ، و أصبحنا بشعار
"أن نخسر أكثر" !
بعد كل هذه الحرب الإعلامية خسرت العربية ثقة الكثير من متابعيها من أجل سياسية قذرة تعشق الرفاهية للشعوب و لكن بشرط أن تكون بعيدة عن إسلامها ، و كأن الإسلام سيقيد و يكمّش السعادة و العيش الهنيء !
ضاحي الغراب
و يبقى القائد الخرفان ضاحي ..
هذا الشخص يتشائم كثيرا ، لذا أقترح على إدارة موقع تويتر تغيير شعاره من العصفور الأزرق ، إلى الغراب الأسود إيمانا بالقدرات التشاؤمية العالية الجودة عند خلفان ! فهو مازال يغرد لنا عبر حسابه محذرا و مخوفا متابعيه بالكارثة السياسية التي ستحصل في تركيا !
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية