الكل يعلم أن الثورة السوريه قامت على مطالب مشروعة بكل الأعراف . وهي الحريه والعدالة . وقد قامت سلميه منذ بدايتها تطالب بهذه المطالب ولم يكن لها لون معين فقد شارك فيها كل مكونات الشعب السوري .
والمنطقي أن يكون النصيب الأكبر للمكون الأكبر لهذا الشعب . والغريب أن أهداف هذه الثورة متطابقة مع كل أهداف الأحزاب السياسيه الفاعلة بما فيها حزب البعث اللذي ينادي بالحريه منذ نشوئه .
والغريب أيضا أن هذه الأحزاب لم تقف مع هذه الثورة المطابقة لأهدافها باستثناء حزب البعث الحاكم بل وقفت مع الحاكم وهي تعلم أنه جائر وظالم وطائفي وقد قوضها جميعا وشل حركتها بتشكيل مايسمى بالجبهة الوطنيه التقدميه . وقد عاشت هذه الأحزاب على فتات السلطة وأحيانا شاركته الفساد على كل المستويات .
والغريب أن هذه الأحزاب كل يوم تخرج علينا بتنظيرات فلسفيه تنتقد الثورة وتنتقد ماآلت إليه من تدخل كل قوى الأرض فيها . والأغرب أنها تنتظر مكان فيها للمشاركة بالسلطة عبر بيانات خاويه فلسفيه تنظيريه لاتسمن ولا تغني من جوع . لم نرى لواء مقاتل على الأرض يحمل أي شعار من شعارات هذه الأحزاب
. حتى على المستوى الأغاثي والأنساني لامكان لهم ولا وجود لهم . جميع الأحزاب الناصريه واليساريه والقوميه والعلمانيه كلها تخاذلت عن نصرة الثورة .
فهل سيكون لهم مكان في سوريا الحديثة بعد سقوط النظام ؟ طبعا لا بل سيكونون مواطنين لامكان لهم بمستقبل سوريا حيث رضو بالفتات مع نظام جائر والفرق أنهم سيكونون مكرمين معززين كرامتهم محفوظة في سوريا الثورة ولا أكثر من ذلك .
والشعب هو من يقرر هذا . والثورة عرفت من الصادق ومن الكاذب . فزيف الشعارات لن يغطي الحقيقة . ومن رضي بالذل طيلة حياته لايفهم معنى الكرامة والحريه . لذلك هو آخر من يضحي في سبيلها .
غازي العدلان
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية