كعادته كل يوم ذهب المهندس "علاء قلعجي" إلى مدرسة "دار الموهوبين العالمية" في جدة الساعة 11،55 من صباح 26/ 2/ 2014 لإحضار ابنته الصغيرة "ديم" ذات الـ 6 أعوام، ولكنه فوجىء بحارس المدرسة يقول له إن امرأتين منقبتين ومعهما سيارة وسائق أخذتا الطفلة، ليعرف فيما بعد أن زوجته الأولى وهي بدرجة شبيحة في حلب، جاءت من سوريا وخطفت الابنة، وبعد أن استخدمت نفوذها في الاستيلاء على كل أملاكه في حلب لحقت به إلى المملكة العربية السعودية لتخطف ابنته كانتقام منها لزواجه بغيرها في قصة مؤثرة شغلت المجتمع السعودي طوال الشهر الماضي، ولا يزال مصير "ديم" مجهولاً إلى الآن.
حول ملابسات ماجرى لابنته الصغيرة يقول المهندس علاء قلعجي لـ"زمان الوصل": كانت ابنتي مسجلة في مدرسة (دار الموهوبين انترناشيونال) في مدينة جدة القريبة من منزلي في شارع الكيال بحي الروضة، وكنت أقوم بإيصالها إلى المدرسة وأحضرها بنفسي، وهناك تصريح خطي موجود لدى المدرسة يفيد بأنني الوحيد المخول بذلك، ولا يحق لغيري أن يستلمها، وعندما وصلت إلى باب المدرسة ظهر يوم 26/ 2 /2014 فوجئت بحارس المدرسة يقول لي إن امرأتين أخذتا الطفلة قبل قليل، وإحداهما قالت إنها أمها، فقلت له هذا الأمر مستحيل لأن أمها موجودة في المشفى في حالة ولادة، وأدركت حينها أن الطفلة قد خُطفت وقمت بالاتصال بالأجهزة الأمنية التي قامت بإغلاق الطرقات المؤدية إلى المدرسة، وتوقعت حينها أن تكون أمها أو أي أحد من طرفها هو وراء عملية خطفها، وطلبت من الأمن (التشييك) من خلال الكمبيوترات على اسمها، ولكنهم أكدوا أنها لم تدخل إلى المملكة لا بجوازها ولا بجواز آخر لأن لها بصمة عين، ويمكن كشفها بسهولة عند دخولها.
استبدال الحارس للتمويه !
وحول معرفة الأم بعنوان المدرسة ومواعيد انصراف الطفلة يضيف المهندس علاء: كنت حريصاً على عدم ذكر اسم المدرسة لأي أحد، وكنت كما ذكرت آنفاً أوصلها وأرجعها بنفسي، ولابد أن زوجتي الأولى راقبتني يوماً ما عندما كنت آخذها وعرفت عنوان المدرسة.
ويستطرد والد "ديم" قائلاً: دوامها ينتهي في الساعة 12 وقبل الموعد بخمس دقائق كنت أمام المدرسة، وفوجئت بأنها خُطفت وكأن الأمر مخطط له، وكانت النسوة على ما ذكر الحارس ملثمات الوجوه، فكيف سلّم طفلة دون السادسة من عمرها لنساء لا يعرفهن وملثمات الوجوه، والمدرسة بدورها -بحسب الأب- حملّت الحارس المسؤولية عما حدث وتم توقيفه 24 ساعة قبل أن يستبدلوه بحارس آخر للتمويه على الموضوع فيما يبدو، والأدهى من ذلك أن القيّمين على المدرسة يشيعون بين الناس أن الموضوع مجرد خلاف عائلي والبنت عند أهلها.
ويضيف الوالد: طلبت من أشقائي في حلب الذهاب إلى بيت زوجتي الأولى للتأكد إن كانت موجودة أم لا، فقالوا إن الأضواء في المنزل مشتعلة ولكن لا نستطيع الدخول إليها فهي في حلب مع أخواتها وعائلتها بمثابة شبيحة حتى أنها وضعت يدها على عقار لي يبلغ ثمنه مائة مليون، وسرقت بيوتاً وممتلكات خاصة بي بواسطة نفوذها وعملها مع الفاسدين في حلب كما وضعت على باب بيتها والشوارع التي تؤدي إليه حواجز أمنية.
الحاجّة الشبيحة !
ويردف المهندس علاء قائلاً: بعد أيام استطعنا الوصول إلى رقم جوالها وعلمنا أنها في المملكة العربية السعودية وعلمنا أنها دخلت بصفة الحج وفوجئنا بأن معها ورقة من المحاكم السورية بأحقية حضانة الطفلة، وورقة أخرى من إمارة محافظة جدة بأن تبقى الطفلة معها، فقلت لهم إن البنت اعتادت العيش معي ولا يجوز أن تبعد عني لأنها على كفالتي وإقامتي وهي لا تعرفها، وقد تتأذى منها نفسياً، وتم تحويل قضية الطفلة إلى عدد من المحاكم السعودية كمحكمة (العرض والأخلاق) ومحكمة (الاعتداء على النفس) كون الأمر عملية خطف ولم أرَ البنت منذ أكثر من شهر ولا أعرف أين تقيم، ولا كيف تعيش، علماً أن السلطات القانونية أرجعت قضيتها إلى قسم السلامة الذي بدأت الشكوى من خلاله، وأوراقها موجودة هناك منذ أسبوع من أجل تحويلها إلى المحكمة ولم تحول حتى الآن ويطالب الأب قلعجي باستعادة ابنته لأنها متغيبة عن مدرستها منذ أكثر من شهر ولديها أدوية تتناولها، ثم إن أمها غير قادرة على إعالتها لأنها موجودة بصفة حاج والحاج كما هو معروف لا يحق له أن يستأجر بيتاً أو يقيم أو يعمل.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية