تشير معلومات متطابقة وردت من مصادر خاصة، إلى أن صراعاً خفياً يجري بين مستشارتي بشار الأسد الإعلاميتين د. بثينة شعبان والمذيعة السابقة لونا الشبل.
لونا الشبل التي تعرفت عليها للمرة الأولى عندما كانت تعمل سكرتيرة في شركة الفيصل للإنتاج الفني بدمشق لصاحبها المهندس فيصل مرعي في أواخر تسعينيات القرن العشرين، ثم مذيعة في التلفزيون السوري اواخر العام 2000 م. تميزت على الدوام برغبتها العارمة في الظهور، وحبها للاستئثار بالأضواء، بطريقة لا تخلو من عنهجية واستعلاء، مع شعور عميق وعتيق بأنها مفكرة ومحللة استراتيجية أكثر منها مذيعة.
الظهور الأول للونا الشبل خلال الثورة كان في مقابلتها المطولة مع تلفزيون الدنيا في الأسابيع الأولى لانطلاق الثورة عام 2011، يومها كانت الشبل تمارس عنجهيتها واستعلائها على زميلها في نفس الدفعة التي كرستها مذيعة في التلفزيون السوري: نزار الفرا. وكان باستطاعة لونا الكذب الصريح دون أن يرف لها جفن، حين ادعت أنها استقالت من قناة (الجزيرة) بسبب الأجندات السياسية التي تحكم عمل القناة... في حين يعرف الوسط الإعلامي أن استقالتها كانت لأسباب أخرى لها علاقة بلباس المذيعات، والصبغة الكلاسيكية المحافظة التي تحرص (الجزيرة) على أن تظهر من خلالها مذيعاتها، وأن لونا التي قدمت استقالتها مع ست مذيعات في البداية، عادت لتسترحم طالبة العودة، ونفت حينها لوسائل الإعلام أن تكون قد تعرضت لضغوط من إدارة القناة... لكن طلبها رفض مع المذيعات الأخريات المحتجات!
أما بثينة شعبان، الأستاذة الجامعية التي عملت مترجمة لحافظ الأسد، وظهرت وهي متشحة بالسواد على قناة (المستقبل) بعد موت حافظ الأسد لتتحدث عن مآثره... فلطالما أبلت كمترجمة ثم كوزيرة للمغتربين ثم كمستشارة إعلامية، في الدفاع عن عائلة الأسد وإعلاء الولاء لها، ولطالما ابتكرت اكاذيب أين منها أكاذيب لونا حول تزوير تاريخها الشخصي، لعل أبرزها كان الادعاء أن شهداء الكيماوي في غوطتي دمشق، هم أطفال علويون من الساحل السوري، اختطفهم الإرهابيون وجاؤوا بهم إلى الغوطة المحاصرة ليتم ضربهم بالكيماوي الذي استخدمته الجماعة الإرهابية ضد المناطق التي هي تسيطر عليها!!!
تتقاطع بيثنة شعبان مع لونا الشبل ليس في الاستعداد للكذب الصفيق فقط، بل في العنهجية الشخصية، وهواجس جنون العظمة، وادعاء القدرة على إدارة الإعلام وتوجيهه لصالح دعم روايات النظام، واللعب على وتر حماية الأقليات!
كلتا المرأتان مولعتان بموضوع حماية الأقليات... بثينة شعبان تكاد تبكي حين تتحدث للمحطات أثناء مؤتمر جنيف-2 وما قبله سائلة المذيع الأوروبي: ألا يخشى الغرب المسيحي على مصير المسيحيين في سوريا؟! ولونا الشبل تعتبر نفسها كدرزية جزءاً من الأقليات التي يجب أن يخشى الجميع على مصيرها، وإن كان خطاب لونا الشعاراتي الخشبي، الأقل دهاء من خطاب طانط بثنية، يستبدل الموضوع بالحديث عن الوحدة الوطنية مع تمرير إشارات ضمنية لما يتهدد هذه الوحدة الوطنية!
وجدت لونا الشبل ضالتها في هذا الموضوع المحبب لديها ولدى النظام الأقلوي، في صفقة تبادل راهبات معلولا التي تمت في مطلع الشهر الجاري. كتبت تقارير لـ (فوق) عن أهمية الصفقة، وعن الصورة التي ستسوقها عن الثوار الإرهابيين الذين يحتجزون الراهبات المسنات، ويكسرون صلبانهم، ويمنعونهم من الصلاة، واستنفرت علاقاتها وطاقمها من خيرة شبيحة الإعلام، واعدة النظام بطبق حماية أقليات دسم، يضرب (صولد) لدى الأخوة المسيحيين، وتنشغل به المحطات العالمية، ويظهر النظام الوطني من خلاله، وهو يتنازل حتى للإرهابيين، خوفاً وهلعاً على أمهاتنا الراهبات المسالمات، اللواتي سيتنزع منهم شبيحة الإعلام تصريحات نارية حال الإفراج عنهن، عن سوء معاملة الإرهابيين، وعن هذه (الفورة) الإرهابية التي عكرت صفو عباداتهن، وعن العودة إلى حضن النظام العلماني الذي لا يميز بين شيخ مسلم وراهبة مسيحية!
لسوء حظ لونا انقلب السحر على الساحر، وتحولت التصريحات المرتقبة إلى ذهول في آذانها، ثم صدمه، ثم خيانة عظمى، لم يستطع إعلام النظام أن يبلعها، فتحدث صراحة عن التصريح الذي يرقى إلى مرتبة الخيانة وكنّى الأم بيلاجيا سياف بـ (أبي سياف) نسبة إلى الجماعية الإرهابية الفليبنية!
وجدت بثينة شعبان في طبخة غريمتها الشابة المتعجرفة، مادة دسمة هي وكل المرتبصين بلونا للحديث عن (ورطة) جلبتها لونا للنظام، فضلاً عن إحراجه أمام حاضنته الشعبية الأساس، حين يتساءل العلويون: ولماذا لا تبادلون على مختطفينا مادام لديكم هذا القدر من الاستعداد للتنازل أمام (الإرهابيين)؟!
وكانت صورة الأطفال الذي يبادلهم النظام، والذي يعترف بسجنهم أمام الكاميرات، صورة أخرى مروعة انقلبت ضد النظام، وانقلبت معها أحلام لونا الشبل بأن تظهر بمظهر المنتصر على أعدائها من شبيحة النظام أنفسهم، وخصوصاً بعد أن كتب خضر العواركة يهجوها في مقال مر، وصفها فيه بـ (لونا الزط) مضيفاً: (لونا الزط لا امرأة حديدية ولا كوسى معفن...هي تحوز على ثقة الرئيس وتستغل انشغاله الشديد في الحرب لتستفرد بنا نحن المدافعين عن سورية).
الصراع آخذ في الاشتداد بين من توصفان بأنهما (امرتأن حديديتان) في محيط بشار الأسد الاستشاري الإعلامي، وقد استغلت بثينة شعبان – كما يقول مقربون - هذا الهبوط المذل في أسهم لونا الشبل، لتحشد فريقها الإعلامي ولتبرهن من خلاله على أن خطواتها المدروسة أكثر قدرة على تسويق النظام إعلامياً... وقد كان الهدف الذي سجلته مؤخراً، استضافة مجموعة من مراسلي المحطات الأجنبية لإنجاز تقرير بعنوان: (دمشق تستعيد عافيتها بعد ثلاث سنوات من الصراع).
لكن الفضيحة أن مراسل البي بي سي، ومراسل فرانس برس ومراسل وكالة شينخوا الصينية، قدموا تقريراً واحداً في موضوعه، يحاول أن يقول أن دمشق ليست مستقرة فحسب، بل الوضع آخذ في التحسن حتى أنه صار بالإمكان التبضع ليلاً... فبدوا وكأنهم طلاباً في قاعة امتحان ينقلون من بعضهم بعضاً، أو أنهم قد تخرجوا من مدرسة (تشرين) و(البعث) و(الثورة) التي يصفها السوريون تاريخياً بأنها ثلاث نسخ من جريدة واحدة!
لا يعكس هذا الصراع النسائي، إن صحت معطياته بدقة، طبيعة المعركة الداخلية التي تخوضها نساء نظام منهار عملياً، لم يبق منه سوى آلة قتل وتدمير مدعومة إيرانياً وروسياً... لكنه يعكس تقاليد الفساد العريقة التي كانت سائدة في ظل هذا النظام على الدوام... فحتى ما قبل الثورة، كان الإعلام هكذا: قوى نسائية وشبه نسائية وأمنية متناحرة، ينخر تحالفاتها الفساد، الأقوى فيها من يستطيع أن يصطاد أخطاء خصمه!
لكن المعنى الحقيقي في كل ما يجرى، سواء بلغ الصراع الداخلي هذه المرحلة أم لم يبلغ... هو مستنقع الكذب والتزوير الذي يغرق في مستشارو ومستشارات السوء... فلا ضمير يتحرك لشعب يذبح، ووطن يدمر، ورئيس يريد أن يبقى ملتصقاً بالكرسي على هرم من جماجم الأبرياء، لمجرد أن شعباً أراد ان يقرر مصيره، وأن يختار من يحكمه بعد أربع وأربعين عاماً من حكم واستبداد عائلة واحدة!
سيلعنكم التاريخ... وستذكر صراعاتكم في حواشيه السفلى، باعتبارها صورة عن فساد لا أمل في إصلاح عهره، إلا بثورة على هذا القدر من الإصرار على تنظيف الوطن، وتنظيف إعلامه المزور الغارق في صراعات كيدية أيضاً!
من كتاب "زمان الوصل"
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية