أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حصريا.. نساء حول بشار (ج2).. ريمي مالك صقر

ريمي ووالدها

ربما لا تكون طبيعة العلاقة بين "ياسمين سعادات الأسد" والمرأة التي سنتكلم عنها اليوم واضحة للعيان، غير أن الواضح تماما أن الشابتين اللتين جمعهما إطار الصورة مع بشار الأسد، وجمعهما قبل ذلك "التشبيح" لصالحه في شوارع سيدني.. فرقتهما الطائفة ودرجة القرابة من آل الأسد، فجعلت من الأولى مؤيدة مخملية، فيما صنفت الأخيرة ضمن مؤيدي الدرجة الثانية أو الثالثة ربما، كما سيتضح من خلال سردنا لقصة "ريمي صقر"، وتفاصيل رحلتها من سيدني إلى سوريا.

في "جردون"!
في أواخر العام الفائت شدت ريمي صقر (26 عاما) رحالها إلى سوريا، في رحلة كان لها أكثر من هدف وأكثر من وجهة، فـ"ريمي" التي كانت المنظم والمحرك لحركة "ارفعوا أيديكم عن سوريا" ومسيراتها المؤيدة لبشار في أستراليا، كانت على ما يبدو بحاجة للقاء مباشر مع رأس الهرم، كما كان رأس الهرم بحاجة إليها لتكون ضمن وفد "عالمي" "تلميعي"، يعطي لساكن القصر المهووس باللقاءات جرعة أمل بأنه لا يزال لديه من يستقبله، حتى ولو كانوا خليطا من الشباب الذي لم ينه دراسته (مثل ريمي) وذوي التاريخ الإرهابي الفاقع (مثل تيم أندرسون).

لكن "ريمي" كانت أيضا تريد من زيارتها أن تطمئن على أبيها "المواطن الأسترالي" مالك صقر، الذي غادر أستراليا نهائيا قبل سنوات عدة، وانتهى به المطاف في محافظة السويداء ليكون ضمن من دفعهم التحريض الطائفي ليحملوا السلاح، رغم أنه يقترب من سن السبعين، ورغم أنه صار محسوبا على رجال الدين الدروز، بعد أن انضم إلى سلك "العقّال".

لم يكن في اللقاءات والجولات الرسمية التي رتبها النظام لـ"ريمي" ما يثير الانتباه، رغم إنها كانت من "أنشط" أعضاء الوفد المشترك لحزب ويكليكس وحركة "ارفعوا أيديكم"، حيث زارت برفقة "أندرسون" عددا من المسؤولين، وقابلت رئيس حكومة النظام وبعض وزرائه، وتولت الترجمة لوفد ويكليكس، كما زارت جرحى من قوات النظام، والتقت "شبيحة أوربيين" من "حملة تدعى "الجبهة الأوروبية للتضامن مع سوريا، كما انتقلت مع "أندرسون" إلى "جامعة تشرين" في اللاذقية، حيث ألقت كلمة عن "المؤامرة" قبضت في نهايتها الثمن، الذي كان عبارة عن درع "تكريمي"! لكن اللافت أن النظام الذي احتفى بـ"مؤيدته" ونقلها من مكان إلى آخر عندما كان له مصلحة معها، تركها تسافر وحدها في "سرفيس" (يطلق عليه بعض السوريين جردون!) عندما أردات أن تلقى أباها مالك في السويداء، رغم أن المحافظة تعد إلى حد كبير تحت سيطرة النظام.

خطاب ضمن الحذاء
وحسب الرواية التي وثقت رحلة "ريمي"، والتي اطلعت عليها "زمان الوصل" فإن الشابة التي ولدت وعاشت ولاتزال تدرس في أستراليا، قدمت إلى سوريا وهي لا تحمل بطاقة هوية سورية، وكان عليها أن "تغامر" لوحدها لتتمكن من لقاء أبيها، وأقصى ما بذله النظام لها أن زودها بكتاب رسمي مختوم، يسهل لها عملية مرورها على الحواجز، ولم ينس من زودها الكتاب أن ينصحها بإخفائه، وقد خبأته فعلا في حذائها!، قائلا لها أن تمزقه أو تبتلعه إذا أحست بأن "الإرهابيين"، كما يسميهم النظام، قد اقتربوا من الحافلة التي تستقلها.
ركبت "ريمي" السرفيس كأي مسافر عادي، وقد قدم لها النظام من جديد خدمة "جليلة!" عندما أوصى بعدم تدوين اسمها ضمن جداول المسافرين، حتى لا ينتبه لها "الإرهابيون" إن هم أوقفوا الحافلة. (في سوريا تقضي قوانين النظام بتدوين من يسافرون إلى المحافظات أسماءهم في قوائم يزودهم بها سائق الحافلة أو مكتب السفريات).

مرت رحلة "ريمي" على خير، ولم يظهر "الإرهابيون" الذي نصبهم النظام لها كفزاعة في طريقها، ومع ذلك فإن حديثها وحديث أبيها لم ينقطع بعد لقائهما عن فظائع الإرهابيين وأجنداتهم الطائفية، التي أجبرت الأب –على حد قوله- ليدافع عن وجوده ووجود طائفته.

كان مالك صقر مثل كثير من السوريين الذي غرّب بهم الفقر وشرّق، إلى أن انتهى به المطاف في سيدني أوائل السبيعينات، حيث قدم وهو في العشرينات من عمره إلى بلاد الكنغر، وليس في يده سوى 200 دولار، ولاشيء أكثر، فلم يكن يجيد أي كلمة إنجليزية، عطفا على أنه لم يكمل تعليمه، وانقطع عنه منذ الصف الثاني الابتدائي.
لكن مالك تغلب على معظم هذه الثغرات، بانضمامه إلى صفوف "المجتمع الدرزي" في سيدني، الذي ساعده على شق طريقه في العمل دهّاناً، كما ساعده على اختيار شريكة حياته "سامية"، التي اقترن بها وأنجب منها 7 أطفال، كانت ريمي الخامسة بينهم.
بانتظار التخرج
ورغم طول مكوثه في أستراليا، فإن "مالك" ظل متمسكا بشدة بتقاليد الدروز وطريقتهم في التربية، وخطوطهم الحمراء، التي رسمها لبناته في عبارة واضحة "لا زواج من غير الدروز".

ولشدة تمسكه بتقاليد الدروز، عمد "مالك" في سنة من السنوات، عندما كانت "ريمي" في عمر 9 أعوام، لإعادة أفراد عائلته إلى السويداء، حتى يكونوا على تواصل مباشر مع "جذورهم" ويكتسبوا عادات وثقافة مجتمعهم، لكن العائلة لم تستطع الصمود أكثر من 6 سنوات، حيث عادوا أدراجهم نحو أستراليا، وهناك وجدت "ريمي" نفسها قد نسيت كل شيء تقريبا حتى اللغة الإنجليزية، لدرجة أنها وضعت مع شقيقها الأصغر ضمن فئة الطلاب الأجانب الذين عليهم تعلم اللغة من جديد. وقد تابعت "ريمي" تعليمهما حتى وصلت إلى جامعة سيدني للتكنولوجيا، حيث تنتظر التخرج من اختصاص الصحافة.

بعد تقاعد مالك عن العمل، انفصل عن زوجته سامية وعاد نهائيا إلى السويداء، لأنه لم يستطع رغم مرور السنوات الطوال أن يندمج مع المجتمع الأسترالي، كما إن "المجتمع الدرزي" في سيدني، كان على لايلبي طموحات الأب "الدينية"، التي تحقق بعضها فيما بعد عندما سمح له بالاحتكاك المباشر بطائفة "الشيوخ" والدخول إلى طبقة "العقال"، ممن "يمسكون دينهم" ويتزيّون بزي خاص، ويحق لهم الاطلاع على بعض "الأسرار"، كل حسب رتبته.

ورغم أنها تدافع بشراسة عن "علمانية" نظام بشار وسبق لها أن رفعت لافتات تدعو "للدفاع عن علمانية سوريا"، فإن "ريمي" كانت حريصة وتواقة جدا للقاء مشايخ من الدروز، وعلى رأسهم شيخ العقل حمود الحناوي، الذي لبى دعوة للغداء في بيت مالك، تحدث فيها الحاضرون طويلا عن الإرهابيين "أصحاب اللحى الطويلة والشوارب المحفوفة" وكيف يهددون وجود الدروز، ويستهدفون الناس حسب طائفتهم.

بابا الدروز
"ريمي" لم تخف إعجابها بشخصية الحناوي، قائلة بأنه "بابا الدروز"، وإن سلطته تمتد لأماكن بعيدة، حتى إنها تصل إلى الدروز في سيدني.

ورغم أن ريمي اعترفت بنفسها أن "السويداء هادئة، والناس ينعمون فيها بالأمان، وكل شيء فيها جيد، خلافا لما يظهر في عيون سكان دمشق العاصمة من الخوف والألم"، فإن حديث الجميع على هامش مأدبة الغداء تمحور حول التهديدات التي تحيق بالسويداء والدروز، حيث عبر "الحناوي" عن اندهاشه من "مستوى العنف الطائفي الذي بلغته سوريا"، قائلا إن ابنته جرى قنصها في جرمانا "فقط لأنها درزية"!

كانت "ريمي" التي تتغنى بـ"مقاومة" نظام بشار وتدافع عن معارك جيشه، لا تفتأ تلح على أبيها للعودة معها إلى أستراليا، وترك "الشقا لمن بقى"، لكن الأب كان يجيب بالنفي المطلق، محدثا ابنته عن بطولاته في صد المسلحين ودحرهم، ومفضلا أن ينام ويتحرك على نبض "الروسية" و"المسدس" اللذين لا يفارقانه.
لم يعد في أستراليا بنظر مالك ما يستحق العودة إليها، فقد كبر في السن ولم يعد أمامه إن بقي في بلاد الكنغر سوى زيارة الحانات، كما إن الأستراليين لايعلمون شيئا عن معتقدات الدروز، ولايهمهم أن يعرفوا، ولذلك فإن لاقيمة لهذه الملة بينهم كما يقول.

أما في سوريا فقد اكتسب "مالك" مكانة دينية وصار له نشاط ظاهر، كثفت من فعاليته الأزمة، فجعلت من "مالك" وأشباهه "مطلوبين" للحضور في جنازات القتلى من أبناء الطائفة، الذين قضوا وهم يقاتلون في صفوف النظام، والذين تذهب بعض التقديرات إلى أنهم يقاربون 1200 قتيل، منذ بداية الأزمة 2011.
ولايخفي مالك أن لكل ما يقوم به ميولا "دينية"، مؤكدا أن الأزمة رفعت وتيرة هذه الميول في المجتمع الدرزي، ولهذا كان الأب شديد الحماس لتلبية طلب أحد "الشيوخ" عندما أبدى رغبته في تزويج ابنه من "ريمي".

لكن "ريمي" تذرعت بأن وقتها ضيق، وأنها مرتبطة بموعد محدد لمغادرة البلاد، مفصحة: "أنا الآن من الجهال (عامة الدروز ممن لايطلعون على أسرار دينهم)، ولكن إذا تزوجت ابن هذا الشيخ فسأكون مؤهلة لأن أصبح من العقّال، وسيكون علي أن أرتدي تنورة سوداء طويلة وغطاء رأس. فزوجة ابن الشيخ لا يمكن أن تكون ممن يرتدين الجينز، (كما أفعل الآن)".

بين "حزمين"
لقد كشفت زيارة "ريمي" لنظام دمشق أن "المؤيدين درجات"، كما كشفت زيارتها للسويداء، وتحديدا قريتها "حزم"، عن كم هائل من التناقضات حملتها فتاة تدافع عن العلمانية ظاهرا، وتتمسك بالطائفية باطنا، وتدعم "المقاومة" وحرب النظام على الشعب، ثم تسعى لانسحاب أبيها من الميدان، وتلوح بـ"فزاعة" الإرهاب الطائفي، ثم تشهد بنفسها على أن سكان السويداء يتمتعون بأمن وأمان يتمنى حتى سكان العاصمة أن يبلغوهما!
كما كشفت بلا شك أن السويداء، ولاسيما "حزم"، لا يختصر تاريخها "ريمي" ولا "مالك صقر" ولا من شابههما، ويكفي أن نتذكر أن "حزم" هذه شهدت رفع واحد من أجرأ وأقوى لافتات التنديد ببشار، عندما علق الشرفاء على مدخل السويداء –مفرق حزم- لافتة تقول: "لا أهلا ولا سهلا بقاتل الأطفال"، وذلك إبان زيارة بشار الأسد للسويداء في آذار 2012، لتقديم التعازي بوفاة شيخ العقل أحمد الهجري، الذي لقي مصرعه في حادث سير، ثارت حوله الكثير من التساؤلات والشبهات.



من البلد


حصريا.. نساء حول بشار (الجزء1).. ياسمين سعادات الأسد
2014-03-14
ألم يكن غريبا أن يكون "رئيس الجمهورية" في أقصى طرف الصورة التي جمعته بوفد "حزب ويكليكس" الأسترالي، حتى دون أن يترك المصور أي هامش على يسار "الرئيس"؟! (الصورة 1)، (الصورة 2) هي الكاملة...  ألم يكن شكل وطريقة وقوف "الرئيس"...     التفاصيل ..

زمان الوصل - خاص
(159)    هل أعجبتك المقالة (186)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي