"المنحبكجية" يغازلون يهود سوريا ويدافعون عنهم !

أنشئت على موقع "فيسبوك" صفحة بعنوان "يهود سوريا"، وهي كما جاء في التعريف بها "الصفحة الرسمية للطائفة الموسوية اليهودية في سوريا"، وتم تأسيسها في 5 يناير، 2007 ترفع شعاراً لها نجمة داود عليه السلام والعلم السوري معاً في تآلفية عجيبة كانت تعتبر في الماضي من الكفر البواح، وتتوزع بوستات الصفحة ما بين إجابات وردود على أسئلة الفضوليين والباحثين عن الحقائق.

ولكن الغريب أن أكثرية المعلقين يعلنون انحيازهم صراحة للنظام وفي الوقت نفسه يدافعون عن اليهود ويحنون إلى أيامهم في دمشق وحلب، أما المشرفون على الصفحة وهم يهود كما يبدو من أسمائهم، هنري أبو جورج كتب تعليقاً يقول فيه "انتو أساس العنصرية والحقد والخوف والجبن وأساس التخلف وعبادة الشيطان بدو رحل ما الكم حضارة ولا تاريخ عشان هيك ذلكم هتلر"

ويتابع ابو جورج "لأنكم شعب وسخ شوفو شو صار فيكم بأوروبا وألمانيا لأنه مستحيل يكون في دخان بدون نار – عنصريتكم ووقاحتكم هي السبب وبعدين بتصيروا تتمسكنوا وتقولو مشان الله".

وفي تعليق ثالث يقول "الله محيي صليبو لهتلر عرف كيف يركعكم لصرماية جنوده ويخلي أكبر حاخام فيكم يلحس كندرة الجندي الألماني". 

فهبت عليه تعليقات المنحبكجية الذين فجأة بدؤوا بمغازلة اليهود وتمسيح الجوخ لهم، فكتب زيكو العلي بعد عبارة سنة مباركة لكل اليهود بالعالم "حدى يشوفلي هالمجنون شو بدو"، في حين علق Moussa Sullaiman قائلا "للأسف هو مو بألمانيا كان عرف شو يعني عقليه غبيه ومجرمة تحكي هيك، كانو فوتوه دغري على مستشفى المجانين وبعدها تسفير لبلدو".

وتبرع منحبكجي يطلق على نفسه اسم Syrian Sailor بالتعريف بكاتب التعليقات السابقة "هاد فلسطيني عرفتو" وكذلك كتب Tony Petrus "هذا كتب لي عالبرايفت من كم يوم مسبات وقرر أني ماني مسيحي وسمّعني اسطوانة التخوين وعزف لي سمفونية اللحمة الوطنية أنا السوري اللي قاعد هون وهو الفلسطيني اللي مدري منين ومدري وين قاعد...ختمها بموعظة عن المحبة وتعليمي الأخلاق اخذهم من مثله الأعلى على مايبدو هتلر..."

وعلق (ياسر طرطوس) على (أبو جورج): "أكيد جالس أمام مرآة وشايف أهله".

وعقب Bahaa AlHasan: "شباب وصبايا..انتو ليش مزعوجين؟ أنا بالعكس مبسوط بمقارنة بسيطه بهلصفحه بشوف انو في واحد اهبل متخلف جاهل ورد عليه كذا شخص انو أهبل وعرف حالو انو غبي..يعني بالمشرمحي الدنيا بخير بوجودكن حبيباتي".

وأردف AlHasan متظارفاً: وجكاره فيه ..أنا ببعت بوسه لكل يهود سوريا يهود وطني لي عشنا معن الحلو والمروالأبيض والأسود موا ا ا اه".

وأرسل احد مرتادي الصفحة رسالة يقول فيها "بعد التحية لـجميع الأخوة اليهود، لماذا تضعون علم سوريا البعث والأسد ولا تضعون علم الثورة، وإذا كنتم لا تريدون الانحياز لطرف ما فلماذا لا تضعون نجمة الملك داود او ما شابه او اي صورة من سوريا لكي لا تدخلوا في حيز الاحراج".

فأجابه أدمن الصفحة كوهين:"نحن نضع علم الدولة الرسمي ونضع ايضا نجمة الملك داود على غلاف الصفحة وفي حال تم تغيير العلم سنقوم نحن بالتغيير مباشرة وهذا الأمر ليس له علاقة بالموالاة أو المعارضة لأن هذا العلم كان موجوداً قبل عام 2011."

وتنشر الصفحة صورة لصلاة يهودية تقام في كنيس الفرنج معلقة عليها "هؤلاء ما تبقى من رجال يهود الشام".

فعلق Waleed Ghanem "سيادة الحاخام جاك كاسمين والصديق المحترم حاييم فارحي وجميع أبناء الطائفة الموسوية في سوريا وبخاصة المشاركين بهذه الصلاة تقبل الله منكم وبوركتم وبوركت مساعيكم" ولم يذكر غنيم طبيعة هذه المساعي.

(جورج نصر) أعرب عن حماسه لإقامة الصلاة اليهودية في دمشق قائلاً "كم هو رائع أن نرى أخوتنا اليهود في سوريا يمارسون شعائرهم الدينية بالرغم من قلة عديدهم, هذا الخبر من أجمل الأخبار التي سمعت بها منذ فترة طويلة ... منذ اندلاع الأزمة في سوريا. وأتمنى من كل قلبي أن يأتي اليوم وتمتلئ الكنس بالمصلين اليهود من جديد".

أما Demah Hasson فقالت "هاد الكلام يلي بيفرح ...نحن سوريون وفقط". وباركت Assia Issa لليهود صلاتهم قائلة "تقبل الله صلاتكم. وارجو من الله ان لايغادر احد سوريتنا الحبيبه بوجودكم تزداد لوحتنا الفسيفسائيه روعة وجمالاً"

ولا تنسى الصفحة أن تغمز من قناة الإسلام عندما تنشر صورة لسيارة مكتوب على نمرتها دولة الخلافة –ولاية الشام معلقة أن أنها "أول سيارة تدخل الإسلام".

وفي صورة أخرى وضعت صورة لوحتين للموناليزا أو الجيوكاندا وإلى جانبها صوة مسلمتين إحداهما منقبة والأخرى مغطاة الوجه تماماً وكتب فوقها "من عصر دافنشي إلى عصر داعشني".

وصورة ثالثة تظهر الفنانة هيفاء وهبي وهي ترتدي الحجاب وتحت عنوان جديد هيفاء وهبي كتب "داعش حوش صحبك عني". 

والغريب أن منحبكجية بشار يحنون إلى أيام اليهود في دمشق فيما اليهود ذاتهم يستعيذون من تلك المرحلة ففي مقابلة مع "حاييم" مشرف صفحة يهود سوريا أجرتها مؤسسة (القناة الإعلامية للبنت السورية) يجيب عن سبب هجرة اليهود من دمشق عام 1999 قائلاً: 

"من الصعب أن تعيش في مجتمع وأنت تعامل من خلاله كمخلوق من كوكب آخر .. فأصبح فتح باب الهجرة عام 1994 هو كنافذة أمل نستطيع أن نعيش من خلالها حياة كريمة لنا ولأولادنا".

Ibrahim Sawwad يمرر مديح للظل العالي يقول فيه "أنا دائماً كنت قول و رح ضل قول أن اليهود شعب الله المختار لأنو بيتعلمو كتير ولأنو اختاروا العلم. احترامي الشديد ليهود بلدي سوريا".

Jaafar Aldarf علقت "في حال تم تغيير العلم سنقوم نحن بالتغيير مباشرة، يمكن انت بتعتبر العلم مجرد خرقة وعليا ألوان بس صار العلم رمز ومبدأ ولا تنسى انو العلم ابو تلت نجوم دمرلك اقدم كنيس يهودي وشكرا"

كوهين أحد مشرفي الصفحة يتذمر من نظرة الآخرين المتقلبة لليهود وبالذات مؤيدي النظام قائلاً: "والله احترنا ساعة بيعملونا صهاينة ومدسوسين وساعة بيعملونا سوريين ووطنيين وساعة ماسونيين ومؤامرة كبرى ومخططات وبروتوكولات بني صهيون!! يعني يلي من جانب الحكومة بدو يسحبنا لعندو ويلي ضدها بدو يعملنا معارضة !! ساعة يبعتولنا ناس تكتب بالصفحة انو نحنا شبيحة وساعه نحنا وهابية وساعه نحنا شيعه وساعه نحنا مو يهود بل عصابات تدار من المريخ وساعه ضراب السخن لك حااااج يعني ازا افكارنا ما تطابق مع افكارك تركنا بحالنا وروح يعني ليش الدكتاتورية حتى بالفكر ليش؟؟ كل واحد بيجي يكتب وبيخبص على سمانا واخر واحد جاي يقول قال انتو مو يهود قلنالو لكن شو قال انتو ماسونيين !!!".

"زمان الوصل" اتصلت بالإعلامي والكاتب المعارض ابراهيم الجبين الذي وضع رواية بعنوان "اليهودي التائه" لتسأله عن سر مغازلة "المنحبكجية" لليهود من خلال صفحة "يهود سوريا" فأجاب: 

"أجزم أن الصفحة مزورة ...وهذه ليست طريقة اليهود في دعم أحد...هذه أفكار تشبيحية...ولغة شبيحة ...ولم يرد في الصفحة أي اسم لشخص حقيقي ولكنها أسماء مستعارة منتحلة...

وأضاف الجبين "لو كنت مكانك لتجنبت إضافة اليهود السوريين إلى داعمي بشار الأسد..فلم يفصحوا عن موقفهم بعد...ولا نعرف عن توجهاتهم شيئاً؟".