قبل عدة أيام، استشهد 6 مدنيين وجرح 7 آخرون بانفجار لغم أرضي زرعته قوات النظام في طريق مكروباص كان يحمل ركابا متجهين من ريف دير الزور إلى دمشق، في عملية وصفها ناشطون بـ"الانتقامية"، التي حاول النظام عبرها التغطية على فشله في مواجهة الثوار.
ويقول ناشطون إن النظام لم يعد يكتفي بزرع المتفجرات على الطرق التي يمر منها المدنيون وحسب، بل بات يستخدم الرشاشات الثقيلة في استهداف حافلات نقل الركاب القادمة من دمشق باتجاه ريف دير الزور المحرر.
وتأتي هذه الفعال الانتقامية، في ظل عجز واضح للنظام تجاه دير الزور وثوارها، لاسيما أولئك الذين يقاتلونه في جبل ثردة المحاذي لمطار دير الزور العسكري، والذين كبدو النظام خسائر مؤثرة، كما أمنوا انشقاق عدد من الجنود أثناء تلك العمليات.
رامي ناشط في ريف دير الزور، يعلق قائلا: منذ يومين أطلق عناصر النظام من على جبل ثردة نيران رشاش 23 على باص شركة الأكرم، فاستشهد مدني وجرح آخرون، علما أن الباص كان قادما من دمشق ومر بجميع الحواجز الأمنية والعسكرية وتعرض ركابه للتفتيش ولتدقيق الهويات أكثر من 25 مرة خلال الرحلة، فلماذا يطلقون عليهم النار وليس فيهم من هو مطلوب للنظام.
بالقناصات والراجمات
قبيل تحرير حي الحويقة والجسر المعلق، كان أهالي دير الزور يدخلون الأحياء المحررة عبر جسر السياسية والذي كان يسمى حتى وقت قريب معبر الموت.
الجسر الممتد 500 مترا أمام مبنى الأمن السياسي المحرر، كان تحت نظر 5 من قناصة النظام على الأقل، يستعملون قناصات 12,7 مزودة بمناظير ليلية، لاستهداف كل من يعبر على الجسر.
واحد على الأقل من ركاب كل حافلة أو سيارة تمر فوق الجسر، كان يصاب في كل عملية مرور فوق ذلك الجسر.
يقول "محمد.ن" وهو ابن عم شهيدين على معبر الموت: "استشهد مئات من أهالي المدينة".
انتهت محنة أهالي دير الزور على هذا المعبر بسكل جزئي بعد تحريره، إلا أن خطر الموت بصواريخ الراجمات ما زال يخيم على المارة، فراجمات النظام المتمركزة على حاجز البانوراما جنوب المدينة مستمرة باستهداف السيارات المارة على المعبر بصواريخها؛ ما أوقع عددا من الشهداء والجرحى.
ويعمد النظام إلى هذا الاستهداف المستمر، في ظل عجزه عن تدمير الجسر بشكل كامل رغم قصفه بالبراميل المتفجرة أكثر من مرة.
ويرى ناشطون أن استهداف قوات النظام للمارة على معابر لا تخضع لسيطرته أمر قد يكون له تبرير ما، أما أن يستهدف المارة على معابر تقع تحت سيطرته، فهذا ما لا يوجد له تفسير.
فمعبر حاجز مشفى القلب الواقع قرب حي الجورة يخضع لسيطرة النظام، ومع ذلك فإنه يشهد بين الحين والآخر قصفا بالهاون أو استهدفا بالرشاشات، أثناء تجمع سكان الأحياء الخاضعة لسيطرة النظام لعبور النهر بالقوارب من المكان الذي تشرف عليه قوات النظام، حيث يبدأ جنود النظام إطلاق النار على المدنيين، فور وصولهم للضفة الأخرى الخاضعة للثوار.
دير الزور - زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية