جثث طافية في نهر قرب وادي خالد واحتفاء راقص فوق أبراج قلعة الحصن، مشهدان أليمان يعكسان ماجرى في ريف حمص الغربي أول الخميس بعد "احتلال" عسير لقوات النظام وشبيحته لقلعة الحصن التي سيطر عليها الثوار لأكثر من سنتين وفرار المئات من أهالي المدينة وعبورهم بمحاذاة النهر الكبير باتجاه لبنان ونقل الشيخ عماد خالد أحد أبناء وادي خالد لـ "زمان الوصل" أن العشرات من أبناء قلعة الحصن وأغلبهم مدنيون ممن اضطرهم النظامُ السوري عبر سياسة التجويع والبراميل المتفجرة والراجمات وغيرها من أدوات القتل السريعة والبطيئة إلى الفرار من الموت تاركين بقايا بيوتهم وقبور أحبائهم وراءهم، ليقوم بقتلهم على النهر عند الحدود مع وادي خالد.
وكان قسم من هؤلاء -كما يضيف خالد- قد اجتاز النهر وقسم لم يجتزه بعد فانتشرت جثث الشهداء والجرحى من الأطفال والنساء والشيوخ على جانبي النهر الكبير، ما اضطر أهالي وادي خالد إلى إسعاف الجرحى ممن لا تزال تتردد أنفاسهم المتعبة أساساً قبل القتل، ما دفع النظام المجرم إلى الرد بوحشية على بيوت الآمنين في حدود وعمق وادي خالد، الأمر الذي تسبب بهدم بيوت على أهلها وسقوط عدد من الجرحى وربما القتلى، كما تم استهداف سيارات المسعفين وإصابة العديد من طواقمها لأنهم حاولوا إنقاذ الهاربين من جحيم البطش والقتل الأسدي علماً أن هناك أعداداً من الجرحى لم يتم إنقاذهم بعد.
تحت ستر الظلام !
ويروي الناشط أبو طارق الحصني أن أكثر من 3000 عائلة خرجوا أول أمس إلى وادي خالد اللبنانية الحدودية عبر طريق سهل البقيعة الزراعي ساروا كمجموعات محاولين دخول لبنان غير أنه لم يصل منهم إﻻ الجزء القليل، إذ تعرضوا لكمائن من قرى المسيحية والعلوية ولم يزل مصير 300 مدني منهم مجهولاً.
ويستطرد الحصني: يبدو أننا أمام مجزرة كبيرة لم نشهد مثيلاً لها في حمص ولعل تفاخر (الجيش الباسل) والدفاع الوطني على شاشات العهر ونشوته بفرحة النصر على جثث القتلى من الشهداء وجماجم اأطفال يعكس على نحو جليّ أن ما جرى كان لعبة طائفية قذرة.
وحول جثث الفارين من أبناء الحصن التي تم رميها في النهر الكبير يقول "أبو طارق الحصني": إن هذه الجثث تُرى من بعيد وﻻ أحد يستطيع الوصول إليها حيث يقوم الشبيحة برميهم بالنهر ويضيف الحصني إن المعلومات عنهم شحيحة، ولكن ما هو واضح أن الأمر دُبر تحت ستر الظلام بغرض عدم السماح لأحد بالعودة إلى قلعة الحصن وهم بالفعل لم يسمحوا لأحد من النازحين اﻻوائل الذين خرجوا منذ بداية الثورة بالعودة إليها حتى ينتهوا من سرقتها.
ويضيف الناشط الحصني مستدركاً إن لقلعة الحصن قصة وحكاية، وعندما سألناه ماذا يقصد أجاب: "كان ثمن وقوف شبيحة وادي النصارى مع النظام أن يهديهم قلعة الحصن ويقتلع الإسلام السني من هذه المنطقة، لأن بعض ضعاف النفوس، يعتقدون بأن القلعة صليبية وانتزعها منهم صلاح الدين الأيوبي كاعتقاد اليهود بملكية فلسطين.
ويضيف الحصني: "لقد ذكرني رفع راية الغزاة فوق أحد أبراج قلعة الحصن معلنين نصرهم الموهوم بحادثة الجنرال الفرنسي غورو...عندما غزا دمشق وقتل أهلها كما حدث في قلعة الحصن منذ مئات السنين وفي دمشق وضع غورو قدمه على قبر صلاح الدين وقال له قم يا صلاح الدين هاقد عدنا ... فخرج إليه الشيخ الدرزي سلطان باشا الأطرش وأهل سوريا جميعا أمثال ابراهيم هنانو وحسن الخراط، وصالح العلي ولقنوه درساً ودحروه من حيث أتى ومنيت فرنسا بأقوى هزيمة على أيدي السوريين".
ونشر نشطاء صوراً لسرقة محتويات بعض بيوت القلعة… التي يحاول شبيحة وادي النصارى تغيير تسميتها إلى "قلعة وادي النصارى"….
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية