كشف عضو الائتلاف الوطني مروان حجو الرفاعي عن حادثة استشهد خلالها عدد من المدنيين في حلب بعد بقائهم على قيد الحياة تحت أنقاض بنائين سكنيين تهدما إثر استهدافهما ببراميل طيران الأسد.
وأوضحت الرسالة التي أعاد الرفاعي توجيهها إلى الائتلاف أن تقصيرا ناتجا عن تأخير آليات رفع الأنقاض تسبب بزيادة عدد الشهداء بعد تهدم البنائين في قصة مؤلمة جرت أحداثها في حي الميسر جانب فرن "الوحدة"، مطالبة بفتح تحقيق في تلك الحادثة.
وسبق أن اشتكى مواطنون في حلب"تطنيش" أصحاب الآليات الثقيلة أو المسؤولين عنها عن المساهمة برفع الأنقاض بذريعة الخوف من معاودة القصف من قبل طيران الأسد.
وفي مايلي نص الرسالة التي تلقاها الرفاعي حول الحادثة المذكورة من المحامي كامل أطلي عضو مكتب الائتلاف في "غازي عينتاب":
"إلى من يهمه الأمر
مقدمه: المحامي كامل اطلي مكتب الائتلاف غازي عنتاب
بلاغ .. ودعوة إلى فتح تحقيق
منذ سمعت هذه الشهادة الحية من أحد الأصدقاء .. علقت في ذهني فأنهكت إنسانيتي وهزت وجداني..
صرت لا استطيع التعايش مع هذه القصة ولن أستطيع مادام المجرمون وشركاؤهم يعيشون وكأنهم بشر.
بتاريخ 9/2/2014 كان طيران العصابة المجرمة يمطر أحياء حلب بالبراميل المتفجرة, وقدر لبنائين سكنيين في حي الميسر جانب فرن الوحدة أن يصبحا كومة من الأنقاض والركام، فمات من مات وأصيب من أصيب في لحظات دموية تتكرر على مدار الساعة في حلب المنكوبة.
لكن هذه المرة كان هناك أصوات من تحت الأنقاض وأحياء يصرخون ويناشدون من يسمعهم أن ينتشلونهم، فتتكاثر الأيادي الخيره ويسارع رجال الدفاع المدني بمعداتهم البسيطة لمحاولة إخراجهم، ولكن عبثاً فالأنقاض كبيرة ولا آليات أو معدات خاصة لرفعها, وتقف المساعي الخيره عاجزة أمام حجم وكتل الأنقاض .. يسأل أحد المنقذين الصوت الخافت القادم من تحت الأنقاض .. في محاولة منه لتلمس هول الكارثة وعمق الحزن .. كم واحد أنتو تحت ..؟ يجيبه الصوت المتهالك نحنا عشر أشخاص .. تحتبس الدموع في المقل وتتسارع الأيادي بالنبش العبثي دون جدوى.. وتدور عقارب الساعة وتمر الأيام.. أيام وليس ساعات, ولا تصل المعدات أو الآليات. مع مرور الأيام كانت أصوات المناشدة القادمة من تحت الأنقاض تخبو وتخفت .. في اليوم الخامس لم يبق منهم إلا ذكرى مؤلمة ورائحة موت أسود .. كسواد قلوب من قبض المال لشراء ما يلزم وكل من كان يستطيع المساعدة ولم يفعل.. ربما انشغلوا بعطلة نهاية الأسبوع مع عائلاتهم وربما انشغلوا بحضور مؤتمر هام في استنبول يحض على مساعدة المنكوبين وإغاثتهم وربما تافه ما أخر الأمر ليعطي لنفسه الدنيئة أهمية صاحب القرار وربما .. وربما....
اليوم .. أضع هذا التاريخ أعلاه .. وكلنا يعلم أن هناك أموالاً رصدت لإنقاذ الناس وللدفاع المدني...
من لديه الجرأة ليتحمل المسؤولية ويحاسب نفسه ويستقيل.. فهذا الخطب الجلل عند بني البشر تستقيل لهوله حكومات ويحاسب كل من أخطأ..
لن أتهم أحداً وبلاغي هذا ليس موجهاً ضد أحد بعينه كوني لا أحمل الدليل .. فليس بحوزتي إلا ضمير وقلم وتاريخ ثابت يرتبط بكراسي ومجالس ووحدات ووزارات وكتل..
وأطالب ومعي أصوات دفنت في ركام الإنسانية بفتح تحقيق اليوم... أو في أي يوم آخر ومهما طال الزمان. فإن كانت ضمائركم تعايشت .. فهاهي شهادة حقة مثبتة بالتاريخ والصورة والركام والجثث أعرضها على ضمائر مازالت حيّة .. فكيف ستتعايشون مع هذا الحدث. قد يقول قائل يومياً يستشهد المئات أمام الكاميرات وتحت الأنقاض .. سأرد بتأييدي لكلامكم. لكن هناك فرق، فنحن نعلم أن من يقوم بهذا العمل هو عدو مجرم.. أما في هذه الحادثة فمن قصف هو المجرم ذاته لكن بات له شركاء لا يقلون بعملهم إجراماً عنه.. اليوم المجرم بين صفوفنا بل يمكن أن يكون في الصفوف الأولى وبجيبه مال لو أنفقه لما رصد له في الوقت المناسب لما حدثت هذه الكارثة.. اليوم كثير منهم يتبجح سياسياً بأن وقت السوريين من دم. وها هم يصرفون دماء عزيزة طاهرة شريفة على طاولات القمار السياسي لربح جوائز من كراسي زائفة وشراء فرش جديد لمكاتب لا يملكونها في أرض ليست أرضهم..
إن لم يفتح تحقيق ويقتص لهؤلاء ...
فإننا نعدكم .. ووعد الحر دين .. ونحن الأحرار .. ولن أزيد".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية