عبر تاريخهم المعلوم، اعتاد "الشيعة" لاسيما من تابعي ملالي "قم".. اعتادوا أن ينفسوا بين حين وآخر عن احتقاناتهم في صورة عبارات أو مواقف تثبت بما لايدع للشك أنهم يسبحون بعيدا عن فلك الإسلام، بدءا من قذفهم لأم المؤمنين وشتمهم كبار الصحابة، مرورا بمباركة المجازر بحق المسلمين، وحتى المشاركة فيها جهار نهارا.
لكن "الشيعة القميين" لم يكونوا ليتوانوا بالمقابل، عن لعبة تقاسم الأدوار، لاسيما عندما كانوا يحسون أن عباراتهم ومواقفهم يمكن أن تحطم صنم التقية، الذي يمجدونه، فكان بعضهم يبادر لنفي هذا الموقف أو تأويل تلك العبارة، في تصرف يعكس كثيرا من الاستغباء، يشابه من يريد إطفاء حريق غابة بقطرة ماء.
وقد كشفت السنوات الثلاثة الماضية من عمر الثورة السورية بالذات، أن للقميين، من مليشيات سكنت لبنان والعراق وغيرهما، قدرة على "تقيؤ" أطنان من الحقد والكذب والتبجح، بل ومهاجمة الإسلام والمسلمين، في نفس الوقت الذي يصلون فيه على "محمد وآل محمد"، ويلطمون على الحسين طالبين "ثاره"، ويعدون زينب بنت علي بأنها لن تسبى مرتين!
ومع إن مشهد "حلوان" تدمير القصير ما زال ماثلا بكل أبعاده، ونشيد "احسم نصرك في يبرود" ما زال صداه البغيض يقرّع الأسماع، فإن أبناء "حاقدون بلا حدود" يصرون على أن تكون لهم صولات وجولات جديدة من التشفي المفرط في دناءته، والذي وصل حد استخدام آيات الرحمن في تسويق أفعال الشيطان.
فقد انقلبت الآيات الأولى من سورة البروج التي تتكلم عن أصحاب الأخدود المؤمنين، انقلبت على يد أحد "الحوالش" إلى آيات شيطانية سخرها للكلام عن يبرود ومحرقتها، قائلا "والسماء ذات البروج، واليوم الموعود، وشاهد ومشهود.. قُتِل اصحاب يبرود".
لقد نسي الحالشي، وهو يريد أن يشمت بأهل يبرود، أنه نعتهم بأفضل الأوصاف، فأصحاب الأخدود في القرآن هم الطائفة المؤمنة والموعودة بالجنة، أما الذين قتلوا أصحاب الأخدود وألقوهم في نيران الدنيا، فإن لهم [عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق].
إيثار عبد الحق - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية