أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

من "عبد العزيز آل سعود" إلى "هوغو شافيز" هكذا يزور النظام التاريخ والجغرافيا

يا للمفارقات..! من الغرابة فعلاً من يتأمّل ما حدث أول أمس أن يجد النظام يستجيب ولأوّل مرة لمطلب شعبي نادى به مجموعة من الشباب الموالين له, حيث وجدوا في اسم عبد العزيز ما يؤرق نومهم, ويزعجهم في سيرهم، وهم يجوبون شوارع أبو رمانة بسياراتهم الفاخرة, فكيف لهم أثناء عودتهم من حاناتهم, وملاهيهم الليلية أن يمرّوا بشارع يحمل اسم مؤسس دولة آل سعود التي وقفت مع ثوار سوريا ولاجئيها منذ انطلاقة شرارة ثورتها ودعمتهم بكل ما استطاعت, فاسمه بركانُ غيظ في دمائهم, وشوكة توخز ماّقيهم, أتعبهم اسم عبد العزيز ولم يتعبهم صراخ الثكالى, وبكاء الجياع, وأنين الجرحى, فأصروا على تبديل اسمه باسم يدخل البهجة لأرواحهم النتنة.

أطلقوا حملتهم بداية على "فيس بوك" في أواخر 2013 تحت اسم "معا لتغيير اسم شارع عبد العزيز"، محاولين من خلال صفحتهم الإساءة للملك عبد العزيز بشتى أساليبهم الإعلامية, متناولين سيرته التاريخية بحقد لامثيل له, وقاموا في ذلك الوقت بفبركة بعض الصور حيث نشرتها صحف ومواقع إلكترونية مختلفة, ليشاع في حينها ومن خلال هذه الصور أن النظام غيّر اسم شارع عبد العزيز إلى اسم المخرج نجدت أنزور, وذلك كونه مخرج فيلم "ملك الرمال" الذي يتعرض فيه لتاريخ الملك عبد العزيز، واصفا إياه بمؤسس الدولة الإرهابية, وقاموا بنشر صور من الفيلم ..على صفحتهم, ونقلوا كلاما عن نجدت أنزور يشتم فيه آل سعود.

ولكن سلوكهم لم يجدِ نفعا, ونار حقدهم لم تطفأ, فظلوا مصرين على موقفهم بتغيير اسم الشارع إلى أن استجاب محافظ دمشق لمطلبهم, واتفقوا على استبدال اسم عبد العزيز باسم الرئيس الفنزويلي الراحل (هوغو شافيز) تكريما لذكراه, وكونه من الداعمين لسلطة القتل والفساد.

ووسط احتفال حاشد دشن محافظ دمشق برفقة السفير الفنزويلي في سوريا الشارع الجديد. فبكل وقاحة وبجاحه يُزال اسم ملك عربي له تاريخه الحافل بالقيادة والتأسيس منذ نشأة المملكة العربية السعودية مرورا بالثورة العربية الكبرى ليضع اسم قائد أعجمي لا فضل له سوى تأييده لإجرام الأسد, وهنا لا غرابة باختيار هذا الاسم كون معظم شباب هذه الحملة هم بالأساس من سكان "أبو رمانة" و"الروضة", والذين عرفوا بصلتهم الوثيقة بالنظام, فغالبية ساكني هاتين المنطقتين هم أصحاب النفوذ والسلطة، ومن الطبيعي أن لا يجوب فكرهم باسم أي شهيد ضحى بدمه حماية لكراسيهم.

لم يملوا بعد من تشويه ملامح سوريا الحضارية, فبعد أن دمروا أجمل معالمها الأثرية في حلب ودير الزور وحمص وغيرها من المدن السورية, انتقلوا الآن إلى فلذة كبدها دمشق, أعرق مدن العالم, ليبدؤوا بتغيير ملامحها التاريخية وفق سياساتهم القذرة, ليكونوا مثلا يقتدى بتشويه تاريخ الحضارات, لم يكفِهم ما غيروه, وما سموه من ساحات ومطارات وحدائق ومنشآت كبرى نزعوا عنها أجمل أسمائها لتحمل اسم آل الأسد, ألم يحن الوقت لتحرق أجسادهم العفنة وتطهر سوريا من شرورهم؟ فشارع الملك عبد العزيز اسم يضاف إلى قائمة أسماء قادة كان تم تغيير أسماء الأماكن التي تحمل اسمهم بأمر من الأسد الأب، فلا قائد في البلد سواه ولا تمثال إلا لهيكله الإجرامي وها هو ابنه وبكل بلاهة يتابع مسيرة التغيير, فإلى أين يا سوريا؟!

زمان الوصل
(194)    هل أعجبتك المقالة (173)

عربي أنا

2014-03-11

ملك عربي له تاريخه الحافل بالقيادة والتأسيس منذ نشأة المملكة العربية السعودية مرورا بالثورة العربية الكبرى. هل لي أعرف ماذا فعل هذا الملك العظيم غير التحالف مع محمد بن عبد الوهاب وتكفير الناس وقتلهم بحجة أنهم مرتدون، والإغارة على القبائل والقرى لإجبارها على اتباع الدعوة الوهابية! لم تجن الأمة العربية من هذا الملك سوى المؤامرات مع الغرب لضمان تثبيته على العرش، ويمكن الرجوع لمذكرات مستر همفر الذي يفضح كل شيئ عن "ملك الرمال".


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي