أيها القارئ العزيز لا تستغرب هذا العنوان فأنا أعنيه تماما أما المسؤول فتعرفه جيدا ، وأما فوط الأطفال فهى بمعناها الحقيقى ، أى ما تضعه الأم لطفلها قبل أن يتعلم الذهاب إلى دورات المياه . أجلك الله يا أخى.
كان عمر مدرسا ممتازا لمادة اللغة العربية . وكان يعطى درسه بضمير ومسؤولية ، ولا يألو جهدا فى إعادة الدرس على التلاميذ أكثر من مرة . ولكن الأحوال المعيشية كانت تضيق على الناس بشكل ملحوظ فى ظل النظام الاشتراكى المعظم (عظم الله أجركم)
فرأى أن يذهب الى العمل فى دولة عربية ، وبعد جهد وفق الى ذلك وكان معه زوجة وطفلتان ، وأخذ الأمل يحدوه فى أن يجمع ثمن منزل وفرش ، وهذا يكفى لعله إذا رجع الى بلده الاشتراكى بعد عدة سنوات يستطيع العيش ببعض الكرامة ، وهذه كانت أكبر احلامه ، يراها فى نومه ، ويحدث بها الآخرين فى يقظته .
يقول الأطباء : ولا أعرف مدى دقة هذا القول أن الحرارة الزائدة فى الجو تؤدى الى زيادة الولادات ، أو أن المرأة تحمل بتوائم .. ؟
المهم هذا ما حصل مع الأستاذ عمر حملت زوجته بثلاثة توائم ذكرين وأنثى وعندما ولدت حظيت هى وأولادها الثلاثة فى تلك الدولة بأفضل الرعاية .
انتهى عمل الأستاذ عمر فى هذه الدولة الطيبة وجاء وقت العودة الى بلاده ويا لها من عودة لم يكن يعلم ما ينتظره بعد تلك الغيبة .
بعد يومين من عودته نفذ الحليب الذى أحضره معه ، سارع الى الصيدلية وطلب الحليب ، ضحك الصيدلى ثم قال لا يوجد ، إذهب الى الصيدلية الفلانية ثم الأخرى .. وهكذا حتى أعياه التعب .
خدمه أحدهم بقوله : احضر دفتر العائلة غدا لنعطيك علبة ، صرخ الأستاذ عمر بأعلى صوته ، علبة وماذا تفعل علبة ! عندى ثلاثة توائم إنهم يتضورون جوعا وحليب أمهم لا يكفيهم . قال الصيدلى هذه مشكلتك ابتلع الأستاذ عمر ريقه بصعوبة ، والحنق باديا على وجهه ، وطلب منه أن يعطيه عدة أكياس من فوط الأطفال (الطفل المدلل) !! رد الصيدلى ببرود سنعطيك واحدا أيضا على دفتر العائلة . عندها صرخ الأستاذ عمر بشدة لا يمكن .. لا يمكن أين أنا .. أين أعيش .
قال الصيدلى : يا أخى ليس لى ذنب فى ذلك ، اذهب واصرخ خارجا كيفما شئت ولكن احذر ..
خرج الأستاذ عمر وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة ، مشى ومشى وهو لا يدرى ماذا يفعل ، زوجته تنتظره ، أولاده جوعى ، هو ناله التعب .
يكلم نفسه ، يارب أعنى .. يا إلهى ماذا حصل .. كيف يعيش الناس كيف يطعمون أطفالهم ، منذ أربع سنوات كان الوضع أفضل بكثير ، ماذا تغير ؟
يمر بجانبه صديقا له فلا يراه ، يناديه فينتبه من شروده .. فلان .. يتبادلان التحية والقبلات ، بعد ذلك يشرح له همه .
يضحك الصديق ويقول : بسيطة ، سأتصل لك بفلان إنه رجل مهم ومسؤول كبير . وسيعطيك ما شئت من فوط الطفل المدلل وسيريلاك ونيدو ، سأل الاستاذ صديقه وماذا يريد مقابل ذلك قال الصديق : لا تشغل باكل هدية بسيطة سآخذها له . وسآتيك بكتاب من يده الكريمة ، يأمر فيه مدير المؤسسة بتسليمك الكمية المناسبة من الحليب وفوط الطفل المدلل ، تهلل وجه الاستاذ بالبشرى اليوم إذا سيرضع أطفاله وسيكفيهم الحليب والفوط عدة أيام ، وماذا بعد .. يقطب حاجبيه ويسأل صديقه وبعد نفاذ الكمية ما أفعل .. رد الصديق : فى المرة الثانية عليك رفع التسعيرة ، تدفع مبلغا جيدا ، قال الأستاذ : وهل على أن أفعل ذلك دائما قال الصديق : نعم ، وكل واحد من هؤلاء له تسعيرة وله مفتاح وعليك أن تدفع لكل شئ .. لكل شئ .
أطرق الأستاذ رأسه هنيهه .. ثم قال سأدفع سأدفع . المهم أن يعيش أطفالى ..
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية