النظام يرمي تقيته جانبا معتبرا "زينب" سيدة البلاد، وحسون يقول إن السني لايمكنه إلا أن يكون شيعيا

خطى نظام بشار الأسد وإعلامه خطوة "جريئة"، وفاقعة جدا، في تثبيت الاتجاه نحو نشر الثقافة والموروث الشيعي في أوساط السوريين، عبر احتفائه وبشكل غير مسبوق في وضوحه بما سماه ميلاد "السيدة زينب".
وخصص تلفزيون النظام تقريرا مطولا للحديث عن المناسبة، تخطى 13 دقيقة، كانت حافلة بعبارات لاتحتمل التأويل، وأهمها تسمية زينب "سيدة البلاد" و"زينب المقدسة" عليها السلام، مطلقا لغة جديدة من الخطاب، لم يبلغها حتى الإعلام الشيعي القح الذي تملأ قنواته الفضاء.
وأعطى تلفزيون النظام المعممين من رجال الشيعة وقتا طويلا ليحاضروا في معنى "المقاومة"، وسماحة الإسلام ورحمته التي يمثلها الشيعة، بينما تمارس مليشيات الشيعة في محيط "مقام زينب" وفي أماكن أخرى مجازر طائفية، وثقت بالصور والشهادات، حتى من قبل تلك المليشيات التي تتفاخر بذبح السوريين، بوصفه ثأرا من "يزيد" وتعبيرا عن رفضهم لسبي "زينب" مرتين!
وحتى تكتمل صورة ما يريد إعلام النظام فرضه ولو بقوة التزوير، كان لابد من حضور "رموز سنية"، وعلى رأسهم مفتي النظام "أحمد حسون" الذي له تاريخ حافل في دعم التشييع داخل سوريا، حسب ما أثبتته وثائق مسربة.
وحاول "حسون" أن يفلسف الكلام حول حقيقة وجود قبر لـ"زينب بنت علي" في بلدة السيدة زينب قرب دمشق، معترضا على من يعتبرون ذلك "بدعة شيعية؛ لأن قبر زينب موجود حقيقة في البقيع بالمدينة المنورة.
ودون أن ينكر هذه الحقيقة، التف "حسون" عليها، مستشهدا بوجود مقام آخر لـ"زينب" في القاهرة1، وقائلا إنه لا ينبغي الوقوف عند مسألة هذا القبر أو ذاك، فـ"زينب" موجودة في قلوبنا، دون أن يشرح لماذا إذن يحضر هو وغيره إلى ما يُزعم أنه قبرها؟!
وتابع "حسون" خطابه، ليقول إنه حذر ممن يريدون إنشاء هلال شيعي، مضيفا: ضحكت جدا،قلت وما عندكم، قالوا بدرنا السنّي، قلت وهل كان بدرا إلا أن يكون هلالا، فهل يمكن لسني بالعالم أن لايكون شيعيا، وهل يمكن لشيعي أن لايكون بالنبي سنّيا".
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية