هل من الممكن أن تعود الإمبراطورية الروسية السوفياتية من البوابة الأوكرانية ؟
و هل انتهى الدب الروسي من تجميع و تطوير قواه و بدأ بمرحلة "أميركا اضرب , و من الشرق الأوسط لا تهرب" !!؟
فلاديمير بوتين المصارع "القبضاي" راكبا على حصانه يتحكم بالشيطان الأكبر أميركا .. لا نسمع من خارجية الولايات المتحدة سوى الكلام المكرر الباهت .. ذات التصريحات التي أطلقت اثناء الأزمة السورية – ومازالت- تطلق الآن في الأزمة الأوكرانية .
تخرج الصحف الأميركية يوميا بمقالات و كاريكاتورات و برامج تسخر من "الإخواني" أبو حسين أوباما ملك السلام في الأرض صاحب مقولة ( الحرب ما بحبهوش على شان أنا مش جورج بوش ) .
الأساطيل الروسية تتحرك باتجاه القرم .. و تهدد الجنود الأوكرانيين بالاستسلام . و أوباما مازال في خضاب التهديد بالعقوبات الاقتصادية , و كأن هذا السيناريو لم نشهده في سوريا .
الطائرات الروسية فوق كييف و أوباما يطلب أو (يأمر) بان كي مون بنوبة قلق مفرطة لما قد تصل إليه أوكرانيا .
و لكن و بصراحة هذا الكلام كله لا يجدي نفعا في هذا الوقت و "غبي" من يظن أن الأزمة في سوريا ليس لها علاقة بالأزمة في أوكرانيا .. فيخبرنا المحقق الشهير مستر "رفيق لطف" بأن ما يحصل في أوكرانيا (مؤامرة) على الحكومة الأوكرانية الساقطة . و أن اميركا ستشكل بالملف الأوكراني ورقة ضغط على روسيا , ولكن الدب الروسي لن يستكين للغطرسة الأميركية .
بصراحة شيء يدعو للتفكير بالأمر فالحكومة السورية بقيادة "الطبل" ذهبت إلى جنيف و فاوضت –لا الائتلاف- إنما فاوضت أميركا , و عادت "منتصرة" من هذه المعركة السياسية , و من هذا المنطلق "خلصت و فشلت" مؤامرتها في سوريا و لذلك ستعود لغزو بلد المقاومة من البوابة الأوكرانية بمؤامراتها الخبيثة , و طبعا الروس لن يسمحوا بذلك .
و في هذه الأثناء تعج صفحات التواصل الاجتماعي بحملات عفوية ترغب بترشيح "معاذ الخطيب" رئيسا لسورية , و لكن أيضا في روسيا توجد مثل هكذا حملات و تسمى أيضا "معا لترشيح بوتين لرئاسة العالم" !
الروس قدموا جسدا قويا و متينا سياسيا ليبدؤوا بالفيتو الأول و الثاني و الثالث في مجلس الأمن , و الإصرار على الموقف المناهض للثورة السورية , و تقديم المبادرات لوقف الضربات المحتملة المحدودة , و العلاقات الأخيرة مع الحكم العسكري في مصر , حتى أنهم قادرين على تحديد الرئيس الشرعي مثل يانكوفيتش , من الرئيس اللاشرعي مثل مرسي .
و لكن الآن حان وقت استعراض عضلات مفتولة , ليست عضلات بوتين المترهلة , إنما عضلات الجيش الروسي بالزي المموه المقدم على "احتلال" البلد المجاور أوكرانيا .
بوتين قبل كل ليلة يضع رأسه على مكتبه الخشبي اللامع, و يحلم بالامبراطورية الروسية القديمة التي سقطت بثورة شعبية عام 1917 .
بينما أوباما قبل كل ليلة يضع رأسه على وسادة الريش الناعم , و يحلم بفتاة شقراء شبيهة نيكول كيدمان , بدلا من زوجته "الغوريلا" ميشيل أوباما !
لا أقصد الإهانة إنما ردات الفعل الأميركية على تصرفات الروس سواء في سوريا أم في أوكرانيا تدل على ذلك التوصيف ( الغوريلا ) !
إلا إذا كان هناك مسرح للعرائس , فالأبطال في الواجهة هم الروس , و اللاعبون في الخفاء هم الأميركان !!
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية