يبدو أن عملية قتل "أبو خالد السوري" كانت القطرة التي فاضت بها كأس "أحرار الشام" من تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، فقررت "الأحرار" كشف العقيدة التي يدين بها قياديون بارزون في التنظيم.
فبعد الكشف عن تسجيل لشرعيي "الدولة" في الحسكة ودير الزور أبو محمد وأبو مصعب التونسيين، يتكلم فيه الأخير عن رأيه في تمثيل حركة طالبان ضمن الأمم المتحدة، معتبرا أن ذلك "ردة"، وأن هذا الحكم يسري على أسامة بن لادن مؤسس تنظيم القاعدة، فيما لو وافقهم.. بعد هذا التسجيل خرج مقطع آخر منسوب إلى "أبو أسامة العراقي" (والي الدولة في الحسكة) يهاجم فيه "أبو خالد السوري" ويصفه بأنه مرتد.
وكان التسجيل الأول، الذي يظهر فيه صوت "أبو مصعب التونسي" يتكلم عن ردة طالبان و"بن لادن" قد حظي بسيل من التعليقات، بين منتقد لتنظيم الدولة و"جهل" شرعييها، وجرأتهم على التكفير، وبين مشكك في صحة التسجيل بالأصل، أو قائل بأنه خاضع لمونتاج معين.
لكن "أبو مصعب التونسي" أقر بعد بث التسجيل، على نفسه بأنه شرعي الدولة وأنه صاحب الصوت الظاهر في التسجيل، مبررا ما قاله عبر حوار "تويتري" مع أحد أشد المناصرين لتنظيم الدولة، حيث قال: "لم أكفر الشيخ أسامة تقبله الله، ولا الطالبان، ولكن الكلام كان افتراضات وخدعونا".
وقال "التونسي" على حسابه الذي تعرف "زمان الوصل" يقينا أنه الحساب الشخصي، "والله أنا أقر بأنني ربما أسأت للدولة لما أحسنت الظن بمن خدعنا فأتيت الدولة من الفخ الذي أوقعنا شرعي الأحرار (أحرار الشام) فيه".
وكان "أبو خالد السوري" قتل مؤخرا "على يد خوراج العصر"، حسب وصف أبو عبدالله الحموي، رئيس "أحرار الشام"، في إشارة ظاهرة إلى تنظيم "الدولة".
ويعد "أبو خالد" من أهم القيادات الجهادية في سوريا، وتعرفه القاعدة على أنه "رفيق درب الشيخ أيمن الظواهري، ومن رفقة الشيخ أسامة بن لادن". وقد رثاه أبو محمد الجولاني (أمير النصرة)، وقال إنه "صاحب الشيخ أسامة والدكتور أيمن وغيرهم من خيرة الفضلاء من قادة الجهاد وعلماء الأمة".
وسبق للظواهري أن اختار "أبو خالد" ليكون وكيله في الفصل بالنزاع الناشئ بين "النصرة" و"الدولة"، لاسيما بعد استفحال المشاكل بينهما وتعقدها إلى درجة لم تعد تحتمل التأجيل.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية