أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ملا وطنية والله! ... محمد عالم

عادة ما يُلحِق مؤيدو النظام السوري أسماء صفحاتهم الإخبارية على مواقع التواصل الاجتماعي بــــــصفة "الوطنية"، وهذا ليس تمييزاً لها عن صفحات الثورة بل هو من منظورهم مجرد توصيف طبيعي لمن يحب الوطن ويعمل من أجله...فما هو إذن هذا الوطن؟

الوطن بالنسبة لمؤيدي النظام هو شخص الرئيس نفسه الذي يتحدّر من عائلة يقولون أنها خُلقت لتحكم البلاد، لأنه وعائلته يتمتعون بــــــ "صفات خاصة" يتفردون بها عن مجاميع الشعب السوري! هذا التفرد وهذه "القداسة" الخاصة في شخص الرئيس جعلت "الوطنيين" يشتمون لأجله كل دين حاول تجريمه، لأن العفو والتجريم، بحسب زعمهم، يصدر من قداسته فقط وعلى من يختار هو، كما جعلهم يتغنون بالولاء المطلق لشخص الرئيس ويتفاخرون بقسَم الاخلاص له وحده، ناهيك عما جرى من إرغام الكثيرين على التلفظ بإلوهيته والسجود لصورته – وسبحان الله عما يشركون. 

كنا نحن ولا زلنا نحصر الوطن بالعزة والكرامة، وهم يختزلونه دائماً بفرد، والنتائج التي نعيشها الآن هي بسبب فهم النظام والمستفيدين منه بأنه لا يجوز للشعب بتاتاً اختيار مَنْ وماذا، لأن الشعب لا يتمتع بالقداسة..فهو منشغل دائماً بتأمين لقمة العيش، وأن من يجب أن يختار له دائماً وأبداً هو فقط من تخطى هذه الصفات و"ارتقى" إلى أخرى: مضاجعة الشعب كضريبة لـــ"احتضانه"!!

هه..مرحبا وطن..مرحبا وطنية!

أكاديمي وكاتب سوري

محمد عالم
(132)    هل أعجبتك المقالة (136)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي