هل نفذ الجربا ومصطفى أول "انقلاب" مابعد الثورة..؟

وصف الكاتب "آرون لوند" في نشرة مركز "كارنيغي" لدراسات الشرق الأوسط قبل أيام، ما حدث من بيان إقالة اللواء سليم إدريس بـ"الانقلاب"..،فهل يُعتبر فعلا ما حدث انقلابا ..؟
تشير معلومات "زمان الوصل"الخاصة إلى أن العلاقة بين رئيس الائتلاف الوطني أحمد الجربا ورئيس هيئة الأركان سليم إدريس لم تكن بالشكل التي تظهر من توافق وانسجام، هذه العلاقة بدأت تهتز منذ 27 أغسطس (آب) العام 2103، حين انضم المجلس الوطني الكردي إلى الائتلاف بـ 14 عضوا الأمر الذي سجل انتصارا كبيرا للجربا بتوسيع الائتلاف وانضمام الأكراد الذين طالما كانوا مصدر قلق للعرب.
في هذا الانضمام، طالب الأكراد بتغيير اسم الجمهورية العربية السورية إلى الجمهورية السورية على غرار الجمهورية العراقية، وأن الحل الأفضل لسوريا هي الدولة الاتحادية، هذا الأمر استفز اللواء إدريس الذي سارع على الفور بإصدار بيان يؤكد على وحدة الأرض السورية وأن الأكراد سوريون في إطار الدولة الواحدة.
الجربا اعتبر هذا البيان ضربة لجهوده في احتواء الأكراد، وسارع على الفور منتقدا إدريس بهذا البيان، وقال له إدريس بالحرف: "هل أنت مع تقسيم سوريا .. فرد الجربا بـ"لا" فتابع إدريس القول: "إذن نحن متفقون .. فلماذا أنت ممتعض".. انتهى فحوى المكالمة.
بعد ذلك شعر الجربا أن إدريس هو الشخص الوحيد المنافس لسطوته ونفوذه في المعارضة السياسية، وبدأ الجربا يغازل الداخل في زيارات متقطعة يثبت أنه رجل السياسة ورجل الميدان، بحسب المصدر، الذي لا تعرض "زمان الوصل" كلامه بحيادية.
بعد تشكيل الحكومة المؤقتة برئاسة الدكتور أحمد طعمة في منتصف أيلول العام الماضي، دخل على الخط العسكري وزير الدفاع أسعد مصطفى ووجد الجربا في وجوده عامل امتصاص لشخصية إدريس المقربة من الولايات المتحدة ومن بعض دول الخليج الداعمة، وبدا هناك تناغم بين الجربا ومصطفى، في تلك الفترة بالفعل خفتت الأضواء من حول اللواء إدريس بسبب قلة الدعم العسكري وظروف الميدان المتقلبة، وتعرض إدريس لضربة موجعة حين سيطرت "الجبهة الإسلامية" على مستودعات سلاح الأركان قبل حوالي شهرين.
ويؤكد ضباط من الأركان مقربون من اللواء إدريس، أن مصطفى منذ تعيينه وزيرا للدفاع لم يلتقِ ضباط الأركان وخصوصا قادة الجبهات.. وبدا بشكل واضح أنه لا يريد التعامل مع قيادة الأركان، بموافقة ضمنية من الجربا.. واتضح ذلك بكلمته الأخيرة في المجلس العسكري الأعلى قبيل استقالته "إما أنا أو إدريس" .. هذه العبارة ميزت الخيط الأبيض من الأسود في العلاقة بين الرجلين.
وتتوقع مصادر "زمان الوصل"، أن استقالة مصطفى جاءت بسبب تردد حكومة طعمة ومعه الجربا في إقالة اللواء إدريس، إلا أنه بعد مخاوف من فضيحة جديدة في الائتلاف تثيرها الاستقالة، غض الائتلاف النظر عن موضوع إقالة إدريس وأراد أن تكون بالون اختبار للأركان.
إلا أن رد إدريس كان هادئا ومتماسكا، حين ظهر ببزة المقاتل وحولة قادة الجبهات الميدانيون يؤكدون فك الارتباط بوزارة الدفاع والوقوف يدا واحدة إلى جانب إدريس.
بعد بيان إدريس المدعم من قيادات الداخل، انتهى الأساس الذي بني عليه بيان العقيد سعد الدين قاسم ومصطفى، الذي استهل البيان بشرعية الداخل .. ولم يلق بيان الإقالة تجاوبا من دول الخليج ولا الولايات المتحدة، خصوصا وأنه لم يبدأ حيز التنفيذ من ناحية تغيير واقع الأرض العسكري أو من ناحية الإشارات الإقليمية والدولية.
وبذلك يكون الأسعد خسر أول مواجهة مع إدريس، بينما بقي الجربا المنهمك بدوامة "جنيف2" خارج الصورة الكلية لهذه الأحداث، بحسب وصف المصدر.
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية