أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الفلسطينيون في ثورة الكرامة السورية...أصلاء أم دخلاء؟

كيالي: عانى الفلسطينيون الحرمان من الحريات، والإفقار بكل أشكاله... قتلوا واعتقلوا وعذّبوا وشرّدوا واختفوا، مثل السوريين.

علي: الفلسطينيون ليسوا دخلاء على الثورة، ولدوا وعاشوا في سوريا على السراء والضراء ..لهم ما للسوري وعليهم مثله 

فهمي: النظام فشل في "اليرموك" وأهل المخيم أبدوا صموداً أسطورياً في مواجهة جرائم الإبادة والتجويع الممنهج.

ألا تسقط "القطرية" وكل ما يتعلق بالهوياتي الضيق، أمام الثقافة والحرية والإنسانية. بمعنى آخر، ألا يحق للفلسطينيين خاصة، على أنهم السباقون بالجرح واليتم والنضال، أن يشاركوا أهلهم السوريين في ثورتهم ضد الحكم الاستبدادي والقمع والتوريث، 
كما هو مطلوب من كل مثقف حول العالم ينشد لنفسه الحرية؟!
أم ترى يعد تأييد الإخوة الفلسطينيين لثورة الكرامة السورية تدخلاً في شؤون "الآخر" وربما مساساً بـ"السيادة الوطنية"؟!

لماذا يعيب "الأسد وآله وصحبه" على الفلسطينيين وقوفهم إلى جانب السوريين، وهو من يتشدّق بأن القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى.

ألم يكرس الأسد وسواه من الحكام العرب، سلطتهم وحتى وجودهم، عبر المتاجرة والنضال النظري والشعاراتي بقضية الغلسطينيين.؟!

في المقابل، كيف يشرعن نظام الأسد لشبيحة أحمد جبريل بقتل السوريين والفلسطينيين الثائرين، ويمنع على المثقفين حتى الإدلاء برأي "بوجه سلطان جائر"؟!

كيف ولماذا استمر الفلسطينيون مساندتهم لضمائرهم وللسوريين رغم القتل والتنكيل والموت جوعاً في أبشع المشاهد الديكتاتورية التي يأخذ فرانكو والأسد الأب، منها العبر؟!

ثورة التعرية والكرامة
الحرية والكرامة والإنسانية، لن ولم تك يوماً شأنا محلياً، فمن الصعب بناء أسوار حول القيم والبنى الفوقية، لذا جاءت جاءت ثورة السوريين لتكون تحديا تاريخيا أمام الدول والمنظمات الدولية والمثقفين، ولعل الذي رأيناه ممن كانوا -أو ادعوا - الحرية والتحرر والوقوف بوجه الظلم والديكتاتوريات، إنما أعاد لنا بعض الرشد، وإن كان متأخراً، فالنظر للثورة السورية على أنها شأن سوري، أو اتهامها بما ليس فيها، إنما وجهه بعض المتثاقفين وحملة ألوية التحرر عذراً، ليحافظوا على أقنعتهم..وإن أمام الأنظمة على الأقل، ومنهم بعض الفلسطينيين الذين تنكروا وأشاحوا بوجوههم..بل قاتل بعضهم إلى جانب نظام الأسد، فهل ثورة 2011 شأن سوري خاص.

منسق المخيمات الفلسطينية في سوريا والناشط أيمن هاشم قال: أجزم بأن ثورات الشعوب العربية وضعت النخب والنشطاء والمثقفين أمام تحدٍ تاريخي، وهو امتحان الخطاب التحرري الذي ينظرون له و يدعون إليه، وفي هذا الامتحان سقط الكثير من الأقنعة، وخابت التوقعات في الكثير من الرموز الفكرية والثقافية. 

وفي المقابل هناك من أكد مصداقيته وانسجامه مع نفسه، واستعداده للتضحية في سبيل الحرية والكرامة، باعتبارها مطالب ما فوق وطنية في بيئة الاستبداد العربي، وهي ليست شأناً خاصاً لهذه الدولة أو تلك، لأن الانحياز لمن تقع عليه مظلومية القمع والاستبداد واجب وطني وإنساني وأخلاقي، ومن سعى لترويج خطاب يرى في هذه الثورات شأناً داخلياً خاصاً، هي الأنظمة المستبدة التي كانت تروج لمنطق قطري ضيق يقوم على عدم التدخل في شؤونها الداخلية، كي تبرر تسلطها واستبدادها، وللأسف رأينا كثيرا من النخب العربية تتماهى مع هذا الخطاب الوظيفي، كي تبرر تقاعسها وانتهازيتها وعجزها عن الانخراط في الحراكات الثورية، ولكن المسألة الإيجابية، هو الفرز التاريخي الذي أحدثته تلك الثورات، وهو حاجة ضرورية للتمييز بين قوى التحرر والتغيير، وقوى التمسك بالواقع السائد، والنقطة الجوهرية أن كوة الأمل التي فتحتها الثورات العربية، هي إنجاز تاريخي يحسب للشعوب التي ثارت على واقعها، ولكل الأحرار والمثقفين الذين وقفوا إلى جانبها ومعها.

عدنان علي الصحافي والمحلل السياسي لم يبتعد كثيرا، إذ أكد أنه بالمعنى الفكري والانساني، كل انسان حر هو معني بمناصرة أي تحرك يعلي من شأن الحرية والكرامة الانسانية، لذلك كانت هناك تاريخيا مشاركات في الثورات التحررية من جميع أنحاء العالم، فشارك الأرجنتيني تشي جيفارا بالثورة الكوبية وشارك عشرات المناضلين من أنحاء العالم بالثورة الفلسطينية وهكذا.

أما الباحث والصحافي ماجد كيالي فقال: في المجال الهوياتي والوجداني، وضمنه الثقافي والتاريخي والجغرافي، ليس ثمة فارق بين فلسطيني وسوري، الفارق له علاقة بالسياسة، أما قصة سوريتي فهذه لها علاقة بإحساسي بالسوريين، بالظلم والحرمان والقهر الذين تعرضوا له. بصراحة كانت الثورة مفاجئة جدا لي، لم أتوقع يوما أن هذا الشعب سيثور على النظام، في حياتي، بسبب معرفتي لعمليات المحو التي تعرض لها. لذلك عندما اندلعت الثورة السورية أحسست أنها أيقظت حلما كاد يموت في داخلي، أحسست بعودة الروح، لهذا شعرت بالامتنان لهذا الشعب السوري العظيم، فالثورة السورية هي الثورة الأكثر صعوبة والأبهظ ثمنا.

إخوة الوجع والتراب
المتابع لتطورات ثورة السوريين يلحظ مشاركة الفلسطينيين المقيميين في سوريا، جنبا إلى جنب مع السوريين، فمن البيانات فالمظاهرات وصولا لرد طغيان جيش الأسد بالسلاح، فهل كانت المشاركة على مبدأ الأخوة فحسب، أم تراهم متأذين من الحكم الديكتاتوري على اعتبارهم مقيميين تحت مظلة الاستبداد وليسوا ورقة للمساوكة كما فعل الأسد الأب والابن بقضيتهم.

الباحث ماجد كيالي رأى أن ثمة حقائق ينبغي التأكيد عليها في سياق الحديث عن الوجود الفلسطيني في سوريا، أولها، أن اللاجئين في هذا البلد، ونسبتهم حوالي 2% من سكانه، باتوا جزءا من النسيج الاجتماعي فيه. ثانيها، أن الفلسطينيين يدركون بأنهم مدينون لشعب سوريا في احتضانه لهم، وتعاطفه مع همومهم، وفي دعمه لكفاحهم، وليس للنظام القائم، فكل القوانين التي صدرت والتي تساويهم في الحقوق مع السوريين صدرت قبل قيام دولة البعث (1963). ثالثها، أن الوجود الفلسطيني في سوريا ليس غريباً عن نسيجها الاجتماعي والثقافي، ولا يثقل عليه، فشعب فلسطين تاريخياً هو جزء من بلاد الشام. رابعها، أن الفلسطينيين كابدوا، أيضا، ما كابده السوريون طوال العقود الأربعة الماضية، فمعنى “المساواة” يشمل، أيضا، أن الفلسطينيين عانوا الحرمان من الحريات، ومن علاقات الامتهان، والإفقار المادي والمعنوي، ومن احتلال النظام لمجالهم العام والخاص، هكذا ثمة فلسطينيون قتلوا واعتقلوا وعذّبوا وشرّدوا واختفوا، مثلهم مثل السوريين.

في حين قال عدنان علي: بالنسبة للفلسطينيين في سوريا، لا يمكن اعتبارهم دخلاء على الثورة السورية، وعلى كل ما يخص الشأن السوري، كون معظمهم ولد وعاش أصلا في سوريا على السراء والضراء وكان دائما له ما للمواطن السوري وعليه مثله، ولا يكون منطقيا تاليا حين يحدث خطب جلل في هذا البلد، كما هو حاصل اليوم، أن يقال له أنت خارج الحسبة. 

ولذلك نجد أن الفلسطينيين في سوريا، كحال السوريين، كان لهم رأي وموقف، بعضهم رأى بما يجري خراب للبلد فوقفوا مع النظام أو تعاطفوا معه، وآخرون، وهم الغالبية، اعتبروها ثورة حرية وكرامة فانحازوا إليها، ودفع الجميع ثمن هذا الموقف، حيث سقط حتى الآن نحو ألفي قتيل فلسطيني وأكثر من ثلاثين ألف جريح ومثلهم تقريبا من المعتقلين، وهي نسب تعادل الخسائر في صفوف الشعب السوري قياسا لعدد السكان. 

وذهب المتعايش مع تطور وصيرورة الأحداث أيمن فهمي إلى أن فشل محاولات النظام والفصائل الفلسطينية المؤيدة له، دفع الفلسطينيين منذ بدء الثورة، كي يكونوا ورقة بأيديهم، يستخدمونها تحت شعارات المقاومة وفلسطين، كي تتحول المخيمات الفلسطينية في سوريا في إلى بيئة معادية لجوارها السوري في زمن الثورة، وكان إخفاقهم في السياسات الأمنية التي اتبعوها، يعود إلى قوة الحقائق التي رسختها الوشائج التاريخية والاجتماعية والروحية بين الفلسطينين والسوريين، والتي أظهرت انحياز القطاع الأكبر من مجتمع اللاجئين الفلسطينيين إلى ثورة إخوتهم السوريين وانخراط الشباب الفلسطيني بالحراك الثوري منذ بداياته، وكان ثمن هذا الموقف الذي يعبر عن وفاء الفلسطينيين للشعب السوري من جهة، ومعرفتهم الوثيقة بطبيعة هذا النظام القمعي من جهة أخرى، أن نال الفلسطينيون نصيبهم الخاص من المعاناة الإنسانية، التي كشفت زيف ونفاق النظام، ومتاجرته بالقضية الفلسطينية، ولايغيب عن وعي الفلسطينيين أن تحرر سوريا من هذا النظام الذي يجثم على صدرها، سيكون له تداعيات إيجابية على استنهاض الفلسطينيين و إعادة بناء مشروعهم الوطني على أسس تحررية وديمقراطية.

تجويع المخيمات للتركيع
رد نظام الأسد على الفلسطينيين والحواضن الشعبية، بوحشية ربما أكثر من سواهم من الثائرين، فما شهده مخيم اليرموك -مثالاً- من قتل وتهديم وتجويع، فاق أي توقع ..عدا الصمت الدولي الذي دفع بالمزيد، فهل أثنت سياسة القتل والحصار والتجويع الفلسطينيين وانفضوا عن المتابعة إلى جانب السوريين حتى إسقاط النظام.
عدنان علي رأى بعض نجاعة لوحشية تعامل الأسد مع المخيمات وقال: سلاح الحصار والتجويع والتقتيل، لا شك أنه نجح أخيرا في تحقيق بعض أهدافه ليس في مخيم اليرموك فقط ، بل في العديد من المناطق المحيطة بدمشق، خاصة أنه ترافق مع بعض الممارسات الخاطئة من بعض كتائب الجيش الحر العاملة في نطاق المخيم والمناطق المحيطة به.

لكن أيمن فهمي المعايش لدقائق التطورات خالف علي وقال "لا نستطيع أن نقول إنه أفلح في سياسات الحصار والتجويع التي اتبعها وتحديداً في مخيم اليرموك الذي أبدى أهله صموداً أسطورياً في مواجهة جرائم الإبادة والتجويع الممنهج، ولكن علينا أن نعترف أن هذه السياسات أنهكت المجتمع الحاضن للثورة، لاسيما في ضوء إخفاق التشكيلات العسكرية الثورية عن كسر الحصار وحماية المدنيين في تلك المناطق، والفجوة التي اتسعت بحكم بعض الممارسات الخاطئة لتلك التشكيلات المتصارعة فيما بينها، وبسبب اختراق بعضها من قبل النظام، بالتوازي مع التقصير الفاضح للمعارضة السياسية في دعم سكان المناطق المحاصرة، والتخفيف من معاناتها، وأعتقد بأن المصالحات والهدن المطروحة بما فيها المتعلقة بمخيم اليرموك هي نتاج لهذه الوقائع المأساوية، وأخشى أن يستغل النظام هذه التسويات للحصول على مكاسب لم يستطع الحصول عليها بالوسائل العسكرية، وهنا مكمن الخطورة.

الباحث كيالي رأى القصة من جانب ثان إذ قال: تعاطى النظام مع الفلسطينيين وقضيتهم من منطلق استخدامي ووظيفي، لذلك ظهر ما يمكن تسميته بـ “مسألة فلسطينية” في سوريا، وهي تتمثل بمحاولة النظام السوري تحجيم الوطنية والكيانية الفلسطينيتين، وتطويعهما وتوظيفهما لأغراض تعزيز شرعيته ومكانته على الصعيد الإقليمي. وعموما فقد اعتبر النظام فلسطين باعتبارها ورقة، مثلها مثل ورقة لبنان والعراق مثلا، فهو استخدم ما يسمى قضايا قومية فقط لتعزيز شرعيته، وترسيخ سلطته، على الصعيد الداخلي، ولححب المطالبات الداخلية المتعلقة بالحرية والديمقراطية والتنمية، وعلى الصعيد الخارجي استخدمها للابتزاز، ولتعزيز مكانته على الصعيدين الإقليمي والدولي.

ولكن لجهة التجويع والحصار، فلم يفلح النظام في ثني النشطاء الفلسطينيين، لأنهم عندما وقفوا في وجه الظلم وساندوا أشقاءهم السوريين، إنما ربطوا المصائر ببعضها على اعتبارهم عانوا الحرمان من الحريات، والإفقار بكل أشكاله قتلوا واعتقلوا وعذّبوا وشرّدوا واختفوا، مثلهم مثل السوريين.

توائم النظام وأشباهه
في المقابل، ثمة فلسطينيين، لم يقفوا على الحياد وحسب، بل حاربوا إلى جانب نظام الأسد ودافعوا عن سلطانه مثلهم مثل شركاء الحكومة والاقتصاد والتبعية، فكيف يبرر المثقفون الفلسطينيون وقفة القيادة العامة وشبيحة أحمد جبريل على سبيل المثال إلى جانب الأسد الوريث.

الباحث ماجد كيالي قارب القضية بكليتها وقال: موقف الطبقة السياسية الفلسطينية، في ’المنظمة‘ و’السلطة‘ وسائر الفصائل، هو تحصيل حاصل. ذلك بسبب ترهّل الحركة الوطنية الفلسطينية، وتآكل دورها، واستهلاك مكانتها، فهذه لم تعد تلك التي كانت في الستينات والسبعينات والثمانينات مثلاً. 

فلقد تحولت هذه الحركة من كونها حركة تحرّر إلى سلطة، تحت الاحتلال، وهي في ذلك باتت أكثر من أي وقت مضى بمثابة نظام من الأنظمة العربية، مع أفول دورها الوطني، وفقدانها لأهليتها الكفاحية. المشكلة أن هذه الطبقة السياسية تنكّرت، أيضاً، لعذابات الفلسطينيين السوريين، ولم تُبدِ التعاطف معهم إلى الدرجة المناسبة، ولا سهّلت لهم، لا داخل سوريا ولا مع البلدان المجاورة التي نزحوا إليها بسبب الأحداث.

بالنتيجة فإن عدم رؤية ما يجري للسوريين في سوريا هو الذي حكم موقف هذه الطبقة مما يجري للفلسطينيين فيها أيضاً. كذلك، يمكن تفسير الأمر بضياع قوى اليسار، التي باتت تفتقد لملامحها المتميزة، ولهويتها الفكرية والسياسية، فهذه القوى لم يعد لها قضية، ولذلك فهي تعيش على عقلية المؤامرة، والدور الإقليمي لسورية، وتنسى أن ثمة نظاماً استبدادياً ووراثياً، وأن ثمة شعباً في سوريا. أخيراً، يمكن تفسير ذلك بما يسمى فوبيا التيارات الإسلامية، وعقدة الصراع بين حركتي فتح وحماس، فهذه المسألة، أيضاً، لعبت دوراً مهماً في الموقف السلبي للطبقة السياسية الفلسطينية من الثورة السورية، ولا سيما مع المبالغات الرائجة بشأن صعود دور الجماعات الإسلامية المسلحة فيها.

أما الصحافي عدنان علي فرأى المسألة نفعية في معظمها وقال: بالنسبة لموقف القيادة العامة وغيرها من القوى الفلسطينية التي وقفت إلى جانب النظام، يمكن القول إن ذلك يندرج غالبا في إطار علاقة التبعية والمنفعة المتبادلة، وأحيانا في إطار التضامن مع ما كان يعتبر نظاما مدافعا عن القضية الفلسطينية ويرفع شعارات المقاومة والممانعة.

وعلى المستوى الشعبي، يندرج في الإطار نفسه الذي نجد فيه بعض شرائح الشعب السوري، من خارج نسقه الطائفي، لا تزال في صف النظام لأسباب عديدة.

أيمن فهمي رأى أن لتلك التنظيمات والعصابات دور وظيفي أوجدته العلاقات الأمنية والنفعية وقال: إن وقوف تنظيمات مثل القيادة العامة وبعض الفصائل إلى جانب النظام، يعود إلى أسباب عديدة، نجد إجاباتها مجتمعة في مضمون السؤال، فقد أنتجت العلاقة التاريخية لهذه الفصائل بالنظام، والصلات السياسية والأمنية به، لأن تصبح أداة وظيفية يستخدمها غب الطلب، في مقابل تمتع قادتها بامتيازات مادية وسلطوية، أحالتها إلى نظائر وأشباه لعقلية النظام التسلطية، وهذا نلمسه بالسلوك الديكتاتوري لقادة هذه الفصائل، الذين تحولوا إلى تجار دم، يرفضون أي تغيير ديمقراطي داخل فصائلهم، ويكبحون كل محاولات النهوض السياسي في المجتمع الفلسطيني، وجبريل نفسه مشبع بالأمراض السلطوية، من بطانة الفساد التي تحيط به، إلى نزعته المكشوفة لتوريث أبنائه قيادة الجبهة ولذلك لم يكن مستغرباً انحطاطه الوطني والأخلاقي في التعامل مع الشعبين الفلسطيني والسوري، وفي أن يكون وبعض الفصائل الموالية 

للنظام أدوات قمع وحصار وتجويع لشعبهم، وما حدث في اليرموك هو أوضح مثال على الدور المشين الذي قاموا به، من منطلق سعيهم لبقاء النظام الذي هو شرط بقائهم، ومن المؤلم أيضاً أن موقف قيادة السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، ساهمت في التغطية على تشبيح هذه الفصائل، عندما صمتت عن تشكيل اللجان الشعبية المسلحة في المخيمات، وعندما تعاطوا مع مأساة فلسطينيي سوريا بسياسة التجاهل والتخلي عن مسؤولياتهم الوطنية، وتبني رواية النظام كما صرح أحمد مجدلاني عضو وفد المنظمة الذي قلب الحقائق راساً على عقب، وقدم مواقف مجانية تبرر استمرار حصار وتجويع مخيم اليرموك.

نهاية القول
هكذا بدا المشهد، لا هوية ولا حدود جغرافية فاصلة فيما يتعلق بالحريات وحقوق الإنسان، فالذي يتاجر بقضية الفلسطينيين منذ سبعين عاماً، بل واستمد سلطانه عبر دمائهم، لا يحق له منع الأحرار الفلسطينيين الذين ناضلوا في أصقاع العالم، من الدفاع، ليس عن كرامة وحرية وحقوق السوريين وإسقاط طاغية دمشق، بل عن مصائرهم لطالما ولدوا وعاشوا وانتموا إلى الشام.

التصميم أعلاه بدقة عالية (اضغط هنا)

عدنان عبدالرزاق - زمان الوصل - خاص
(121)    هل أعجبتك المقالة (113)

سوري مغترب

2014-02-24

كما في كل مكان فمن الفلسطينيين من انحاز للشعب وللحق ومنهم من ذهب وراء مصالحه الى جانب الطرف الآخر ، وهنا نعود الى اخلاق وقيم وصفات و الارضية لكل انسان لانه بعد ماجرى ويجري لا أعتقد أن هناك انسان عاقل يحمل اي قيمة من قيم الانسانية بقي مع قتل الاطفال وتقطيعهم و ضرب الشعب بالبراميل والكيماوي واغتصاب الحرائر ... وللفلسطينيين الحق اعتقد بما انهم امتلكوا اغلب مقومات المواطنة في سورية ابداء رأيهم ، وبالاخص من استطاع كشف الكذبة الكبيرة للقضية الاولى للنظام الممانع والمتاجر قضيتهم ومتاجرته بها وبهم ..


mohamad

2014-02-24

الحر والنبيل اين ما كان و مهما يكون لا يستطيع الا ان يكون حرا ً .. والذليل المُستعبد مهما رفعته وحاولت تحريره سيبقى ذليلاً وهكذا هم الفلسطينيون الاحرار الشرفاء دفعوا ويدفعوا اثمانا غالية لحريتهم ان كان داخل بلدهم وان كان خارجها في سورية وفي الاردن وغيرها من عدة بلدان.


2014-02-24

من اجمل مزايا ثورتنا ثورة الكرامة أنها عرت وكشفت كل البشر وكل الدول وكل المنافقين .. وهكذا ثورة لا بد ان تنتصر ولو بعد حين ولكن ليقضي الله أمراً كان مفعولا ولتنظف كل الشوائب التي صنعها النظام من كلا الطرفين.


عادل السوري

2014-02-24

والله الشريف والحر شريف وحر من وين ما كان والنذل التاربع نذل ..والفلسطينني بسوريا أهل دار وليسوا ضيوف ورايتهم بيضا والمخيم يشهد.


التعليقات (4)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي