لم يكتف هذا النظام بسرقة عشرين عاما من عمره بالسجن. لم يكتف هذا النظام بما تركته هذه السنوات الطوال في السجن من اثر على صحته. لم يشف غليله سبعون عاما في السجن دفعتها هذه العائلة الصغيرة في سوريا.. بهذه الكلمات علق المحامي والناشط السوري أنور البني على اعتقال مخابرات النظام لأخيه الناشط المخضرم أكرم البني.
واعتقلت سلطات النظام أكرم البني في دمشق ظهر السبت، لتنكأ جراحا لم تندمل بعد، تركتها سنوات طويلة في زنازين العائلة الأسدية، في مرحلة حكم الأب حافظ والولد بشار.
واعتقل أكرم البني مرات عدة، كان آخرها بين 2007 و2010. وعندما أمر حافظ الأسد باعتقاله سنة 1987 مكث في المعتقل 14 متواصلة، بينما سجن سنتين ونصف في عهد بشار، إثر توقيع البني مع 11 معارضا آخرين، على "إعلان دمشق" الذي طالب بـ"تغيير ديمقراطي وجذري" في سوريا.
وقال أنور البني رئيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية "أوقف جهاز أمن الدولة أكرم البني ظهر أمس السبت في وسط دمشق"، مشيرا إلى أنه يجهل أسباب توقيفه.
وعلى صفحته في "فيسبوك"، كتب أنور البني "لم يكتف هذا النظام بسرقة عشرين عاما من عمره بالسجن. لم يكتف هذا النظام بما تركته هذه السنوات الطوال في السجن من اثر على صحته. لم يشف غليله سبعون عاما في السجن دفعتها هذه العائلة الصغيرة في سوريا، لأنها عائلة حرة تؤمن بالإنسان"، في إشارة إلى سنوات أخرى أمضاها في السجن أنور البني نفسه وأفراد آخرون من عائلته.
وأكرم البني في الثامنة والخمسين، وهو مسيحي من حماة، منعه نظام بشار من السفر خارج سوريا.
وإلى جانب نشاطه السياسي، عكف أكرم البني على كتابة المقالات التي كان ينشرها في صحف عربية ومواقع إلكترونية عدة.
ومما كتبه البني في الشهور الأخيرة: "المسألة التي لم يدركها النظام أو لا يريد إدراكها أن ما يسمى انتصارا على الشعب هو أكبر هزيمة للوطن، وأن كلمة انتصار ليست سوى الوجه الآخر لانكسار المجتمع وتدميره، والقصد أن منطق القوة والغلبة والعنف لم يعد يستطيع إعادة مناخات الرعب والإرهاب للاستئثار بالسلطة والثروة ولإخضاع المجتمع من جديد".
إيثار عبدالحق - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية