يا يوسف يا سيدنا
يا نور عيون أبيك
ما بين الجب الأول والسجن نعيم وعذاب
أنت بريء، والذئب بريء
والمصرية هامت عشقا بمحياك
بجمال في الظلماء يضيء
ما عرفت شهدا كعذوبة صوتك
ما رشفت خمرا إلا من عينيك
ركعت إجلالا لحيائك
غلقت الأبواب وقالت: " لك هيت"
لكنك ما لبيت
المصرية لم تنكر
قالت: عشقي عصفور ينقر كبدي
وأنا راودته
وأعدت للنسوة متكأ، أعطتهن فواكه وسكاكين
ورأينك أكبرنك، قطعن الأيدي، حاشا لله!
ما هذا بشرا
يا يوسف يا سيدنا
يا نور عيون أبيك
ماذا عن محكمة ستقاضيك؟
هل قاضيها يحمل فوق الأكتاف رموزا ونياشين؟
هل شاهدها من بين الصديقين؟
أم من بين المأجورين؟
وهل القاضي من أحفاد السوفسطائيين؟
أَعلمُ أن الشاهد قال إذا كان قميصك من دُبُرٍ قُد
لكن القاضي وبخهُ: لا تصدر حكما ؛ لست القاضي
والنيل النائم في الوادي
يحمل موسى في رفق يتقاعس دونك
لم ينهض من رقدته ليعينك
ها أنت بجب آخر بضع سنين
أخرج من بوابات التأويل، وفسر
سبع سنين تتلوها سبع سنين
يا يوسف يا سيدنا، ها أنت الآن
فوق الكرسي المرموق
بريء أنت، بريء ذاك الذئب، بريء بنيامين
والمصرية ما برأها العشق، فهل أنت حزين؟
صار ضريرا يعقوب
صار ضريرا عصر وشعوب
لا تغمض عينك عما يفعله الدببة والتنين
فالإخوة ما زالوا يسعون فسادا في الأرض، ويخشون التأويل
أم يحترفون التأويل؟
يلتهمون السبع سنابل، يلقون حشيشا في النيل
كي لا يصحو من سكرتهِ، ويهب، يطيح ، يزيل
أرسل ألف قميص وقميص
خلصنا ما دام بكفيك التخليص
إنا نحلم، لا حبا في الأحلام، ولكن
كي تأتينا بالحق من التأويل
ولعل الحلم جميل.
قصيدة ( التأويل) ... محمد محمد السنباطي
مصر - شاعر- روائي- مترجم
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية