أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

( بلوف أرابيكا ) ... خليل صارم


يضحكني كثيراً سماع بعض هؤلاء الأقزام العملاء عندما يظهر على احدى الشاشات هادئاً مبتسماً والواقع يؤكد أن كل عضلة في جسمه ترتجف خوفاً وهلعاً من المصير المحتوم لكل خائن وعميل . هذا يمارس لعبة البوكر الأمريكية ولكنه غبي لايتقنها يفضح نفسه بسهولة لأنه لايملك الرصيد الذي يجعله مطمئناً الى تصرفاته وبالتالي فهو لايرتكن الى الثقة بالنفس .
أتخيله وكأنه يجلس على الطاولة أمام لاعب محترف قد خبره وخبر أمثاله من محترفي العمالة وهو يرمي بالصولد محاولاً الايحاء بأنه يملك الأوراق الأقوى مع أن اللاعب الآخر , الوطني , المقاوم , التقدمي , قد حسبها جيداً وعرف أوراق المنسحبين فتأكد من أوراق هذا الأحمق الذي يعتقد أنه قادر على خداع الطرف المقابل وتمرير ( البلوف ) .
الواقع أن هذا شأننا في المنطقة وقد نسي هؤلاء العملاء بأن خبثهم ومكرهم وخستهم باتت عملة قديمة ..وان اللاعب المقاوم الوطني لم يعد يؤخذ بحذلقة هؤلاء وبات خبيراً بأسليب أسياد هؤلاء العملاء فكيف بهؤلاء الصغار ..؟ . مع ذلك هم يحاولون تمرير خداعهم المتخلف ويتظاهرون بهدوء الأعصاب والثقة بالنفس فيما يرى الجميع أن هناك شيء ما يسيل من اطراف سراويلهم الى الأرض وهم لايدرون بعد .
المضحك أكثر أنهم يحاولون استفزاز ذلك اللاعب عله يخرج عن طوره ويفقد أعصابه ويبادر الى تصرف غاضب يوفر لهم العذر أمام أسيادهم للخروج من اللعبة .. لكن اللاعب عينه ينظر اليه بثقة مطلقة وبهدوء غريب وظل ابتسامة هازئة ترتسم على زاوية فمه .. لقد عرف كيف يمسك بهم ويثبتهم على الطاولة ولم يتبق َ سوى كشف الأوراق التي يعرفها تماماً لكنه يريد من جمهور المشاهدين أن يراها على حقيقتها فلا تخدعه مظاهر القوة التي يرسمها هؤلاء الأقزام على سحناتهم عندما يطلون عليه .
هذا هو الواقع في المنطقة من أقزام الموالاة في لبنان الى اقزام مايسمى بالمعارضة السورية في منتجعات أوربا الى المرتعدين في فلسطين الذين يقفون أذلاء مطأطئي الرؤوس أمام ليفني وأولمرت الى تجار الدين وحكام المذلة والخسة ... إلى آخره ..؟!! فقط على اللاعبين المقاومين ..الوطنيين .. وقد اتقنوا اللعبة وفهموا هؤلاء الخصوم ومعلمي وممولي خصومهم على حقيقتهم أن يستمروا في الحفاظ على الهدوء ورباطة الجأش لغاية لحظة كشف الأوراق القريبة وعلى قوى التقدم والحضارة والتطور العلمانية واليسارية والتقدمية والقومية أن تمتن التحامها خلف هذا اللاعب المحترف المقاوم فقد فات أوان تلك اللحظة التي يخرج فيها ذاك الكاوبوي مسدسه ويفرض نهاية اللعبة على هواه أو يقلب الطاولة متى شاء وإن أوحى بقدرته على ذلك..فهو بلوف آخر لن ينفع لاعبه الذي بال في سرواله شيئاً .
1 /5/2008

(112)    هل أعجبتك المقالة (113)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي