
هذه بعض ملابسات "الغداء الحميمي" بين ضباط النظام و"الجيش الحر" في حرستا

أحدث مقطع يتناول فيه ضباط من النظام مع مقاتلين محسوبين على الجيش الحر الطعام في جو من "الحميمية".. أحدث صدمة كبيرة في أوساط الناشطين والمهتمين بمتابعة أخبار الثورة السورية.
وقد طرح المقطع تساؤلات ملحة ومريرة عن الواقع الذي بلغته بعض الكتائب المحسوبة على الجيش الحر، لاسيما أن المقطع مؤكد وغير مزور، ووجوه من فيه بادية بوضوح، وهم يبتسمون للكاميرا، ما يعني أن التصوير لم يحدث خلسة.
صدمة البعض جعلته يسكت كليا عن المقطع ويحاول أن لا يعلق عليه أو حتى يذكره، مخافة أن ينتشر أكثر، ولكن البعض الآخر تولى مواجهة الحقيقة وكشف بعض ملابسات المقطع.
وبحسب روايات من قرروا مواجهة الحقيقة، فإن المقطع يعود إلى كتائب تعمل في غرب أتستراد حمص (القسم الغربي من حرستا)، قررت أن تقوم بمهادنة النظام دون أن تستشير بقية الفصائل العاملة في حرستا، التي تعد ثاني أكبر مدن الغوطة.
وحيث إن حرستا "الغربية" لها أهمية كبرى للنظام لملاصقتها لطريق دمشق-حمص العام، فقد بذلت استخبارات النظام على ما يبدو جهودا لاختراق صفوف الكتائب المقاتلة هناك، وترسخ هذا الاختراق مع تردد عن هدنة في حيي برزة والقابون، اللذين يتبع لهما غرب الأتستراد "طبيعيا"، لالتصاقه بهما.
وهكذا تم التقاء الطرفين عدة مرات، كان إحداها على غداء ضم من طرف النظام عسكريين، أهمهم العقيد نبيل سليمان القائد الميداني المباشر المشرف على الحملة ضد حرستا! بينما حضر من الكتائب والوسطاء: علي قاسم (أبو سلمو)، وأبو محمود عبد الحي، وشادي قاسم، وخالد سلعوس، وغيرهم.
انكشاف أمر هذه المفاوضات في حينها، دفع أهم الكتائب العاملة في الغوطة لإصدار بيان تستنكر فيه أي هدنة مرتقبة مع النظام وتتعهد بمحاسبة المتورطين فيها، لاسيما أن هذه الهدنة نجحت إلى حد ما إلى شق الصفوف كما خطط النظام، ويظهر ذلك جليا من خلال البون الشاسع بين ما تعرضه الصفحة الرئيسة لأخبار غرب الأتستراد، مع تلك الأخبار التي تعرضها تنسيقيات تتبع لحرستا، حيث لايمكن التمييز بين صفحة أخبار غرب الأتستراد وبين أي صفحة تابعة للشبيحة، اللهم باستثناء استخدام مزيد من التعابير "الدينية" و"الإنسانية" للترويج للهدنة، ولا يخلو الأمر أيضا من إثارة النعرة المناطقية بشكل مقزز، لاسيما عند الحديث عن "الدوامنة" –أهل دوما- ووقوفهم بقوة ضد أي هدنة مع النظام، باعتبارهم مركز الثقل السكاني والقتالي في كل الغوطة.
وفي 17 الشهر الجاري أصدرت أكبر 10 كتائب عاملة في الغوطة بيانا أكدت فيه تشكيل لجنة للتحقيق في "دخول لجنة مصالحة إلى مدينة حرستا وبث الفتنة فيها".
وأوضح البيان أن الجهات المتورطة في الهدنة ستكون ملزمة بالخضوع لحكم القاضي الذي تختاره اللجنة، وأنه سيحظى بدعم الفصائل الموقعة.

وقال ناشطون إن النظام عمل مؤخرا على كسب بعض الجبهات المستعصية، من خلال طرح مفهوم "المصالحة" القائمة على التهادن مع أناس محسوبين على الجيش الحر، وهم في حقيقتهم من أصحاب المشكلات، الذين قام معظمهم بركوب موجة الثورة عندما دخلت طور العسكرة.
ومع أن النظام تهادن مع محسوبين على الجيش الحر في غرب الأتستراد، ووعد بعودة أهالي تلك المنطقة إلى منازلهم كنوع من مكافأة المهادنين له، وتلميع صورتهم في عيون المهجرين والمنكوبين، لكن هؤلاء لم يعودوا إلى بيوتهم، لسبب بسيط، وهو أن منازلهم لا أثر لها، حيث أصبح معظم غرب الأتستراد منطقة مسواة بالأرض!
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية