كشف أحد أهم القادة العسكريين الذين يمسكون بملف "الهدنة" في الغوطة الشرقية أن لا هدن حقيقية ولا مصالحة فعلية حتى في المناطق التي عقدت هدنة مع النظام وانتهت في دمشق وريفها، واصفا تلك الهدن المنفردة التي يعلنها هنا وهناك بأنها "مجرد أفخاخ تتيح له التحكم والسيطرة".
وقال القائد، الذي رفض نشر اسمه، في تصريح خاص لـ"زمان الوصل"، إن النظام رغم دهائه وخبثه لن يجبرنا على الوقوع فيها نافيا عقد أي هدنة حتى الآن في مدينة حرستا أو المليحة أو غيرها من مدن الغوطة الشرقية، مكذبا ما يشاع عن قبول مدينة حرستا بالهدنة.
واعتبر أن الوضع الراهن غربي الأوتستراد، المنطقة الفاصلة بين حرستا وبرزة، بأنها ليست بالهدنة الجديدة وبأنها خضعت لشروط الهدنة السابقة التي عقدها النظام مع الجيش الحر في مدينة برزة فيما سبق.
وكانت فعاليات مدنية وعسكرية وشخصيات من بلدة المليحة والبلاط قد أصدرت بيانا مساء أمس أكدت فيه بأنها جزء لا يتجزأ من الغوطة الشرقية وقالت إنها لا تعترف بأي تحاور أو تفاوض مع نظام الأسد بشكل منفرد عن باقي بلدات الغوطة الشرقية، مؤكدة على أن العمل لازال قائما على قدم وساق لكسر الحصار الظالم بأي طريقه شرعية لا تخالف دين الله سبحانه وتعالى ولا تخون دماء الشهداء بحسب بيانها.
فيما أشار "القائد العسكري الغوطاني"إلى أن عروضا كثيرة وإغراءات يقدمها النظام لنا بما يشي بأهمية إسكات صوت تلك المناطق بسرعة وتنييم الجبهات حول دمشق بأي ثمن لأنه يرغب في حشدد جيشه على جبهات أخرى.
وفي طريقة التخاطب والتواصل التي يلجأ إليها النظام أشار إلى اعتماده على مجموعات من أبناء تلك المناطق كوسطاء في موضوع الهدن غالبا مايكونون من "المشايخ أو التجار"، ممن لازال يمكنهم فتح قنوات مشتركة مع الطرفين.
وكشف عن آليات النظام التفاوضية والتي تعتمد في مناطق الغوطة الشرقية وريف دمشق عموما على الانفراد بكل منطقة أو بلدة أو حتى قرية في التفاوض وتقديم مغريات مختلفة لتشكيل حالة ضاغطة على المدن الكبيرة عبر السيطرة على البلدات الصغيرة المتاخمة لها مباشرة والإمعان في خنقها بهدف تشتيت الآراء وإحداث شروخ وعصبيات وولاءات فيها مستغلا الحالة المأساوية التي نجمت عن سياسة التجويع والحصار والبراميل.
وحول الغاية من تلك الهدن، قال "القائد الغوطاني" بأن الهدف منها إعادة السيطرة على المناطق المهادنة وإعادة زرع الجواسيس فيها وتفخيخها من الداخل ورفع الضغط الحاصل على النظام وداعميه جرّاء افتضاح قبحهم وساديتهم وهم يمارسون سياسة الإبادة الجماعية بذلك المستوى الإجرامي على المدنيين وبذا تتحقق له عدة أهداف أهمها بحسب رأيه إعادة السيطرة على المناطق "المحررة" واختراقها دون خسائر واعتماد سياسة الاغتيالات وجمع المعلومات عن قادة الجيش الحر، وتركيع تلك المدن بطريقة جديدة، مشيرا إلى أن النظام يرهب المدن التي يتفاوض معها تحت التهديد بمزيد من الإجرام والحصار والتجويع والقتل حتى ترضخ.
ويردف القائد العسكري قائلا: "لن نسمح لأنفسنا بأن نكرر هذا الجملة بعد أن يمضي وقت الندم ولن نؤكل يو م أكل الثور الأبيض".
وحول الضمانات التي يقدمها النظام للمناطق التي تقبل الدخول بهدنة أكد أن لا مصالحة بأي حال وما تم هو "هدنة"، فجميع تلك المناطق قبلت بالهدنة تحت ضغط البراميل المتفجرة والموت، هي لم تصالح مطلقا، مؤكدا قناعاته بأن تلك الهدنة لن تستمر طويلا "لأننا جربنا هدنه على مدى ثلاث سنوات من عمر الثورة".
ووصف تلك الهدن بأنها حالة غير حقيقية فكلا الطرفين -الجيش الحر والنظام- يريدون الحصول على بعض المكتسبات والتي أهمها من ناحية الجيش الحر هو إخراج المدنين من معادلة الضغط والتجوع والحصار والموت بينما النظام يريد تنويم تلك الجبهات وإعادة تموضع جديدة له في تلك المناطق وإقناع العالم بأن الثورة انتهت.
ولم يحدد محدث "زمان الوصل" أي آلية بديلة سيلجأ إليها الجيش الحر في الغوطة الشرقية كبديل عن الهدنة للمساهمة بكسر الحصار الخانق الذي يعاني منه أكثر من مليون ومئة وخمسين ألف مدني محاصرين في تلك المنطقة، حين رفضها بالتعبير عن عدم الثقة المطلقة به وبوعوده.
وختم بالقول "خُططنا وعيوننا لن تغفل عن الطريق الوحيد لاقتلاع النظام في قلب دمشق بغض النظر عن الألاعيب التي يتقنها النظام، فنحن نرى اقتلاعه السبيل الوحيد لكسر الحصار".


غوطة دمشق - زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية