ثبّتت "زمان الوصل" أول لَبِنَة في مدرسة "دراما الإنترنت" عبر مسلسل "رئيس ونساء" الذي أنتجته...، ربما يكون هذا تأسيساً لمرحلة جديدة من العمل الدرامي السوري، بشروط تصوير وإنتاج أسهل وتكلفة أقل، وإمكانية وصول أكبر، خصوصاً إذا ما وضعنا في الحسبان أن "يوتيوب" سيتوفر قريباً على شاشات التلفزيون، وستكون قنواته ضمن قائمة القنوات الفضائية، وسيمكننا الوصول إليه من خلال ضغطة زر، بل إن "يوتيوب" سيسبق التلفزيون في الأماكن التي لا تتوفر فيها صحون لاقطة ويصلها الإنترنت، مثل المخيمات وغيرها.
لن أدخل في هذه "التدوينة التوثيقية" في الجانب الفني والإبداعي للمسلسل، فهذا ليس اختصاصي، مع تأجيل حكمي عليه كمشاهد لما بعد بث الحلقة الأخيرة منه؛ أملا في أن يكون التقييم أشمل وأقرب للدقة.. ولن أقيّمه بالتأكيد كما فعل البعض من أول حلقة، أو حتى من أول 5 دقائق، علماً أن إجمالي مدة جميع حلقات المسلسل لا تتخطى زمن حلقة واحدة من المسلسل التقليدي على الشاشة الفضية.
دخلت "زمان الوصل" هذه التجرية، وستخوض غيرها قريباً، لإيماننا بأهمية و"سحر" وسائل التواصل الجديدة، ولجمع شمل ما أمكن من الفنانين الداعمين للثورة في أعمال درامية تبث عبر الإنترنت، ليست ربحية في الغالب.. ولتأسيس خط إنتاج جديد للدراما المحترفة، تصل إلى الناس ببساطة وسرعة عبر حواسيبهم الشخصية وجوالاتهم.. وحتى عبر شاشات العرض المتعددة الأغراض في الأماكن العامة.
هي ثقافة جديدة بدأت بترسيخها "زمان الوصل" في الشهر الثاني من عام 2014، ولو كان هذا الهدف الوحيد الذي تحقق، فهو يكفيني على الصعيد الشخصي والمهني.
أحترم جميع الآراء، وحتى رأي طفلتي "سوريا" التي أُغرمت بشارة المسلسل، ويسرني أي انتقاد ولا أحبذ المدح، فالعمل أنتج للتجديد، وللتغلب على "عُقد" الأعمال التقليدية من تجهيزات وتكاليف، أملا في أن تصبح الدراما -ولو بعد حين- بيد الشباب ضمن إمكانات معقولة، وبعيدة عن تحكم شركات الإنتاج الكبيرة.
كلف المسلسل 25 ألف دولار، غطت تصوير 60 دقيقة، وقدم الصديق "فؤاد حميرة" النص وجهد الإخراج مجاناً، وبالمقابل فإن المسلسل ليس ربحياً أبدا، ولم نطرق أي باب للحصول على دعم أو رعاية.
كرئيس تحرير "زمان الوصل" اختبرت النقد بكل أنواعه عدة مرات، وفي كل مرة يكون هذا النقد دليل نجاح، حتى لو تأخر قليلاً.
وأكرر.. سنكمل المسلسل كما هو مقرر، وسنبدأ بعمل جديد، ولو فشلنا 1000 مرة سننجح في المرة 1001.
كل التحية لكل من شارك في العمل، وأؤكد لهم جميعاً -والجميلة "زمان الوصل"- تقديرنا لجهدهم، ووجعهم أيضاً.
فتحي ابراهيم بيوض
رئيس التحرير
|
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية