أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"سوريا، السويدا معاكي للموت" هكذا رد الأحرار على تساؤل نصر الله

"من يحمي الدروز في السويداء؟"، سؤال طائفي ورد على لسان حسن نصر الله بالأمس، ملوحاً بفزاعة خوف الأقليات من التكفيريين، ليكون رد أحرار السويداء حاسماً بأن الثورة هي وحدها حمايتنا.

الرد الأول أتى على لسان حملة السلاح على الأرض، ممن ناصروا الثورة منذ انطلاقتها، حيث يقول ابن السويداء الملازم أول المنشق مهند العيسمي: "أول التكفيريين الذين أخاف على الدروز منهم هم جماعة حسن نصر الله، لأن تكفيرهم مجبول بخبث وحقد إنساني قديم على البشرية بشكل عام، كما أخاف على الدروز من داعش وأخواتها لكن ليس بقدر خوفي عليهم من جماعة حماة زينب ومن والاهم".

ومن الطبيعي أن يكون الجيش الحر بوصفه مدافعاً عن الثورة، هو الحامي والضامن لأبناء سوريا من أي تطرف، حيث يشير العيسمي إلى أنهم يواجهون التكفيريين، لكن ليس لهؤلاء التكفيريين أي تأثير على الأرض".

ويشير العيسمي إلى أن التطرف موجود بكل الأديان وبكل المجتمعات الإنسانية، وهو منبوذ عند كل هذه المنظومات الاجتماعية، التطرف الدرزي أو الشيعي أو المسيحي إلخ ليس أفضل من التطرف السني الذي يستبطن فكراً تكفيرياً".

نحن من نعلم الانتماء لنصر الله.. 
لكن من يحمي الدروز اليوم؟، سؤال نصر الله يرد العيسمي عليه بالقول: "طبعاً الثورة هي من تحمينا، لأننا في جبلنا تربينا على الكرامة وحافظنا عليها كما جدودنا، وهذه ثورة كرامة فهي لنا جميعاً، وثورتنا هي لكل إنسان حر وكريم ونحن لم نكن بحياتنا إلا أحرارا وكرماء ولم تحمينا قوى بالتاريخ سوى مبادئنا وعاداتنا التي تربينا عليها، ودافعنا عنها."

ويصيف "لا حسن نصر الله ولا غير حسن يحميها من يحميها هي سواعد رجال الجبل من كل ضيم وظلم، انتماؤنا سوري أصيل وعاداتنا ومبادئنا نعلمها لحسن نصر الله وغيره من الفاقدين للانتماء والفاقدين للأصالة نعلمها لكل من تنقصه هذه المبادئ".

العيسمي بوصفه أحد المقاتلين في إدلب في الشمال السوري تحدث عن الرأي الذي حمله كدرزي منذ انطلاقة الثورة وإعلان انشقاقه، ويستمر عليه إلى اليوم، وأيضاً للمقاتلين الدروز في الغوطة الشرقية رأي في كلام نصر الله من واقعهم الميداني، حيث يقول أحد المقاتلين فضل عدم ذكر اسمه، إنهم ومنذ أكثر من عام يقاتلون إلى جانب الجيش الحر بكل أطيافه الدينية فضمن كتيبتهم هناك السني والاسماعيلي والدرزي، وهدفهم هو الثورة وحمايتها، ويتعاونون مع باقي الكتائب على اختلافها لتوحيد الهدف على حماية سوريا، مضيفاً إلى أن الجيش الحر هو من يواجه التكفيريين، مؤكداً أن مناطق الغوطة لا تضم إلا أعداداً قليلة ليس لها حاضن أساساً في صفوف الثورة، وكمقاتل درزي يؤكد أنه لم يتعرض يوماً لأي تمييزٍ بسبب طائفته من قبل الجيش الحر، وهم صناع قرارٍ في مناطقهم.

هذا ما رد به المقاتلون من أرض المعركة، وللعاملين في الشق السياسي من أبناء محافظة السويداء رأي يحللون من خلاله الأسباب التي يرمي إليها حسن نصر الله خلف سؤاله الطائفي، حيث يقول عضو المجلس الوطني السوري وائل فياض: "خطاب نصر الله بالكامل استباق لحملة انتخابية للأسد، إذ يهدد كما تهدد الأم أطفالها من بعبعٍ أثبت بالدلائل القاطعة أنه صنيعة النظام، وما كان الواقع الذي عاشته الرقة في الفترة الماضية، إلا صناعة مخابراتية بامتياز، الهدف من ورائها إرسال رسالة للداخل والمجتمع الدولي لواقع سوريا بعد سقوط الأسد، ومعظم خطاب نصر الله ركز على زرع الخوف من داعش والنصرة، في جميع مكونات الشعب السوري من الشبح القادم إذا سقط الأسد".
أما فيما يخص الدروز فيوجه فياض رسالته إلى نصر الله بالقول: "ليعلم القاصي والداني قبل أن يعلم نصر الله أن الحديث عن السويداء يرتبط بتاريخ مسطر بدم في تضحياتها، ومواقفها الوطنية والمعارضة السورية في جبل العرب الأشم جزء لا يتجزأ من هذا التاريخ فهي من نسيج هذا الشعب ولا يمكن أن تصطف إلا مع الشعب المطالب بأبسط حقوقه في الحرية والعزة والكرامة".

المشروع الثوري هو الضمانة
من يحمي الأقليات هو المشروع الوطني الذي تحمله الثورة السورية رغم كل ما حدث من انزياحات، وليس حسن نصر الله ولا نظام الأسد المغرق في الطائفية هذا ما رد به أيضاً الناشطون المدنيون في الثورة، حيث يقول عضو في لجنة العمل الوطني في جرمانا فضل عدم ذكر اسمه:"حزب الله والنظام السوري عملا على تخويف الأقليات بإطلاق مثل هكذا تصريحات، وقد سبقه وليد المعلم إليها، في إشارته إلى أن المعركة في الغوطة تأتي حمايةً لجرمانا، فالتاريخ يؤكد زيف هذه الادعاءات، حيث لم يكن هناك أي مشكلة بين الدروز وباقي النسيج السوري بل على العكس، كانوا يداً واحدة في مقاومة الاستعمار الفرنسي، ولم يزرع بذور الفتنة والاحتقانات سوى نظام الأسد المتهاوي".

الشعب السوري واحد
الهوية السورية الجامعة هي ضمان الثورة، وضمانة السوريين بكل أطيافهم، هذا ما يؤكد عليه أحرار السويداء، ويشير الناشط طالب أبو حمدان في رده على تساؤل حسن نصر الله إلى أن حماية الدروز هي الثورة، وتحميهم شهامتهم، وتحميهم شهامة إخوتهم في الوطن، ويحميهم تاريخهم الوطني، ويحميهم حبهم لسوريا، وتحميهم أسوار سوريا، العالية بعد أن سقطت جميع الأسوار تحت أقدام أحرارها، ويؤكد أبو حمدان إلى أن خطاب نصر الله ما هو إلا كلام ينم عن تفكير طائفي، يدق أسافين الفرقة بين الشعب السوري، بكل مكوناته، ويطرح أبو حمدان تساؤلاً: "هل التكفيريون تعنيهم الثورة؟" ويجيب الثورة بكل مكوناتها تحارب التكفيريين من حملة الرايات الصفراء والسوداء.

وتسود قناعة لدى ثوار السويداء وأحرارها أن الأمراض التي طفت إلى السطح خلال السنوات الماضية بغالبيتها من صناعة النظام نفسه وينوه أبو حمدان إلى أن التكفريين أوجدهم النظام وهم أكثر من قدموا له خدمة كي يستمر بالقتل.

ويدرك أبناء السويداء أن لعبة النظام وذرائعه بحماية الأقليات لعبة مكشوفة وغير حقيقية، هو فقط يستخدمهم لحماية مصالحه لا أكثر ولا أقل، ولتكريس الطائفية، وهو ما دفع الدروز إلى إيجاد الهوية الوطنية الجامعة من خلال انضمامهم لثورة الشعب، حسب ما يقول أحد الناشطين من أبناء السويداء الذي فضل عدم ذكر اسمه، مذكراً بأن النظام حاول منذ البداية إبعاد السويداء عن الحراك الثوري، لتصح مقولته بأن الثورة هي ثورة طائفية، لكن ورغم غياب الحاضنة الاجتماعية للثورة في السويداء بسبب هواجس الأقليات، لكن هناك من أبناء السويداء من أكد تواجده في الثورة، وهناك من يعمل بصمت، ولا يريد انجرار المحافظة إلى مواجهة وصدام مع النظام، لتبقى على الأقل مكاناً آمناً يلجأ إليه أبناء المحافظات الأخرى، ويؤكد الناشط أن الثورة التي تؤكد على أن الشعب السوري واحد قولاً وفعلاً هي وحدها من الضامن للأقليات، وانضمام الأقليات وانحيازهم للثورة هو وحدة حمايتهم".

زينة الشوفي - السويداء - زمان الوصل - خاص
(99)    هل أعجبتك المقالة (97)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي