زاحمت صور الشهداء القادمة من درعا، يوم أمس، صور الشهداء القادمة من حلب في وسائل الإعلام بعدما كانت الأخيرة في واجهة الاهتمام طيلة أكثر من شهر مضى.
في جمعة "روسيا شريك قتل لا وسيط سلام"، وبالتحديد إلى الغرب من مدينة درعا بمسافة 5 كيلو متر، وعلى باب جامع "عمار بن ياسر" ببلدة اليادودة؛ ارتكبت قوات النظام مجزرة راح ضحيتها أكثر من 50 شخصاً، معظمهم من كبار السن، بعبوة ناسفة زرعتها في سيارة، كانت ركنتها من خلال عملائها على باب المسجد، حسبما أفاد ناشطون.
بلدة اليادودة، صغيرة في المساحة، ويقطنها سبع من أشهر عوائل درعا، بالإضافة إلى النازحين من الجولان وعدد من الأسر الفلسطينية. كانت تعيش، طيلة الأيام الماضية، على وقع براميل النظام المتفجرة الملقاة من الطيران الحربي، الذي خلف وراءه، في آخر غارة فقط، أكثر من 25 شهيداً معظمهم من الأطفال والنساء، لكن هذه المرة اختار النظام أن يضرب في البلدة مستغلاً عملاءه الذين باتوا يعملون تحت عنوان "قوات الأمن والدعم الشعبي" أو ما يعرف اختصارا بـ "قادش"، فاستهدف مسجد "عمار بن ياسر" الذي يضم المدنيين فقط، وليس معاقل الجيش السوري الحر غربي البلدة، ما يدلل على ضعف النظام واستخدامه للمدنيين الآمنين كورقة ضغط في حربه التي يشنها على الشعب منذ 3 سنوات.
50 ألفا شهداء درعا
وبحسب مكاتب توثيق الشهداء في الهيئة العامة للثورة السورية، والائتلاف الوطني السوري، أن أكثر من 10 آلاف سوري تم توثيقهم بالاسم استشهدوا في درعا وحدها منذ بداية الثورة حتى الآن، ما عدا المفقودين والمعتقلين. وفي تقديرات لناشطين في حقوق الإنسان أن أكثر من 50 ألف شخص استشهدوا في درعا و95 ألفا مع المعتقلين.
وفي هذا السياق، بث ناشطون من مدينة درعا على شبكة الإنترنت صوراً لما قالوا إنها المقبرة الثانية لشهداء درعا في مدينة الرمثا الحدودية بالأردن، وقالوا إن المقبرة الثانية امتلأت بجثث مدنيين جرحى تم نقلهم إلى مستشفيات الأردن وقضوا هناك، وأن البحث جار من أجل إيجاد مكان ثالث.
كما بث ناشطون فيديوهات لمقابر السوريين في الرمثا، أظهرت أسماء الشهداء وبلداتهم وتاريخ استشهادهم، وبحسب التصوير، معظم الجثث تعود لأطفال ونساء، قضوا متأثرين بجراحهم.
يذكر أن أشهر النشطاء الإعلاميين الشهداء في درعا دفنوا في مقابر الرمثا، كان آخرهم عبد الناصر محمود الشنبور "أبو جمال"، الذي استشهد أثناء تغطيته الإعلامية لمعركة "توحيد الصفوف" لتحرير مركز الأغرار اللواء 61 ومساكن طفس العسكرية.
زمان الوصل - الهيئة العامة للثورة - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية