قدم المبعوث الخاص إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي اعتذارا إلى الشعب السوري عن عدم إمكانية التوصل إلى نتائج إيجابية في الجولة الثانية من مفاوضات جنيف2.
وفي مؤتمر صحفي عقب انتهاء آخر جولة مفوضات بين وفدي النظام والمعارضة، قال الإبراهيمي إنه يشعر بالأسف "الشديد لاستمرار سقوط القتلى وتدمير سوريا التي باتت تحتاج إلى جهود الجميع لإخراجها من الجب الذي سقطت فيه".
ووصف الإبراهيمي الجولة الثانية من المفاوضات بأنها "كانت شاقة"، لكنه يعول على "قرار حكيم من الطرفين بالبدء في جولة ثالثة من المفاوضات تتضمن 4 نقاط هي مكافحة الإرهاب ثم هيئة الحكم الإنتقالي فتجديد المؤسسات الوطنية وصولا إلى المصالحة الوطنية والحوار الوطني بين كافة أطياف الشعب السوري".
ويمثل طرح هذا الجدول من الإبراهيمي التفافا على بيان جنيف الأول، بل والتفافا على مطالب الشعب السوري ورضوخا لمطالب النظام، حيث اعترف الإبراهيمي أولاً بوجود "الإرهاب" حسب زعم نظام بشار، ثم وضع بند "مكافحته" على رأس البنود، حتى قبل بند هيئة الحكم الانتقالي، واستعاض عن فكرة إعادة بناء أجهزة الدولة، بمفردة "تجديد المؤسسات الوطنية"!، دون أن يفصح كيف تكون وطنية هذه المؤسسات التي تدمر الوطن.
ولم ينس الإبراهيمي أن يعرب عن أمله في أن "تقوم دمشق بإزالة المخاوف المثارة حول عدم جاهزيتها لمناقشة ملف هيئة حكم انتقالية ذات صلاحيات كاملة، وأن يأتي قرار دمشق في وقت سريع للعودة إلى طاولة المفاوضات".
وفي الوقت ذاته حمل الإبراهيمي وفد النظام "مسؤولية وصول المفاوضات إلى طريق مسدود برفضه المتكرر تحديد موعد لمناقشة هيئة الحكم الانتقالية"، معربا عن أمله في أن "يفكر كل طرف مليا في مصير الجولة الثالثة وأن يتحمل مسؤولية قرار مواصلة مسار جنيف2".
كما أعرب عن أمله في أن يكون "الوقت المخصص حتى موعد الجولة الثالثة مدعاة للتفكير لاسيما من قبل الجانب الحكومي في أنه عندما تتحدث دمشق عن تطبيق جنيف1 (الذي صدر في 30 يونيو 2012) أن تكون أيضا مستعدة لمناقشة هيئة الحكم الانتقالي".
وقال الإبراهيمي أنه سيرفع تقريرا شاملا إلى سكرتير عام الأمم المتحدة بان كي مون في نيويورك، كما سيعرض الأمر برمته على الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن علاوة على أالمانيا.
ولم يستبعد عقد لقاء ثلاثي بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف بحضور سكرتير عام الأمم المتحدة.
وحث الإبراهيمي طرفي المفاوضات على "ضرورة التفكير بطريقة أفضل في آليات عمل الاجتماعات والنظر إلى وثيقة جنيف1 كآلية تساعد الطرفين والوسطاء للبدء في طريق طويلة للتعامل مع الأزمة عمليا".
كما توجه الابراهيمي برسالة إلى جميع الأطراف المعنية بالأزمة السورية، أن عليهم التفكير في الشعب السوري والمعاناة الكبيرة التي تم فرضها عليه.
وانطلقت الجولة الثانية من مفاوضات جنيف2 في العاشر من الشهر الجاري، حيث قدم وفد الائتلاف "بيان المبادئ الاساسية لاتفاق التسوية السياسية لمؤتمر جنيف للسلام"، وشمل 24 بندا.
وفيما حظيت هذه الوثيقة بقبول الأمم المتحدة باعتبار أنها قاعدة جيدة يمكن البناء عليها، يقدم وفد النظام تصوره لمعالجة "الإرهاب"، حسب وصفه.
ويأتي انقضاء الجولة الثانية من جنيف 2 دون نتائج، ليضيف فشلا جديدا في سجل الإبراهيمي المثقل بالخيبات منذ تسلمه مهمة المبعوث العربي والأممي الخاص بسوريا، في آب 2012، حيث شهدت فترة عمله تصعيدا خطيرا من النظام تجلى في توسع وازدياد عدد المجازر، واستخدام وسائل أكثر فتكا مثل الكيماوي وصواريخ سكود والبراميل المتفجرة.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية