أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الائتلاف يصطحب الهواة إلى جنيف ويجازف بسلاح الإعلام.. وأولاد الكار غاضبون!

مَن مثّل إعلام المعارضة في "جنيف2" وبناء على أي المعايير تم انتقاؤهم، هل في مصلحة الائتلاف تغييب "أولاد الكار" الذين عملوا لعقود وأثبتوا كفاءتهم، في سوريا وخارجها، واصطحاب "هواة وناشطين" لم يعرفوا عن"صاحبة الجلالة" سوى السبق والتشكي والتوصيف.

أم ترى لا يحق للصحافيين المخضرمين العتب، لأنهم بالغوا بانزوائهم والنأي بأنفسهم، وكأن المعارضة في نظرهم "دكاكين" مسجلة باسم زيد أو عمر.. لماذا يشعر جل المعارضين بالإقصائية، وما هي محددات تمثيل الشعب السوري.

بالأمس انطلقت الجولة الثانية من مفاوضات "جنيف2" ولم يتلافَ الائتلاف ثغرة الإعلام التي تجلت فاضحة خلال الجولة الأولى، بل أعاد الكرّة، مع بعض التعديلات، كالإستئناس بآراء بعض الصحافيين المعارضين.. ولكن عن بعد، دون أن يسمح لهم بالمشاركة وكأن الثورة "مطوبة" لوجوه على ما يبدو انتهت صلاحيتها، ولهواة ساهموا -وإن دونما قصد- في حرف قطارها عن سكته، عبر الاندفاع حيناً، وتحت تأثير الإغراء والشهرة معظم الأحيان.

طافت "زمان الوصل" على آراء بعض الإعلاميين، أكاديميين وكفاءات، لهم باع وتجارب عريضة، بيد أنهم لم يُدعوا إلى جينيف، رغم أن بعض الهواة استأنسوا بآراء هذه الكفاءات، ثم نسبوها لهم.

من وكيف ولماذا 
ترى من يحدد أسماء الإعلاميين في المعارضة، ولماذا تترك الدفة للبعض الذين لم يفلحوا رغم عملهم لـ"مولينكس" لدى الائتلاف، مستشارين ومرافقين وإعلاميين.. ويفرمون ويطحنون إن اقتضت الضرورة!
"عدنان علي" الصحافي السياسي المعروف، ورئيس تحرير في إحدى التلفزات قال لـ"زمان الوصل" لم يتم التواصل معي من جانب الجهات المعنية بتشكيل الوفد الإعلامي، ولا مع غيري حسب علمي. لكن وقد لاحظنا جميعا غياب إعلام المعارضة أو أدائه السلبي خلال جولة التفاوض الأولى، فقد بادرت وربما غيري فعل الشيء ذاته، خاصة من جانب رابطة الصحفيين، لمحاولة التواصل مع بعض أعضاء الائتلاف من أجل تقديم مقترحات لتحسين الأداء.

وكذا حدث مع الإعلامي "بسام بلان" الذي أدار تلفزيون "أورينت" في أدق ظروفه، مع تعديل بسيط لما جرى لـ"عدنان علي"، وربما التعديل من باب رفع العتب، حيث أكد "بلان": في الجولة الأولى من مفاوضات جنيف لم يتصل بي أحد، ولم يعرض علي أحد المشاركة. أما في الجولة الثانية فقد تم التواصل بي قبل يومين فقط، وأول سؤال كان: هل لديك فيزا "شنغن"، وكان جوابي لا. 

أما الإعلامي عبد الرحمن مطر الذي يصدر مطبوعة، وله خبرة في المعارضة وتعرض للسجن والاعتقال مرارا، فقال: لم يتم التواصل معي، ولم نر بادرة من الائتلاف فيما سبق بالتواصل مع الاعلاميين المشهود لهم بمكانتهم وخبراتهم المهمة، وهم قلّة يتواجدون هنا في استنبول وعناوينهم معلومة، وتجاربهم المميزة سواء في الإعلام السوري أو في الإعلام العربي والعالمي، تدلّ عليهم.

وتابع: مثل شؤون أخرى، لايتم الالتفات إلى خبراتنا الوطنية، للاستفادة منها في العمل العام وفي بناء وإدارة المؤسسات الإعلامية بما يخدم الثورة والمجتمع. هناك تقصير من طرف الائتلاف في هذا الأمر، تقابله مزاجية مقرونة باللامهنية، في سياق الإقصاء والتهميش الممنهجين ضمن إدارة العمل الإعلامي. في اعتقادي هو أمر مسيء جداً لمسار المعارضة، بل يبدو لي أن آلية العمل السياسي والإعلامي في مؤسسات المعارضة السورية اليوم، وبعد ما يقارب من ثلاث سنوات على الثورة، ما تزال تعاني من إشكالات عميقة تعيق النهوض بالفعل الوطني، باتجاه تأصيل قيم الثورة، وبالتالي الوصول إلى غايتها الكبرى.

وأنا أشير بوضوح إلى غياب "المؤسساتية" في عمل قوى المعارضة، والائتلاف الوطني كواجهة سياسية لايزال يعمل –في اعتقادي– اعتمادا على مجموعات مغلقة محددة، تيارات وقوى حزبية، ونفعية، هذا إن ابتعدنا قليلا عن وصف "الشللية".. المرض الذي شكّل أحد دوافع الانتفاض على نظام طاغية دمشق.

وواصل "مطر": مع كل تقديري للوفد الإعلامي كأشخاص، غير أن ثقتي فيه غير ممكنة، فالواضح أن هذا الوفد هو "وفد إعلامي مرافق" بكل ما تحمله هذه العبارة من معنى احتفالي، له علاقة بالشكل لا بالهدف والقيمة. كما إن معايير اختيار أعضائه غير واضحة، ويبدو أن العلاقات الشخصية تلعب دوراً في الغالب، وهو ما تعكسه تشكيلة الوفد ومهارات أعضائه.

أما الإقصاء والتغييب المطلق لكفاءات إعلامية معارضة تعرضت وما زالت- للتهديد، فيتمثلها ويتحدث عنها الأكاديمي بشار عبود، قائلا: تفاجأت كغيري من الإعلاميين العاملين بالثورة كيف تم إعداد قائمة الوفد الإعلامي، دون الأخذ بعين الاعتبار مسألة التواصل مع الإعلاميين المتخصصين والمعنيين. بصراحة لا أملك تفسيرا معقولا لعدم دعوة الإعلاميين المتخصصين ليكونوا ضمن وفد التفاوض في جنيف، لكن دهشتي تتوقف عندما أتذكر أنه حتى الوفد السياسي المفاوض، تم تشكيله بشكل سري وبعيد عن أي عمل مؤسساتي، بل إن هناك أعضاء في الائتلاف لم يعلموا بأسماء وفدهم السياسي إلا من خلال وسائل الإعلام!. إنه أمر يدعو للدهشة مثلما يدعو إلى الخوف على مستقبل سوريا المقبلة، فإن كانت هذه هي العقلية التي ستحكم سوريا، فإنني أخشى أنها تبشر بطغيان آخر لا يقل عن طغيان آل الأسد، فبدل أن نعمل جميعاً على تكريس العمل المؤسسات والمهني، نعود لمسألة المحسوبيات والوساطات، إنها مشكلة يجب أن نتصدى لها نحن الإعلاميين كل يوم. 

الصحافية "مزن مرشد" ممن عملوا بوسائل عدة وأثبتوا كفاءة ومهنية، لم تقابل أيضاً بأي اهتمام، وقالت مرشد: لم يتم التواصل معي، أما لماذا، فإني سأجيب ليس من باب دعوتي بشكل شخصي للوفد الإعلامي وإنما من باب تعميم الحالة، إذ لا أعتقد أنه تمت دعوة الإعلاميين المتخصصين والذين من المفروض أن يستعان بخبرتهم وأقلامهم في خدمة قضيتنا. وكلمة "لماذا" هنا يجب أن تأخذ الكثير من التساؤل والتحليل، حينما نرى إعلاميين كانوا أحد أهم محابي السلطة، ولم نسمع بأنهم انشقوا أو غيروا في مواقفهم، ولم نكن نشعر أصلا بأن لهم ميولا معارضة.. نراهم فجأة في أول صف ضمن إعلام الائتلاف والمجلس الوطني، وهذه الحالة بالنسبة لي تمثل حلقة مفقودة، فالصحافي الذي كان يتسلق ويستفيد ويتزلف بقي كما هو، ولكن بدلا من التملق للنظام بات التزلف لرموز المعارضة، والإعلامي الذي اشتهر بجمع الإعلانات والترويج لجهة خاصة معينة، غيّر وجهته نحو التطبيل للمعارضة.

"لماذا" هذه، هي التي باتت مقلقة لنا نحن الإعلاميين الذين كنا من المغضوب عليهم أيام النظام بسبب موقفنا منه، وبتنا مغيبين اليوم ومنسيين في ظل محسوبيات لم تتغير مع كل ما جرى.

أهي "عداوة كار"؟
قد يسأل هاوٍ، هل الإعلام حكر على "أولاد الكار" الأكاديميين الذين عملوا حتى لدى النظام، ليكون الرد على ذلك السؤال من خلال الأداء الإعلامي للوفد الموافق لمفاوضي المعارضة.

مزن مرشد قالت: لم ألمس أي جهد أو حرفية في عمل الوفد الإعلامي المرافق مع احترامي للزملاء وبعض الأصدقاء، ولكن –للأسف- ورغم إصرارنا على اتهام إعلام النظام بالغباء نجده قد استطاع التأثير بالرأي العام الغربي، ونقل وجهة نظر النظام بالصورة الأمثل، في حين بقي إعلام المعارضة متواضع الأداء سطحي التحليل والتأثير، مع الحزن الشديد من لهذه الحالة.

"بشار عبود" ذهب إلى أبعد، حيث رأى الفشل لصيقاً بالوفد الإعلامي، فقال: فيما يتعلق بأداء الوفد الإعلامي المرافق للمعارضة خلال الجولة الأولى، فمن وجهة نظري ومن خلال متابعتي الحثيثة لما دار في المؤتمر، افتقر الوفد الإعلامي إلى الخبرة والحنكة في إدارة بعض الملفات، وفي حضور المؤتمرات الصحفية. أما محاولة التغطية على فشلهم في ادعاء وجود اعتداءات عليهم من قبل شبيحة وإعلام النظام، فهذا مثير للشفقة أكثر مما يثير التعاطف، وكما إننا نحتاج في هذه المرحلة إلى رجال دولة ورجال سياسة، فإننا في أمس الحاجة إلى رجال إعلام يتمتعون بالجرأة والوطنية والثقة. 

"بسام بلان" لم ير إقناعاً في أداء إعلاميي وفد المعارضة، ورأى أن "البطولات" التي تكلموا عنها، لا تمت إلى مهنة المتاعب بصلة، قائلا: لم يكن الأداء مقنعاً أبداً.. والبطولات التي قام بها الصحافيون المحسوبون على المعارضة بأنهم أحرجوا هذا السياسي أو ذاك.. وأنهم رفعوا هذه اللافتة أو تلك بوجهه.. أو أنهم "تشاكلوا" مع الإعلاميين المرافين لوفد النظام، فكل ذلك لايصب في خانة الإعلام بشيء.. بالعكس تماماً رأينا في نهاية الجولة الأولى وخلال المؤتمر الصحفي مع وليد المعلم كيف تم استبعاد الصحافيين المحسوبين على المعارضة ولم يُلقِ لهم أحدا بالاً أو يصغي لهم.. فالإعلام ليس مناكفة في مثل هذه المناسبات، وإنما حرفيّة وأدوات، وحصول على خبر وتصريح بأي طريقة كانت، دون اللجوء إلى العنتريات والاستعراض. وللأسف هذا ما وقع فيه جُلّ الصحافيين المرافقين لوفد الائتلاف.

ويوافق "عبد الرجمن مطر" زملاءه، موضحا: نحن بحاجة إلى فريق مهني متخصص في إدارة العمل الإعلامي لطاقم التفاوض، جزءٌ من مهامه تكوين رأي عام وتوجيهه، حيال مختلف القضايا المتصلة بالثورة والعملية التفاوضية، يكون فاعلاً في مسارها وجزءاً رئيساً فيها، لا مكمّلاً ثانوياً، تقتصر مهمته على نقل الخبر فحسب، فهذا الأمر يُعنى به المراسلون. 

ويضيف: السوريون جميعا لاحظوا وبجلاء على اختلاف انتماءاتهم وتوجهاتهم ضعفاً بيّناً في الأداء الإعلامي للمعارضة السورية في جنيف، بل وحتى غيابه في لحظات مهمة من مفاصل المباحثات، ومرد ذلك،كما يبدو لي، يعود إلى ثلاثة أمور رئيسة تتمثل في: عدم وجود رؤية استراتيجية يبنى عليها العمل الإعلامي، والأمر الثاني يتصل بمعيار المهنية، والأداء الوظيفي، والثالث معني بطبيعة العلاقة وآلية العمل بين فريق التفاوض والإعلاميين المرافقين.

لم يكن الأداء الإعلامي للمعارضة على مستوى الحدث، في وقت ارتقى الأداء السياسي –إلى حدّ ما– على وفد النظام، لاسيما مع إثارة قضية التعذيب والقتل في معتقلات النظام السوري، على سبيل المثال. 

نق وعتب، أم حق وواجب؟
لماذا يعتب الصحافيون على الائتلاف، هل بادروا وساهموا ووجدوا صداً من الوفد، أم تراهم أدمنوا النقد عن بعد؟!
"بسام بلان": طبعاً لا أعفي نفسي، ولكن كصحافي أمضيت أكثر من عشرين عاماً في المهنة لا أستطيع أن أقتحم مؤسسات إعلامية "ثورية" محصنة ومقفلة.. أضعف الإيمان أمارس دوري على صفحتي في فيسبوك.. لم أكن في يوم من الأيام صاحب مؤسسة إعلامية، ولا أعتقد أنني سأكون في يوم من الأيام، فما أقدمه يمكنني تقديمه من خلال مؤسسة، وهو غير متاح لي الآن.

أما "عبد الرحمن مطر" فقدم الحجة على أن الائتلاف لا يرغب باستقدام البعض ويكتفي بآخرين لاعتبارات قد لا تفيد الثورة، وأكد أنه قبل انعقاد جنيف بشهر ونصف، كان أحد أربعة إعلاميين، تدارسنا استحقاقات جنيف2 وبصورة خاصة المسألة الإعلامية، في ظل إدراك تام بأن الإئتلاف لايملك سوى الذهاب إليه، رغم عدم جاهزيته، وفي ظل علاقة متوترة مع قوى الثورة السورية.

ويتابع: وضعنا نحن الأربعة تصوراً لثلاث مراحل: قبل جنيف2 وأثناءه، وبعده. ولفترة عمل محددة مدتها شهران، يضاف إلى ذلك رؤية لتشكيل خلية عمل إعلامي داعمة لفريق التفاوض، وتم تقديم ذلك لرئيس الائتلاف. ولا أعرف في الحقيقة إن كان وصل السيد أحمد الجربا، أم لا!.. أنا لا أعفي نفسي من المسؤولية التاريخية على الإطلاق، فهذه مسألة وطنية، ومن واجبي اليوم أن أشير إلى مواطن الخلل في أدائنا داخل الثورة السورية من أجل تصويب الطرق نحو الغاية، وأن نسعى لتجديد أدوات وسبل العمل ما أمكن ذلك، فالأداء الإعلامي يكاد يأخذ شكل الفضيحة.

وأردف "مطر": في إطار المسؤولية الوطنية حاولنا تقديم شيئ ما.. هناك مؤسسات إعلامية رائدة في انخراطها بالثورة منذ انتفاضة السورين في 15 آذار 2011، وهناك إعلاميون قديرون يعملون بصمت، لأنهم مؤمنون بواجبهم ومسؤولياتهم، وليسوا معنيين بمسائل أخرى.

"مزن مرشد" اعترفت بالمسؤولية وتحملت جزءا منها: لا أعفي نفسي إطلاقا بالعكس تماما أشعر بالمسؤولية الكاملة، وهذا ما يجعلني أتابع بحزن أداء الإعلام تجاه الثورة، ولا أعرف كيف السبيل لأكون من المساهمين في تحسين الأداء وتقديم كل ما أملكه من خبرة في خدمة قضيتنا.

ومثلهم "بشار عبود" الذي يقر بالمسؤولية رغم أنه فعل ما يستطيع وإن كان من خارج "مؤسسة الائتلاف"، قائلا: لا أعفي نفسي طبعاً، ولكن أنا أقوم بدوري المستقل في دعم الثورة، وأنا أشعر بالرضا عن الدور الذي أقوم به، سواء من حيث المقالات التي أكتبها أو من خلال اللقاءات الصحفية التي أجريها، أو من خلال التواصل في ما بين أطياف المعارضة، وأنا إزاء هذا الدور لم أطلب شكراً من أحد ولن أطلب... في جميع الأحوال، هذه ثورتي وأنا فخور بانتمائي لها وليس لي فضل في ذلك على أحد. لكن فيما يتعلق بالدخول لمؤسسات العمل الثوري، فأنا لست صاحب قرار في هذا الأمر، وأطالب المعنيين بالاهتمام والتدقيق بعيداً عن الحسابات الشخصية أو الحزبية الضيقة. 

"عدنان علي" أعطى بعداً آخر للمسألة، قائلا: في الحقيقة لم ألمس أي تجاوب أو تفاعل من جانب الائتلاف، رغم أنني قدمت ما يشبه خطة تحرك إعلامي خلال جولة التفاوض الثانية؛ لتفادي العيوب التي ظهرت في الجولة الأولى، وهي مقترحات أرسلتها إلى عضوين على الأقل معنيين بالموضوع الإعلامي. ولعل ثمة حلقة مفقودة بين ما يسمى المكتب الإعلامي في الائتلاف، والإعلاميين السوريين خارج هذا المكتب، وخارج الولاء الحزبي، وإذا خصصنا الحديث عن الإعلاميين المحترفين والمعروفين تتحول هذه الفجوة إلى ما يشبه العداوة أو على الأقل التجاهل الكلي، وقد باتت معروفة الطريقة التي يتدبر بها أهل الائتلاف مجمل شؤونهم، بما فيها الإعلام، وهي لا تتمايز كثيرا عما هو موجود لدى النظام، أي المحسوبيات والواسطات، وكل ما لا يمت إلى المعايير الموضوعية في الحكم والاختيار، مع فارق أن الأمور في النظام منضبطة تحت سلطة واحدة صارمة، بينما هنا "منفلتة" وتشوبها فوضى وارتجالية.

خوف مبرر أم ماذا؟
البعض يقول: لو دخل المتخصصون أو سلطت عليهم بعض الأضواء، فلن يكون من مكان للهواة، في حقل الإعلام أو حتى السياسة، فهل هناك من مصلحة"للمرتزقة" في إبعاد الإعلاميين ليستأثروا بالأضواء ولو كان الثمن دم السوريين؟!

"بشار عبود" ردّ: أنا لم أتعامل في يوم من الأيام مع الثورة على أنها ملك لأحد، أو أنها ملكي الشخصي، هي ملك كل من قام بها وملك كل من وقف إلى جانبها.. وأود أن أوضح في هذا الصدد أنني لم أقف بجانب الثورة لأحصل منها على مكاسب، وإنما عملت كل ما بوسعي لأكون من خلال سلاح الكلمة التي أحملها مع الثورة ومع انتصار الثورة. وكل ما أتمناه أن تنتصر هذه الثورة وأتابع عملي الإعلامي في مؤسسات تحترم الإعلاميين وتحترم عملهم وتقدر حرية الإعلام، بعيداً عن القبضة الأمنية الخانقة أيام حكم آل الأسد. ومن هذا المنطلق، فإنني لم ولن أتوانى عن ممارسة حريتي في نقد كل من يحيد عن مسار الثورة، سواء في العمل السياسي أو الإعلامي، أو غيرهما من المجالات. 

"مزن مرشد" أكدت أن التاريخ يعيد نفسه، وقالت: في وجود متسلقين استفادوا في الماضي وما زالوا قادرين على الاستفادة، بغض النظر عن الرسالة الإعلامية أو الوطنية التي سيخذلونها أو يخدمونها.. بغض النظر عن كل المثاليات التي نحملها في مهنتنا وخاصة في هذه الظروف، هؤلاء أنفسهم هم أصحاب المصلحة الحقيقية في إبعاد المهنيين والمتخصصين الذين يشكل دخولهم كشفا واضحا لتواضع مهنية أولئك، ولو كنا أكثر خبثا لاعتبرنا أن هذا جزءا من المؤامرة على الشعب السوري، لعدم خدمته إعلاميا عبر إعلاميين مهنيين ملتزمين وقادرين على نقل الحقيقة، وعلى توضيح رؤية الثورة وتوجيه الرأي العام العالمي بما يخدم شعبنا المشرد والمذبوح، وقضيته التي بات الجميع يتاجر بها.

أما "عبد الرحمن مطر" فقد أشار لمصلحة بعض "الدخلاء" على المهنة في إقصاء الصحافيين وقال: قد يكون للبعض مصلحة من إقصاء المتخصصين، ولكن هل هذا يبرر النأي بالنفس والنقد من بعيد وكأن الثورة ملك للبعض؟

وتابع مطر: لا أقول هذا لأني لم أُدعَ إلى جنيف2، وإن كانت لي رغبة في ذلك، ولا أقوله لأن الائتلاف لم يعر ما أقدمه على صعيد الكتابة والإعلام أي أهتمام، ومع إن هذا أمر مؤسف حقيقة. فإن هدفي هو تقييم الأداء الإعلامي من أجل تقويمه وتصويبه نحو الهدف الذي "تزأبق" في أيدٍ ليست إعلامية! وتابع : هو مزيج من الفوضى والتبعية وغياب المهنية، هو أداة وظيفية آنية ضيقة، وأحادية، لقوى طارئة، أو إقصائية، تنقل خطابا يتقاطع مع الواقع، دون استراتيجيات أو رؤى، ولا يشكل إعلام الثورة مصدرا خبريا أساسيا موثوقا، وهو غير قادر على نقل الصورة الحقيقة وعلى نشر الأفكار وسياسات قوى الثورة والمعارضة السورية... هو يعاني من الاستئثار والاستفراد بدوائر الإعلام العامة للثورة، والتعامل معها كقطاعات مملوكة لأفراد أو تيارات.

وختم: بعد تجربة عام ونيّف على إعلام الائتلاف –والمجلس الوطني من قبل– أعتقد أنه يتوجب على رئاسة الائتلاف أن تُعلي المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار، وتتخذ قراراً شجاعاً بإعادة النظر في هذا الملف؛ كمقدمة لإعادة الاعتبار للإعلام في الثورة السورية، فالعمل من أجل المستقبل بإخلاص وجدية ومسؤولية يتطلب ذلك، ودون إبطاء، فوقت السوريين حقاً "من دم"، والمستقبل لا ينتظر!
"بسام بلان" قالها مختصرة: الصحافي بلا منبر ومؤسسة، أشبه بسيارة بلا وقود.. مهما كانت فارهة وحديثة وقوية وجبارة، فماذا تفعل إن لم يكن في خزان وقودها قطرة وقود واحدة تدفعها للأمام؟؟ هنا بيت القصيد باعتقادي.

وعقب عدنان علي: لو كان ثمة إدارة واعية في الائتلاف، لكان الأجدر بها تشكيل فريق عمل من الإعلاميين المحترفين، يضع خطة علمية دقيقة للتحرك خلال جولات التفاوض المقبلة، تستفيد من أخطاء وعثرات التجربة الأولى سواء من جانب الإعلاميين المحسوبين عليه، أو حتى إعلاميي النظام.

نهاية القول
قد يكون في مصلحة البعض إقصاء كل من لديه تراكم خبرة ومعرفة، ببساطة كي لا يعرى و"ينقطع رزقه"، فلطالما وجد البعض في الثورة عملا وأضواءا وتعويضا عن عقد تراكمت عبر حكم آل الأسد، ولكن نعتقد أن ذلك لا يبرر للكفاءات السورية، وفي كل التخصصات أن تنأى بنفسها وتترك قيادة الثورة للهواة الذين حولوها لدكاكين وأداة ضغط بيد غيرهم، لأن العقابيل والأثمان يدفعها الجميع، ولن يغفر التاريخ لأحد.

عدنان عبدالرزاق - اسطنبول - زمان الوصل - خاص
(120)    هل أعجبتك المقالة (124)

ماريا

2014-02-11

وربي فشيت قلبي يا أستاذ عدنان.


mohammad

2014-02-11

أي معارضة وأي وفد وأي اعلام ؟؟ ليس من باب الدفاع عن احد واعتقد ايضا لو كان من هم بمهنية وشرف وعملية وخبرة في تلك الوفود لاعتذر منذ البدايات او انسحب لأنه لا قرار لأحد فكل ما يقولونه ويناقشون به يأتيهم جاهز وهم فقط عبارة عن اجهزة عرض فهذا ما تريده تلك الدول التي اوصلت سورية الى هنا وكان بامكانهم حل المشكلة منذ البداية فهذه هي وبالضبط احدى خيوط اللعبة لكي يستمر فشل المعارضة ويستمر الاقتتال والتشرذم وتستمر الفتنة الى ان ينتهي ما يسمى بسورية وبالشعب السوري تماما.


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي