لم يكن طموحنا ذات يوم يصل إلى درجة رؤية جامعة دول عربية فاعلة ومؤثرة من حيث صناعة القرارات الحاسمة والعمل على تطبيقها مباشرة، بل اقتصر ذلك على الأمنيات فقط لأننا نعلم مسبقاً بأن هذا الأمر شبه مستحيل، ولكن أن يكون الدكتور نبيل العربي أميناً للجامعة العربية بشخصيته التي غالباً ما تبدو مترددة، وظهوره المرتبك والمتوتر، وحضوره غير المؤثر في لقاءاته وتصريحاته، فهذا ما حرمني شخصياً من لعبة إيجاد الفوارق!
كنت أظن أن مظاهر التوتر والإرباك عند أمين الجامعة العربية ستزول أو ستخف بعد أسابيع قليلة من تسلمه لأمانتها، وخاصة أن تقلده لهذا المنصب تزامن مع عصف غير مسبوق لأحداث كثيرة على الساحة العربية..أما أن تستمر هذه المظاهر إلى الآن وبنفس الوتيرة، فهذا ما يحرّك غيرتي على هيبة هيـــكل الجامعة الفخيــم!
لعلّ "فوتوشوب" القدر أراد أن يضع الدكتور نبيل العربي في هذا الموقع ليكون انعكاساً حقيقياً لصورة الجامعة العربية وحالة تعبيرية لواقعها...وربما يتساءل أحدهم هنا: هل هي أيضاً مصادفة أم قدر أن بعض اسمه هو اشتقاق من بعض اسم الجامعة؟ وفي ذات السياق، وبالاستناد على مفهوم النسبة والتناسب، نجد أن الدكتور نبيل العربي هو فعلاً الشخص المناسب لهكذا مكان..المكان الذي لطالما وددناه أن يكون مناسباً.
أكاد أجزم لكم الآن ولنفسي بأني سأتوقف عن النقد نهائياً لأي شخص يكن ولأيّ جهة كانت، ذلك لأن "ضحيتي" الرمز المتمثلة والمجسّدة هنا بأمين الجامعة العربية قد أشبعت شهيتي النقدية بقليل من الكلمات..وكنت أظنها لا تشبع.
أكاديمي وكاتب سوري
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية