تحت أنظار اللجنة الأمنية التي كانت تنظم خروج دفعة اليوم الثاني من الأهالي المحاصرين حسب اتفاق الهدنة ألقى "شبيحة" النظام القبض على عدد غير معلوم من الشبان أثناء خروجهم مع الأهالي وتم اقتيادهم إلى جهة غير معلومة، وحمّل ناشطون في حمص مسؤولية حياة ومصير هؤلاء الشبان الذين لم يُعرف عددهم وهم يعانون من سوء تغذية وأمراض بعضها خطير إلى هيئة الأمم المتحدة وسفيرها "يعقوب الحلو" الذين لم يحركوا ساكناً تجاههم كما يقول الناشط "غانم باب السباع" الذي روى لـ"زمان الوصل" تفاصيل ما جرى في نقطة اللجنة الأممية قائلاً:
أثناء وجود عشرات العائلات في منطقة الميماس بالقرب من مطعم "للا زينا" بغرض استلامهم من طواقم اللجنة الأممية والصليب الأحمر، وبوجود سفير الأمم المتحدة في سوريا "يعقوب الحلو" تم قصف محور حي القرابيص من مكان خروج العائلات ولدى اقتراب أول دفعة من الأهالي المحاصرين إلى نقطة الأمم المتحدة جرى إطلاق هاون ورصاص كثيف من قبل قوات النظام وشبيحته، فسقط في الدفعة الأولى حوالي 15 جريحاً و7 شهداء، وفي الدفعة الثانية سقط عدد كبير جداً من الأهالي مابين أطفال ونساء وكبار في السن، وقام شبيحة النظام بإلقاء القبض على كل الشبان الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 – 55 سنة والذين كان بودهم أن يخرجوا مع الأهالي لأسباب صحية، فهم في أغلبهم يعانون أمراضا ونقص تغذية، والبعض منهم يحمل أمراضاً خطيرة كـ "الطاعون" و"السل"، فسوء أوضاعهم الصحية أجبرهم على الخروج مع العائلات وهم تحت شرط السن الذي وضعه النظام (أي فوق سن الـ15 – وتحت الـ55 سنة) وإلى الآن لم نعرف مصيرهم، فقد اقتيدوا إلى جهة غير معلومة ولم نعرف أسماء سوى 4 شبان من عائلة الزكور.
وأضاف أنهم كناشطين ميدانيين وإعلاميين "نحمّل الأمم المتحدة مسؤولية الحفاظ على حياتهم، علماً أننا لا نعرف أعداد هؤلاء الشبان فعندما تم اعتقالهم انقطع اتصالنا بهم لحصول إطلاق نار كثيف وإلقاء قذائف هاون".
والغريب -بحسب الناشط- أن طواقم الصليب الأحمر والإغاثة التابعة للأمم المتحدة بما فيها سفيرها في سوريا الذين رأوا مشهد الاعتقال لم يحركوا ساكناً، إذ اقتادهم شبيحة النظام تحت أنظارهم بعد أن وضعوا "عصابات "على عيونهم وأركبوهم في باصات وأخذوهم إلى جهة غير معلومة.
وعن الوضع الأمني الذي رافق اليوم الثاني من الهدنة يقول الناشط غانم:
لم يلتزم النظام بالهدنة منذ بداية تنفيذها فقد سقط بالأمس حوالي 7 شهداء و 25 جريحاً أغلبهم من الأطفال والنساء الذين تم إسعافهم إلى المشفى الميداني في "جورة الشياح" وفي اليوم الثاني (الأحد)، وأثناء وجود الأهالي عند دوار سوق الهال، واقترابهم من حافلات الأمم المتحدة للركوب فيها حصل قصف بالهاون، فهربت سيارات الأمم المتحدة من المكان، بينما بقي الأهالي هدفاً مكشوفاً لشبيحة النظام، علماً أن هذا النظام - كما يؤكد الناشط غانم- أعطى الضوء الأخضر للشبيحة الكبار المعروفين في الأحياء الموالية ومنهم "وائل ملحم" و"أحمد طراف" و"كاسر العلي" و"شحادة ميهوب" و"فراس الهدبة" باختراق الهدنة من خلال شبيحتهم والإيعاز لهم بإطلاق النار على المدنيين وعلى طواقم الصليب الأحمر ولجنة الأمم المتحدة بشكل مقصود لتخريب جهود الهدنة.
وحول مصدر القصف الذي طال الأهالي الخارجين من الحصار يقول الناشط غانم: كان القصف بقذائف الهاون من الكلية الحربية في الوعر ومن جهة حي القصير المستولى عليه من قبل النظام وفرع المخابرات الجوية، أما بالنسبة لإطلاق الرصاص فكان من جهة حي القصور (ناحية المصابغ) ومن شارع (العالي واطي) الذي يكشف منطقة سوق الهال والميماس.
و نفى الناشط الاعلامي "غانم –باب السباع" دخول أية مساعدات من قبل الأمم المتحدة باستثناء بعض سيارات الجيب التابعة لهم والتي كانت تحتوي في صناديقها الخلفية على مساعدات رمزية عبارة عن أغذية بحدود من 10 –15 كرتونة لا تكاد الكرتونة الواحدة تكفي لثلاثة أشخاص، أما يوم أمس فدخلت مساء سيارتان إحداهما تحتوي على أغذية والأخرى على مواد تنظيف مثل شامبو "سنان" (خاص بالقمل) وصوابين وفلاش للتنظيف وبعض الملابس، ولا تحتوي هذه المساعدات على المتطلبات الضرورية كاللحم والفراريج أو العصائر أو الحليب.
ويذكر أن مهلة الهدنة التي تم اختراقها مراراً وتكراراً جرى تمديدها 72 ساعة اعتبارا من يوم الأحد – كما ذكر الشيخ أبو الحارث الخالدي -المفوض عن الأهالي المحاصرين والجرحى في حمص وسط مخاوف من أن تكون ساعات الهدنة القادمة كسابقاتها.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية