ردّ تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ببيان شديد اللهجة على بيان سبق لجبهة النصرة أن أصدرته تحت عنوان "قد أعذر من أنذر"، وفيه حذرت "النصرة" قيادة تنظيم البغدادي ودعته أن يوقف عناصره عن "العبث والبغي بغير وجه حق، وأن يردُّوا لأهل الحق حقهم، وإلا فإنَّ لدينا رجال عركتهم المصائب والمحن، تركوا الراحة والدعة، ومضوا يقيمون في الأرض منار الحق والعدل، ويرفعون عن الناس الظلم والبغي، وهم أجدر بردع عدوانكم ودفع ظلمكم بإذن الله".
وتنذر حرب البيانات بين التنظيمين، باشتداد وتيرة القتال بينهما وتوسع دائرته، بعدما كان محصورا في بعض المواقع من سوريا فقط، حيث حدثت أولى المناوشات بينهما في الرقة، التي استولى عليها تنظيم "الدولة" وطرد منها كتائب جهادية على رأسها جبهة النصرة، ثم امتد القتال ليأخذ طابعا أعم مع اشتباكات في دير الزور، وتوترات واضحة في الحسكة.
واعتب تنظيم "الدولة" في بيانه أن "المنافقين يأبون إلا أن يطعنوا المؤمنين في ظهورهم وهم يزعمون أنهم منهم وفي صفّهم، ويأبى الله إلا أن يفضح سريرتهم ويوقعهم في شرّ أعمالهم".
وتابع البيان الذي اطلعت "زمان الوصل" على نسخة منه: فكيف كانت جبهة النصرة جزءًا من الدولة الإسلامية في العراق والشام، تسمع لأميرها البغدادي -حفظه الله- وتطيع، ثم بدأت أول خطوة في الانزلاق والحيدةِ عن الطريق المستقيم، لتخرج عن الطاعة وتشقّ صفّ الجماعة، وتخون مشروع المسلمين، فخيب الله صنيعها، ولم يهدِ كيدها، فانزلقت المنزلق الثاني حين وضعت يدها بيد أصحاب المناهج المنحرفة، وضمّت إلى صفوفها كثيراً من الفاسدين المفسدين، ثم انزلقت المنزلق الثالث فأعانت الصحوات في قتالها للدّولة الإسلامية في العراق والشام بالتّحريض والدّعم بصورة مباشرةٍ وغير مباشرةٍ، بل وشاركتهم في القتال بنفسها جنبًا إلى جنب في ولاية الرقّة".
ورأى البيان أن النصرة دخلت "المنزلق الرابع" عندما قررت "الانتقام لنفسها بدون أيّ مرجع شرعي حقيقي سوى بث الافتراءات والشّبه لإقناع أتباعهم بالقتال، فطفقوا يصفوننا بالبغي تارة وبالحرابة تارةً أخرى، وبالخارجية حيناً وبالغلوّ في التكفير حينًا آخر، سعياً حثيثاً منهم لإضفاء الشرعية على أعمالهم غير الشرعية، ويا ليتهم قاتلوا وحدهم بهذه الذرائع الواهية، بل أشركوا معهم من جيوش الصحوات العميلة في ولاية الخير (دير الزور)؛ مثل لواء الأحواز، وأحرار الشام، وجعفر الطيار التابع لجيش علّوش، وغيرهم من الفصائل والكتائب المنحرفة عن دين الله ومنهج نبيّه صلى الله عليه وسلم ممّن يعرفهم القاصي والدّاني، ناهيك عن خونة العشائر كمجرمي قرية (المسرب) والتي سبق وقاتلها المجاهدون أنفسهم جزاءً وفاقاً على غدرهم بالمهاجرين، فأصبحوا الآن في خندق واحدٍ ضدّ الدّولة الإسلاميّة".
وتابع البيان: "واليوم بعد كلّ هذا التجييش ضدّ الدّولة الإسلاميّة قام هؤلاء متحالفين بقصف المسلمين المجاهدين بالهاون وضربهم بالدبابات في مناطق عدة من ولاية الخير، كـمناطق (التبني، ومعدان، ومنطقة الجديد) وكما حدث في مقر (الجفرة)، ولم تسلم منهم حتى المناطق التي تسكن فيها العائلات والمليئة بالنساء والأطفال، فما الفرق بينهم وبين جيوش الخيانة التي قامت في حلب وغيرها من المناطق بنفس الأمر، وكذلك غدروا وقتلوا من المهاجرين الذين طالما تباكوا عليهم وأظهروا كذباً وزورًا حبّهم ومناصرتهم، فكان المهاجرون أوّل من قُتل على أيديهم في هذه الولاية، ولا ندري متى ينتهى مسلسل الانزلاقات".
واعتبر بيان "الدولة" أنه "قد بان الآن.. أنّ هؤلاء قد انتكسوا وارتكسوا في خندقٍ واحدٍ مع صحوات الخيانة والعمالة"، مواصلا: "ورسالتنا إلى هؤلاء نقول فيها: (الأحمق من يجرب المجرَّب)، فخذوا عبرة مما حدث في العراق وما آل إليه الخونة من أهل النفاق والشقاق، واعلموا أن أغلب الصحوات التي قامت في العراق تولت كِبرها كتائب مقاتلة تلبّست زوراً بلباس الإسلام وتبرقعت باسمه... ونقول لهم: عودوا إلى رشدكم، فإن أبيتم فلا تلوموا إلا أنفسكم، فما بقي لكم من عذر وقد جاءكم النذير.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية