أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

لا يوجد سيف أفظع من سيف الخداع مصقولا بالخيانة ... د. سماح هدايا

التّعايش أسلوب حياة المجتمعات السليمة. والحضارة تمثّل شبكة علاقات متمدنة تدير العلاقات بين الناس في مجتمع ما، ومع المجتمعات الأخرى. والتعايش الفاعل الإيجابي محركها وبانيها.
لا أحد يستطيع الانكفاء على نفسه ومتابعة حياته، وحده، بسهولة، ضمن ما يراه صوابا. وأي إنسان طبيعي، يدرك أن التعايش مع الآخر هو جزء من حياته الطبيعية ومشوار وجوده...لكنْ، عندما يتهدد بقاء البشر بهجوم قطيع حيواني متواصل يرتدي جلدة البشر، يضرب كل القيم الإنسانية والمجتمعية والأخلاقية والوطنيّة؛ فكيف يمكن التعايش؟
يصبح التعايش وهما وضربا من المحال. فلا تعايش مع جماعات العصابات العنصريّة ولا مع عقلية العصابات ّالمجرمة ّولا مع منطق الإبادة والوحشيّة؛ لأنّ، ذلك ببساطة، يناقض فطرة الصراع من أجل البقاء، خصوصا عندما تصر هذه الجماعات العنصريّة على إفناء االآخر ، االذي تصنفه وفق منهجة الخرافات والأفعال القصدية الثأرية للمظلوميّة، عدوا مخيفا لها....
للأسف....إنّ هذا، تماما، ما يفعله قطيع الأسد وعموم تكتّل العلويين في سوريا، وهم يعتدون ويقومون بحرب تطهيرية ثأريّة من أبناء بلدهم المسلمين"السّنة"، مدعومين بشركاء خارجيين من عموم الشيعة السياسيّة. وبناء على أفعالهم واستمرار المجازر وتعمق حرب الإبادة ، فققد اصبح لازما يعد سفك كل هذه الدماء الغزيرة، إيقاف حملات التبرير والتسويغ وإعلانات الدفاع عن مواقف العلويين الرسمية، وعن جموعهم وشركائهم، بحجة الأخوّة الوطنيّة والتشاركيّة؛ على أمل أن يعودوا عن ضلالهم وعدوانهم ، وأن يخرجوا مدافعين عن أبناء وطنهم وعن مطالب الحريّة والعدل.
حجة التخويف المستمر من الثورة السنيّة كلام ضحل ويثير الفتنة، لا يقبله إلا إنسان سقيم؛ فحتى الآن الأسلحة كلها موجهة لعموم السنة، ولكل من يقف مع العقل الجمعي الوطني ، وليس للعلويين بالمعنى المدني والسكاني. وادعاء أنه يجب الصمت على هذا الإجرام من أجل إنقاذ البلد من الحرب الطائفية وحماية النسيج الاجتماعي، اصبح ساقطا بمجرد البدء بقتل الناس المطالبين بالحرية بشكل مبرمج على نحو طائفي وضمن مفردة الإرهاب وصفة الاندساس.
.موقف المراوغة؛ هو نفاق واصطفاف مع القاتل والظالم على حساب المظلوم والبريء والإنسان كإنسان. وعلى حساب الأطفال الذين ماتوا من حصار الجوع أو ذبحتهم السكاكين الحاقدة من اعناقهم ذبح النعاج والدجاج. وعلى حساب النساء المغتصبات والمحاصرات والجائعات والمفجوعات بأطفالهن ورجالهن، وعلى حساب المسنين المقهورين المتشردين الجوعى.
هؤلاء الوحوش المتجمّلة في الشكل، والمتغولّة في النفس، أخرجوا أنفسهم من اي استحقاق تعايبش عادل، بما فعلوه واستمروا في فعله. وسلخوا خيوط بقائهم من نسيج المواطنة والإنسانية، وحق عليهم القصاص العدل بالقانون والسياسة والضمير والوجدان، بالقوة من دون تراخ ومصانعة...
بالمنطق التحليلي القائم على دراسة الوقائع من المذابح والمجازر والتصفيات والتعذيب والتهجير والترحيل والتطهير، لا يعقل إن تكون هذه المجموعات الغوغائية إلا كائنات مشوهة تحمل بدل القلوب خناجر أحقاد وتصورات أغبياء....هؤلاء واقعيا وتاريخيا وجغرافيا كانوا جزءا من حياتنا ومن يومياتنا، كان أهلنا يعيشون معهم، يشاركونهم اليوميات. وهؤلاء ذبحوا أهلنا ومثلوا في الجثث وسلبوا الأملاك وهدموا البنيان....هؤلاء اعتصموا مع الباطل والشّر، ليمنعوا عن الجوعى والمرضى والشيوخ والأطفال والمساكين والعاجزين المساعدات والإغاثة، هؤلاء وقفوا صفا متينا طاغيا ضد النداء الإنساني؛ ليمنعوا فك الحصار الوحشي القاهر عن أبناء مدينتهم؛ في حين جاء غرباء أبعاد من آخر الدنيا ليقدموا سرا وعلنا قطعة خبز وضماد جرح للمعذبين الجوعى من المدنيين الأطفال والكبار." ..هؤلاء ليسوا مجرمين. هؤلاء سفاحون بالمعنى الواقعي...الشعب، لن يحاسبهم، وحده. التاريخ سيحفظ وحشيتهم في مجلات كتبه حتى لا ينسى كل الآتين على الزّمان إجرامهم ووحشيتهم.
للأسف لو كان العلويون قاموا بالتصدي لممارسات الأسد السفاح ، ما كان انتهى الأمر بكل هذه الفجائع والمآسي...هم باصطفافهم مع السفاح ، كانوا جزءا أساسيا من الجريمة الكبيرة. أما الشرفاء والثوار من العلويين؛ فهم أبطال لأنهم نادوا بالحق، وواجهوا بشجاعة ظلمين..ظلم ساسة طائفتهم وظلم الحكم عليهم من قبل الآخرين بآثام طائفتهم. وهم أحرار شركاء في الوطن، وليس كرما من احد تكريمهم. فهم كرموا أنفسهم بمحبة وطنهم وأهلهم. لايمكن تغطية النار بكبريت شاحب. والصدر المتحشرج العليل لا يستطيع استقبال الهواء الطليق. بقلب مليء بالشمس وبإرادة من صوان وسنديان يطوّع الرجال والنساء الزمن الصعب ويروضون المجد للمستقبل العظيم.

(127)    هل أعجبتك المقالة (114)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي