مطالبة بشار الأسد بالترشح لولايةٍ ثالثة.. نشاط جديد لنقابات النظام

"مناشدة السيد الرئيس بشار الأسد بالترشح لولاية دستورية جديدة"، تحت هذا العنوان وجه فرع دمشق لنقابة أطباء الأسنان إلى أعضائه دعوة حضور حفل كوكتيل، وعلى خطاه تسير باقي النقابات التي بدأت تحضر لانتخابات حزيران المقبلة، وسط غرق المدن السورية الثائرة بالبراميل المتفجرة، وموتها تحت الحصار.
وسواء أكان الحديث عن تجديد بيعة، أو انتخابات، فالأمران سواء بالنسبة للسوريين، فالحركة التي تشهدها الاتحادات والنقابات، وحتى المدارس، تنم عن بدء حملة تعبئة ليحصل بشار الأسد على النسبة المعتادة 99.99 %.
مصدر من داخل الاتحاد العام لنقابات العمال فضل عدم ذكر اسمه، يؤكد على نشاط ملفت داخل النقابة للتحضير إلى تجديد البيعة، لا سيما من قبل أعضاء الاتحاد التابعين لأحزاب الجبهة التقدمية، حيث يحاولون الحديث عن بعض الأنشطة التي يمكن تنفيذها في المرحلة المقبلة، بهدف المشاركة في انتخاب بشار الأسد رئيساً لولايةٍ جديدة.
كما نشطت في الفترة الماضية ضمن المدارس الثانوية، توزيع طلبات الانتساب لحزب البعث، في حين كانت هذه الممارسات خجولة في العامين الفائتين، لكنها تعود اليوم بقوة داخل إلى داخل المدارس.
ولا يمكن قراءة ذلك بشكلٍ منفصل عن المسيرات التي عادت إلى الواجهة من جديد، حتى في المناطق المشتعلة، مثل حلب ويبرود وأيضاً كفر سوسة، والتي ستكون تمهيداً لمسيراتٍ جديدة يمكن أن تشهدها البلاد خلال الفترة القادمة، والمطالبة لرأس النظام بشار الأسد بالترشح لولايةٍ دستوريةٍ جديدة، كما يقول أحد الناشطين الذي فضل عدم ذكر اسمه.
ولأن التاريخ يعيد نفسه، فإن هذه الممارسات سبق للأسد الأب أن اتبعها في بداية حكمه عبر إخراج المسيرات التي تطالبه بالترشح لتجديد البيعة "الأبدية".
ويؤكد الناشط أن جميع النقابات والاتحادات والوظائف معظمها معبأة ويتم اختيارها على أساس عقائدي ومن يتم الشك بولائه يتم فصله مباشرةً، فالاتحادات والنقابات فيها ممثلون عن أحزاب الجبهة التي هي وجه آخر لحزب البعث، والموظفون لم يعينوا إلا بعد التأكد من انتسابهم لحزب البعث، ولم يجد المعارضون يوماً مكاناً لهم في وظائف الدولة أو نقاباتها واتحاداتها.
وفي سياق ضمان الولاء، فرض النظام في الفترة الماضية على أصحاب المحلات دهن الأغلقة بألوان علم النظام، ومن ناحيةٍ أخرى تضيق وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل على عمل اللجان الإغاثية المستقلة وتريد حصر كامل العمل ضمن نطاقها، وبحسب ناشطين لا يمكن قراءة ذلك بشكلٍ منفصل عن موضوع الانتخابات القادمة، فأحد أسباب ذلك هو تمكين الوزارة من فرض المشاركة في الانتخابات على المهجرين، ممن تقدم لهم المساعدات.
وسبق للنظام أن حاول تمرير البطاقات الشخصية الجديدة، والمتاحة فعلياً فقط للموالين، بقصد ضمان نسبة الفوز الساحق في الانتخابات القادمة.
وما يتخوف منه الناشطون اليوم هو أن النظام يتحضر جيداً للانتخابات القادمة، والموالون يلتفون حول شخصٍ واحد، لكن في المقابل تغرق المعارضة بمشاكلها الداخلية، ولا يوجد شخصية واحدة يلتف حولها الشعب المنتفض.
زينة الشوفي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية