أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

كيف سيدخل أوباما التاريخ ؟

بكل تأكيد الرئيس أوباما يحلم بدخول التاريخ .. وهو بسلوكه المخالف للمألوف سيدخل التاريخ فعلا .. ولأول مرة، سيحدث ويدخل حائز على جائزة نوبل للسلام سجل التاريخ لكن كمتسبب في حرب عالمية كبرى على وقع الهولوكوست السوري.. ليس لأن الجائزة أصبحت تمنح اعتباطا، ولا لأنه لا يريد السلام ! بل بالعكس لفرط رغبته به، لكن مع عدم خبرته في صناعته...!! فالسياسة الأمريكية في عهد إدارته تشكو فعلا من نقص الخبرة والمعايير والمفاهيم والقيم. 

فالسلام لم يكن يوما ناتج تسامح مع الجريمة، أو قفز فوق العدالة، والعالم اليوم لم يعد دولا منعزلة متحاربة حدودها الأسلاك والدبابات، بل أصبح قرية تحتاج لنظام وضوابط وعدالة، وحق مسلح بالقوة ليحفظ فيها صيغ العيش والأمن، ولم ينتج التاريخ البشري قيما صالحة لهذه الغاية سوى مكارم الأخلاق، التي هي قوانين وجود الحياة المجتمعية وأساس السلم الاجتماعي. فكيف تقبل الدولة العظمى القائدة للحضارة أن تتعطل كل آليات الشرعية الدولية وماكيناتها بدءا بمجلس الأمن والمحكمة الجنائية الدولية، ومجلس حقوق الإنسان، ولا تستخدم نفوذها وقوتها لحفظ ما تبقى من احترام للقانون الدولي. 

ماذا يحدث عندما يتساوى المجرم والضحية، والصادق والكاذب، والحق والباطل، والمزيف والأصيل، والوفاء والتنصل، وعندما يسود منطق القوة والغلبة والقهر، ويتخلى الجميع عن كل ما تعهدوا به وكأنهم سيغادرون هذا الكوكب إلى كوكب آخر، عندها سيسود شيء واحد هو جنون القوة ووحشية الانتقام، فالحرب والانتقام هي الوسيلة الوحيدة المتبقية لمنع المجرم من التمتع بنتائج جريمته، الحرب عندها هي واجب إنساني يحفظ للقيم والحقوق والإنسانية بعضا من مكانتها، ولنا في التاريخ القريب أكثر من مثال ليس أبعده الحرب في اسبانيا التي تبعتها الحرب العالمية الثانية. 

لم تكن المصالح يوما هي من تبني المجتمعات تلقائيا ولا هي من تحفظ السلم فيها، بل طريقة تحصيلها الأخلاقية هي سبب الحضارة والسلام والتعايش، لأن طريق الجريمة هو أسهل وأقصر الطرق لتحقيق المصالح المباشرة، إنما تسمى جريمة وفتنة لأنها تتسبب بالحرب، والحرب كما يقول التاريخ.. أو كما يلعب الأطفال.. هو غريزة عند الإنسان وليست شيئا طارئا على حياته... قد يستطيع المرتكب أن يأخذ ما ليس له بالقوة والخداع، لكنه أيضا قد يدفع ثمنا باهظا لفعلته هو وآخرين، إذا وجد من يحارب، وقديما قال سقراط إن الفارق بين العبد والحر هو أن العبد يفضل الحياة على الحرية، فيخشى القتال ليستعبده الآخرون.. وهكذا وبذات المنطق تصبح القيم الإنسانية الكبرى هي المصالح المشتركة الأهم والأبعد بين البشر، وليست المصالح الأنانية للدول الأقوى والمنتصرة في معارك القوة والحيلة، لأنها ستكون بوابة للحرب ... وسيصبح العنف والتطرف الذي يسمونه إرهابا، هو رد فعل الضعيف على غطرسة القوي، وتعميم للخسارة والألم على الجميع. فكيف يكون أوباما يسعى للسلم ويحارب الإرهاب من دون انتصاره للحق والعدالة والقيم ..؟ 

إن تعمد إهمال معاناة الشعب السوري، و كل شعوب المنطقة قبله، والتواطؤ الدولي على إطالة أمد الحرب، والتغاضي عن الجرائم الهائلة التي ترتكب، والتهرب السخيف من كل الالتزامات والواجبات، والتحايل على ذكاء هذه الشعوب، والتلاعب بقرارها ومصيرها... كل ذلك يضع المنطقة والعالم على حافة الحرب التي تحاول أغلب الدول المعنية تجنبها .. دون فائدة، طالما أن الحق والقيم ما تزال ينقصها القوة لتطبق وتسود، وطالما من يملك القوة متغاضي عنها.. وطالما المجرم يمعن في جريمته لا رقيب ولا حسيب ولا رادع.. فابشروا يا دعاة السلام. 

أمريكا –الغرب- المجتمع الدولي -الأمم المتحدة.. كلهم مسؤولون عما جرى ويجري في المنطقة أو على الأقل عن استمراره، وهم سيدفعون أيضا الثمن كما دفع العالم مرات ومرات ثمن تخاذله وتهربه مسؤولياته، فكل من يسمح بتجاوز الأخلاق، ومن يستخف بالقيم ويعمي عينيه عنها، سرعان ما يصطدم رأسه بها .. ليدرك أن الأخلاق هي جدران منيعة صلبة لا يمكن تجاهلها. و"إن غدا لناظره قريب" .. أو كما يقول المثل إن كان جارك بخير فأنت بخير.

أما الشعب السوري وقبله اللبناني والعراقي والفلسطيني و و و و ... فلهم الله، الله الذي هو الحق، وهو الفاعل الوحيد وصانع التاريخ، والذي يقول: "قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا". كما يقول "وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا".

(121)    هل أعجبتك المقالة (126)

Silas

2014-02-12

الأسوأ على الإطلاق..رئيس زنجي متبجح..متغطرس و استعراضي. لقد أقسم اليمين على المصحف عندما فاز بمقعد في مجلس الشيوخ سنة 2004. يا له من رئيس مرتد و منافق..


متابع

2014-02-16

ومن قال بأن هذا المنافق والجبان سيدخل التاريخ . سيدخل مزابل التاريخ من أوسع مجاريره ...........


متابع

2014-02-18

لا أتوقع بأن مزابل التاريخ يوجد فيها مزبله للجبناء من أمثال أوباما الجبان .........


التعليقات (3)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي