التغريبة الحمصية .. من الأحياء المحاصرة إلى الوعر هل يتكرر سيناريو القصير!

بدأ في حمص أمس تنفيذ اتفاق إطلاق النار لمدة أربعة أيام الذي وافقت عليه كافة الجهات المتواجدة في المنطقة المحاصرة ونص الاتفاق على- إخراج النساء والأطفال تحت سن الخامسة عشرة من العمر- وإخراج المسنين ما فوق سن الخامسة والخمسين من العمر وبشرط إثبات الهوية - وإدخال كمية من المواد الإغاثية إلى داخل المنطقة المحاصرة، وفور تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق خرج 76 مدنياً من النساء والأطفال والعجّز من جهة القرابيص (منطقة البساتين) إلى جهة "الأذينا" في أول الوعر، فقام شبيحة الأسد بإطلاق النار من منطقة البساتين التي يسيطر عليها قوات النظام، وأصيب شخص كبير في السن برصاصة في بطنه تم نقله من قبل عناصر الأمم المتحدة إلى مشفى البر بالوعر المستولى عليه من قوات النظام، كما تم اطلاق رصاص من جهة القصور الذي تسيطر على نصفه الغربي قوات النظام ولم يصب أحد بأذى، وقامت الفضائية السورية بالبث المباشر من شارع الميماس بالقرب من مطعم ديك الجن مدعيةً في بثها أنها بصدد استقبال أهالي حمص المحاصرة – كما ذكر الناشط الإعلامي "أبو جعفر المغربل" على صفحته الشخصية في "فيسبوك".
حمص وسيناريو القصير !
وحول رأيه بعملية إخلاء أهالي المناطق المحاصرة وهدف النظام من موافقته عليها بعد شهور طويلة من الحصار اعتبر الناشط بيبرس التلاوي في تصريح لـ "زمان الوصل" أن العملية تهجير قسري، فمنذ بدء الحملة العسكرية على حمص لم تخرج هذه العوائل من المدينة، وبقيت داخل الحصار رغم اتباع النظام سياسة الموت البطيء كالتجويع والقصف والدمار، وصمدوا كل هذه الشهور الطويلة من أجل عدم ترك المدينة للنظام لأن أبناء المنطقة يعلمون بأن النظام له هدف وهو تهجير المدنيين وطردهم من أجل الاستفراد بحمص وبناء دويلة خاصة بالنظام وبمواليه، كما لدينا سبعة عشر حياً محتلاً بشكل كامل من قبل قوات النظام من ضمنها "حي باب السباع" و"المريجة" و"العدوية" وباقي الأحياء، لذلك فالعوائل لا تريد الخروج، ولا يجب أن تكون الأمم المتحدة عوناً للنظام في تهجير المدنين أبناء حمص الذين قدموا ثمناً غالياً من أجل عدم احتلال المدينة من قبل الشيعة اللبنانيين ومن قبل الإيرانيين، لأن الأحياء المحتلة ممتلئة بعناصر من مقاتلي الحزب اللبناني وبعضهم أتى إلى حمص مع عائلته ويوجد منازل في الأحياء المحتلة يسكن بداخلها ضباط تابعون للنظام مع عوائلهم.
ويضيف الناشط بيبرس التلاوي إن السيناريو الذي نشهده اليوم يشبه إلى حد كبير سيناريو القصير وسيناريو الأحياء المحتلة التي قام النظام بتبديل طابعها الديموغرافي وتغيير أسماء مناطقها، ولذلك نقول لمن يريد خيراً لأبناء حمص وبالمحاصرين منهم بالذات يجب الضغط على النظام من أجل سحب جميع الحواجز المتمركزة في المدينة التي تشكل عائقاً كبيراً أمام المدنيين، والمشكلة لن تنتهي بإخراج عدد محدود من العائلات وإبقاء الآخرين ممن لا يريدون الخروج داخل حمص المحاصرة وإدخال أغذية إلى المحاصرين، فهذه الأغذية التي ستدخل أيام ستنفذ بعد أيام قليلة، وسيعيش الأهالي هناك معاناة الحصار من جديد.
وحول الواقع الإنساني لحي الوعر الذي سيستقبل المحاصرين يقول الناشط التلاوي إن الحي محاصر منذ 190 يوماً تقريباً، ويفتقر إلى كل مستلزمات الحياة اليومية من كهرباء وماء وأكثر الطرق مدمرة لا يستطيع أحد السير فيها أو الخروج من الحي من خلالها. ويشهد حي الوعر -بحسب التلاوي- قصفاً يومياً تزامناً مع إطلاق رصاص من قبل الرشاشات والقناصات المتمركزة على أطراف الحي بشكل يومي، ما يؤدي إلى سقوط العديد من الشهداء والجرحى بشكل يومي.
ويضيف بأن الوعر أيضاً يفتقر إلى مشفى نظامي، فمشفى البر والخدمات الاجتماعية الذي كان يخدم كل أهالي حمص أصبح تحت سيطرة قوات النظام وأغلب الإصابات التي سيخرج أصحابها من حمص المحاصرة وضعها سيئ، ومضى عليها أشهر دون علاج، كما لا يوجد أطباء ذوو خبرة كما يجب ولا غرف عمليات مجهزة، إضافة إلى قلّة الأدوية.
فارس الرفاعي - زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية