حضرت عدداً من اللقاءات والمناسبات المختلفة بين الأسر العربية في مكان ما من هذا العالم، ولاحظت بين الحضور سيدة عربية محترمة ذات شخصية طاغية، ومركز محترم بين أقرانها من السيدات العربيات. علمت أنها من الأسر الغنية، وعندها ثروات كثيرة متنوعة. راقبتها عن بعد، فلاحظت باستمرار أنه يصبغها ألم وحزن عميق، وحيرة وارتباك شبه دائم. تكرر ذات المشهد في أكثر من مناسبة. سألت عنها، فقيل لي أنها زوجة لرجل محترم ومحبوب وقد تزوجا عن حب متبادل وتعاهد على الإخلاص. وفهمت أن في الأمر سرّاٌ وتناقضا بين ما أرى وما أسمع. تقدمت إليها وبعد حديث متقطع، تجرأت وسألتها، عن سبب علامات الحزن الواضحة على سيمائها. كان واضحاً أنها تريد الإجابة، ولكنها حرجة من تناولها. كررت التساؤل بأدب ولطف في مناسبة ثانية، فهمت من إجابتها الذي كان بعضه بلسانها، وبعضه الأكثر بعينيها، أنها رغم أنها اختارت زوجها عن حب صادق وثقة متبادلة، ألا أن بعض مواقفه تتسبب بإيذائها، ربما عن غير قصد منه. وتجرأت مرّة ثالثة واستوضحتها بعض التفاصيل. وككل المقاومات الإنسانية التي تكون مضغوطة تحت ظروف معينة، ثم تنهار فجأة، كسدٍّ مائي ضخم قاوم كثيرا ثم انهار، فقد صرحت بمكنونات سرها وقلبها دون حساب أو تحسّب: ::::::::::::::
1. فقد تزوجت زوجها وتعاهدا على الإخلاص والعمل المُشترك لصالح عائلتهما الصغيرة وأولادهما، وهي تعلم أن مسؤولية الزوجية ستكون بيده وحده، - مثل جميع الزيجات الطبيعية - وأن سلطته عليها وعلى أولادها ستكون سلطته هو وحده، أي أن هو سيكون ولي أمرها دون أحد آخر. ولكن تبين بعد فترة، أن بعضا من أقربائه أخذوا بالتدخل المتزايد في أمور العائلة والأبناء والتعامل مع شؤون ثروة البيت وحتى في ثروتها الخاصة وثوات أولادها، وهي كانت بحيرة شديدة من موقف زوجها المتردد تجاه تدخل غير طبيعي ولا أخلاقي ولا قانوني. ..............
2. أخذ الأقرباء بالتمادي، فأخذوا يفرضون خدما وأعوانا وبعض المحاسبين لإدارة البيت وثروة العائلة. ثم أخذ بعضهم بمد يده إلى ثروتها الخاصة بالنهب والسرقة أحيانا بشكل سرّي وأحيانا على المكشوف، وكان يعاونه في ذلك المحاسب الذي عينه ومعاونوه. ..............
3. تمادى القريب، وبعض من يؤيدونه من عائلته، ففرضوا حارسا ثانيا للبيت ، وهكذا كان هناك للبيت حارسان أحدهما حارس أمين مخلص للعائلة، وحارس مشبوه تقوم خدماته لخدمة القريب وعلى مراقبة البيت والزوجة والأولاد، وليس لحمايتهم. ..............
4. أخذت الزوجة بالشكوى اللطيفة لزوجها الذي اتخذنه ولي أمرها عن حبٍّ ورضا كامل، بالحوار والتلميح ثم التصريح، هي وأولادها له مباشرة. ولكن كان هناك دائماً إجابة واحدة هي إبتسامة صامتة مصحوبة بهزّة رأس دون أي محاولة للمعالجة أو الإصلاح. ..............
5. بعض الأولاد الموجودين بالخارج، كتبوا لأبيهم برجاء إبعاد الفاسدين عن البيت وأهل البيت. ولكن أحداً منهم لم يتلقى جواباً. ..............
6. وفي ذات الوقت يتمادي القريب وأقربائه وأعوانه الذين زرعهم في جميع أنحاء البيت بشكل متزايد، حتى أصبحت تشعر وكأنها محاصرة في بيتها، وأن البيت ليس بيتها، وأن ولاية أمرها هي لغير زوجها وحبيبها. واستمر أقرباء زوجها يفرض إرادتهم في كل صغيرة وكبيرة، وأصبح البيت وكأنه مركز قوة فاسد في البيت الذين كان آمنا ينتشر في جنباته الحب والحنان والتعاطف والأمن والأمانة. ..............
وشهقت الزوجة وهي تُغالب دموعها، وصرخت: هي لا تدري هل زوجها عاجز عن تحمّل مسؤوليته في حمايتها وحماية أولادها وثروتها، أو أنه مُخادع ومتواطىء مع قريبه في تسلطه ونهب ثروتها؟
وسألتني بماذا أنصح لها؟ فأجبتها بأن الأمر فعلا يحتاج للتفكير وتحليل الأمور بدقة ومسؤولية قبل الإجابة بإجابة متسرعة، وتؤدي لنتائج غير مرغوبة. ووعدتها أني سأفكّر في الموضوع بجدية وإخلاص، وسأقدم لها نصيحة وجوابا لمعالجة مشكلتها مع زوجها في لقاء قادم. ..............
أحببت أن أشرك جمهور القرّاء المحترمين بالقصة المذكورة، آملا من ذوي الرأي ورجاحة العقل، مساعدتي بإبداء الرأي، فلعلّنا نصل للجواب والعلاج الشافي للعائلة المذكورة، ونجنبها خراب بيت أصبح يتهددها فعلاً. .............. .............. ..............
بكل احترام /
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية