أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

من الغوطة الشرقية.. يوميات امرأة حامل

أم عمر

تصطحب في رحلة نزوحها فناجين قهوة مزركشة بالزهور الحمراء.. بالنسبة لنا هي مجرد فناجين، وبالنسبة لها هي ذكرى لحياةٍ عاشتها قبل أن يُقصف منزلها.. وكما صمدت الفناجين تُصر أم عمر على متابعة الطريق بصحبة زوجها وابنائها الخمس..وربما ابنها السادس الذي تنتظر قدومه بعد 3 أشهر.. 
من الغوطة الشرقية شاركتنا أم عمر همومها وأوجاعها، عبر رسالة خصت "زمان الوصل" بها. 

تقول أم عمر: عمري الفعلي 32 سنة، ولكن في داخلي امرأة عجوز تجاوز عمرها الـ 50 عاماً.. نزحت أكثر من 4 مرات ولكن أكثر اللحظات التي كان لها وقع في رحلات نزوحي المتكررة، هي لحظة سقوط قذيفة بالقرب مني ومن أطفال، عندها حملت اثنين من أطفالي وتركت البقية يواجهون الموت.. ركضت بالطفلين دون أن أعي أنني تركت 3 من أطفالي.. ولكن الحمد الله أنهم نجوا جميعاً.

وتضيف: أفكر كثيراً بتلك اللحظات التي هربت فيها، وتركت أولادي الثلاثة لوحدهم.. ولكن ذلك ليس أسوأ ما عاشته أم عمر.

والأسوأ كما تقول "هي الأيام التي كنت أقضيها في الملاجئ قبل تحرير الغوطة، كان يجتمع كل أهالي الحي في الملجأ، ونشعر أننا بانتظار الموت ذبحاً.. الجميع كان يترقب موته على سكاكين عناصر النظام..
وتضيف: في تلك اللحظات كنت أتخيل أبشع نهاية يمكن أن ترى أم فيها أطفالها..كدت أفقد عقلي لكما سمعت هذيان الأهالي بسبب خوفهم من النهاية المتوقعة.

أم عمر في شهر حملها السادس، ورغم ذلك فهي لم تحصل على أي دواء منذ بداية حملها، كما أن الغذاء الذي تحصل لا يكاد يكفي الشخص العادي، فما بالك بالحامل؟!
وتحكي أم عمر: "أعيش في قلق دائم عن مرحلة الولادة.. أين سألد؟ كيف سيكون الوضع الأمني؟ كيف سألد رغم انعدام المستلزمات في المشافي الميدانية؟ كلها أسئلة تجعلني أدخل في دوامة مستمرة من التساؤلات التي غالباً ما تكون أجوبتها غير مطمئنة.. 
أكثر ما يخيف أم عمر، مصير ابنها المنتظر، إذ تخشى أن يكون مصيره مثل حال العديد من أطفال الغوطة الذين سقطوا بسبب الجوع والمرض.

ويُضاف إلى همومها أطفالها الخمسة، الذين هم بحاجة كل شيء.. بدءا من الطعام وصولا إلى الملابس واحتياجات المدرسة.
وتتابع: كما أننا في حاجة دائمة إلى الحطب الذي نتدفأ عليه.

وتقول أم عمر: أحاول أن أخفي توتري وخوفي عن أطفالي.. اقرأ القرآن كريم حتى تهدأ نفسي، أجلس مع أمي وأبي كي أشعر بالأمان..اخترع لأطفالي لعبة ورقية حتى أخفف عنهم.

وتختم رسالتها: الله يفرج عنا.. إن شالله يحسوا فينا دول العالم.. متل ما هنن عايشين بأمان نحنا منتمنى نعيش كمان.



لمى شماس - زمان الوصل
(144)    هل أعجبتك المقالة (116)

عدنان

2014-02-06

الأخت إم عمر جازاكي الله خيراً: ألا يكفيك خمسة أطفال لاتعرفين كيف تتدبرين أمور معيشتهن في هذه الظروف القاهرة لتأتي لهم بأخ جديد؟ قولي بالله عليكي بأي فقه سماوي وبأي دين أو فلسفة في العالم تسمح لك بأن تأتي بطفل إلى الدنيا وأنتي تجهلين ليس فقظ كيف ستتدبرين أمور معيشته وإنما حنى ولادته؟ ألم تفرأي قوله تعالى: وقل إعملو فيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنين. لماذا لا يستخدم الأنسان عقله في بلادنا ولو في الحد الأدنى من التفكير بما هو صالح وغير صالح للدنيا والأخرة. مابال أمتنا تنجب المواليد فتزداد عدداُ وتزداد معها تخلفاً وجهلاً وكفراً. إتقو الله ياناس وإفهمو القرآن جيداً إن كنتم مؤمنون..


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي