أخي المسيحي وأخاطبك بالأخوة ليس من باب التقرّب أو التعايش الديني، بل بصفتك أخي بـ"الميرون"... بمعمودية الماء والزيت.
أعتقد أنك لازلت تردّدُ مقولات: كـ"حماية الأقليات، وهذه الثورة ليست لنا، ونحنا مالنا بهاصراع، وهاي مش معركتنا وخائفون من البديل"، وما إلى ذلك من جُمل التنصل من الوطنية والإحساس بمسؤولية وضع وصل إلى هاوية لم يتخيلها أحد.
تهوي مئات البراميل على حلب، ويموت عشرات الآلاف في معتقلات النظام الفاشستي ولا زالت تجمع مقاطع قطع رؤوس قام بها المتطرفون السفلة.
ملايين من السوريين تشردوا في البلاد البعيد والقريبة ولا زلت تردد قصة استشهاد عنصر الأمن في حارتك... أمام أعينك، رحمه الله ولكن يا سيدي يجب أن تنظر للمأساة الكبيرة أيضاً موت سوريا السريع أمام أعيننا أيضاً.
على أي حال إذا كان قرارك ألا تشارك بالثورة منذ يومها الأول وحتى أصبحت صراعاً مسلحاً وصراعاً بين الجماعات المتطرفة فإن أحداً لا يمكنه لومك على ذلك، حتى لو كنت لا تريد تسميتها بالثورة، ليس من حقك نعت من ثار بالمجرم.
ولا يحق لك أن تكون واحداً من المتفرجين على مأساة القرن مثلك كأي مواطن يعيش في استراليا أو النرويج بالكاد يمكنه تحديد موقع سوريا على الخريطة فهذا ما لم يعد يحتمل.
أنا لا أقول كل المسحيين ولا أقول فقط المسحيين، هناك من كل الطوائف حتى من تلك التي تحسب الخزان الأساسي للثورة من يقف بموقف المتفرج السلبي تجاه هذا الطغيان.
يمكنك أن ترفض الثورة ولكنك أرجوك لا تغني للديكتاتور.
إذا كنت تريد أن تُبعد مفسك عن الشر لا تغني له على الأقل.
لا تريد وضع صور الساروت أو غليون أو صبرا حسناً، بالمقابل لا تضع صور الأسد أو وليد المعلم.
عواد حمدان - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية