أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

سفيرا واشنطن لدى روسيا وسوريا يحزمان أمتعة الرحيل قريبا

السفير الأميركي في موسكو مايكل ماكفول

أهي مصادفة، أم إنها فعل يحمل أكثر من مؤشر على إخفاقات السياسة الأمريكية تجاه سوريا، عندما قبلت واشنطن بـ"تلزيم" الملف إلى روسيا البوتي-لافروفية، بقيادة الثنائي بوتين ووزير خارجيته لافروف؟.. لعله أول الأسئلة التي تقفز إلى الذهن مع تقاطع الأخبار المؤكدة عن نية كل من سفيري واشنطن لدى روسيا وسوريا!، مغادرة منصبيهما.

ففي وقت كانت تردد مصادر موثوقة أن روبرت فورد سفير واشنطن لدى دمشق سيغادر منصه آخر الشهر الحالي، فاجأ سفير الولايات المتحدة لدى روسيا "مايكل ماكفول" الأوساط الدبلوماسية بإعلان عزمه التقاعد من منصبه قريبا، رغم أنه لم يقض سوى قرابة عامين في هذا المنصب.

وعن سبب تقاعده، يقول ماكفول لصحيفة "كوميرسانت" الروسية: "أرحل من روسيا لأسباب عائلية. فقد عادت عائلتي إلى كاليفورنيا في الصيف الماضي إذ يجب أن يكمل ابني الأكبر دراسته الثانوية. وعندما رحلنا من هناك في عام 2009 وعدتُه بأننا سنعود بعد عامين. إلا أن غيابنا استمر خلال 5 أعوام. وليس هذا فقط، فقد اضطر ابني الأكبر إلى الانتقال لبلد آخر لا يعرف لغته. لكنه وافق على ذلك استجابة لطلبي.. إلا أنه عندما قال لي في الصيف الماضي إنه يريد العودة إلى الوطن، لم أملك أن أعترض".

واللافت في الكلام، أن سفير أقوى دولة في العالم لدى دولة كبرى من وزن روسيا، يربط تقاعده بـ"أسباب عائلية"، وهو ما لايمكن قبوله منطقيا، لاسيما أن تعيين "ماكفول" جاء في فترة حرجة جدا من العلاقات الروسية-الأمريكية، على خلفية الربيع العربي، وما يماثله من تحركات في المحيط الروسي، لاسيما أوكرانيا، فهل كانت واشنطن غافلة عن الظروف العائلية لـ"ماكفول" عندما اختارته ليشغل أهم سفارة لديها؟.

وليس ذلك فحسب، بل إن للسفير "ماكفول" خبرات أخرى تجعل منه رجل واشنطن الأقوى في موسكو، فهو يقر أنه خبير متخصص في الصواريخ البالستية العابرة للقارات، وأنه كان جزءاً من جميع المحادثات الحساسة بين الولايات المتحدة وروسيا خلال الأعوام الخمسة الأخيرة.. فكيف تتقاعد مثل هذه الشخصية بكل ما لديها من تأثير وخبرات لمجرد أسباب عائلية؟

اللافت أيضا أن "ماكفول" الذي ينوي مغادرة موسكو قريبا، أتى إلى روسيا في أوائل 2012، حينما كانت عاصمة روسيا تشهد مظاهرات احتجاجية، تندد بسياسة القيصر الجديد (بوتين)، وكان يقدر لها -لو استمرت- أن تثمر "ربيعا" روسياً.

لم يشأ "ماكفول" أن يتحدث عن حقيقة اعتزال مهامه الدبلوماسية، لكن سؤالا من "كوميرسنت" حول ما تخلل عمله من إخفاقات، كشف جانبا من الحقيقة، عندما اعتبر "ماكفول" أن عدم تمكُّن روسيا والولايات المتحدة من إبراز دورهما القيادي في المسألة السورية منذ ثلاثة أعوام إخفاقا دبلوماسيا حقيقيا.

وإذا كان تقاعد أو رحيل سفير واشنطن لدى موسكو، مشكوكا بصلته بالأزمة السورية، فإن الاستقالة المنتظرة لـ"روبرت فورد" سفير واشنطن لدى دمشق، لايمكن أن يرقى شك لصلتها بتعقيدات الملف السوري، وقد تكون نوعا من الاحتجاج على سلبية إدارة باراك أوباما تجاه الأزمة السورية، أو –وهذا وارد جدا- قد تكون تنفيذا أمينا لمبدأ انسحاب واشنطن من المسرح العالمي وانكفائها عن التدخل العميق في قضاياه، وعكوفها على مشاكلها الداخلية، وهو المنهج الذي طبع به أوباما سياسة واشنطن به خلال فترتي رئاسته، وتعرض بموجبه لانتقادات كثيرة، لكنه لم يعدم من يؤيده على أي حال.

وقد بدأت السياسة الانسحابية تتسرب إلى أكثر من ملف، لكنها بدت واضحة للعيان في الملف السوري، وهي السياسة التي أصر أوباما على تطبيقها رغم أنه أفقدته معظم أوراق الضغط والقوة وأماكن النفوذ وسمحت لمناكفه بوتين أن يستحوذ على تلك الأوراق والأماكن بأقل جهد.

ويبدو أن سياسة الانسحاب أو الانكفاء باتت في سلم أولويات لدى واشنطن، مع استثناء "صغير!" يكاد يكون هو "القاعدة" في سياسة كل الإدارات الأمريكية تقريبا، ويتمثل في إبقاء التأهب الأمريكي عند أعلى مستوياته فيما يمس أمن ومستقبل إسرائيل!

تحليل إخباري- خاص- زمان الوصل
(56)    هل أعجبتك المقالة (62)

ابو عرب

2014-02-05

ليست هي سياسة انسحاب من المسرح العالمي لأمريكا ، و الدليل بأن امريكا ارسلت طائرات حربية حلقت فوق الصين بعد ساعتين فقط من اعلان الصين عن حظر جوي فوق الجزر المتنازع عليها مع اليابان ، أمريكا ما زالت قادرة على شن حروب مع أكبر الدول اذا لمست اي تهديد لمصالحها ، و لكن الحرب في سوريا ايجابياتها أكثر من سلبياتها بالنسبة لأمريكا ، خاصة بأن أمريكا لم تجد حتى الآن شخص يضمن مصالحها لتستبدله بنظام الأسد ، و المعارضة عاجزة عن الحفاظ على مصالح أمريكا بسبب تشتتها و أنانيتها . دعونا لا ننسى تصريحات روسيا عندما هددت أمريكا بضربة عسكرية للأسد ، كانت تصريحات الروس جبانة لدرجة لم نكن نتوقعها من دولة قوية كروسيا ..


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي