قبل جنيف بأكثر من ألف يوم أقسمت سوريا ثلاثا على طلاق أسوأ مافيا استبداد عرفها التاريخ والجغرافيا على مختلف خطوط الطول والعرض.
وعندما طلّق الشعب النظام بالثلاثة، بدأ الأخير بحبك خططه وخيوطه لاسترجاع سوريا، فلم يكن أمامه إلا "التجحيش"، ولا نقصد بالتجحيش الرفس واللبط والنهيق والمفاخرة بطول الأذنين والذنب، فما فعله المطلَّق بكل طلاقة أكثر من ذلك بكثير!
وإنما القصد في ذلك المصطلح الشعبي السوري الذي يفسر ما يسمى فقهيا "الإحلال الشرعي"، إذ تقول الآية الكريمة "فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىٰ تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ ۗ فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يَتَرَاجَعَا إِن ظَنَّا أَن يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۗ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُون".(سورة البقرة الآية 230).
لذلك سعى النظام ولايزال يسعى في خطته تحت شعار "التجحيش بالتدعيش" أي إحلال "داعش" محله في كل منطقة يخرج منها لكي يسوّغ لنفسه الرجوع إلى عروس الشام بذريعة محاربة الإرهاب!
وهذا ما أظهره وفد (الحسناء شكلا "لونا" والوحش شكلا ومضمونا "المعلم") في "جنيفيات" الأسبوع الماضي.
وعلى بعد فراسخ من "جنيف" يطلق روحاني -ياروحي- صرخته المدوية من "دافوس" السويسرية داعيا السوريين -يعني عازمهم- إلى عرس ديمقراطي جديد لانتخابات "حرة" تحت ضغط الدم، مع ضمان حرية اختيار الإصبع المناسب للبصم بالدم بالروح نفديك يا بحبوح!
أما مأذون العرس الديمقراطي فسيكون المعمم "الثيوقراطي" كسرى الأكاسرة في "قم"، ليعقد قرانا من نوع خاص ليس مؤقتا للمتعة، وإنما نصراني على مهر مقدمه كذا مئة برميل، ومؤخره "إلى الأبد"!!
وفي مقدمة المعازيم -طبعا- فرقة حسب الله لضبط إيقاع العرس على مقام "النزاهة" وصولا إلى العلامة الفارقة (99.9%)، على أن تكون الفرقة مُطعّمة بضباط إيقاع روس وإيرانيين.
ولا بأس بدعوة يعض جيراننا اللبنانيين والعراقيين ممن يحرسون مقامات بلادنا من أهلها منذ أشهر حتى صاروا -فعلا- من "أهل البيت"، شرط أن تطال أعينهم الساهرة الصناديق السوداء للعرس الديمراطي ولكل مقام مقال!
لكن روحاني والمطبلين لدعوته، لم يذكروا إن كان ممنوعا إطلاق النار في العرس المذكور كحال باقي الأعراس في بلادنا أم لا؟!
عاصي بن الميماس - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية