تفوّق فريق طبي ميداني سوري على تواضع التجهيزات الطبية، وأجرى في مشفى ميداني بمعرة النعمان في ريف إدلب, عملية جراحية نوعية لطفلة حديثة الولادة مصابة بتشوه دماغي خلقي في الجهاز البطيني للدماغ, وهو مرض يسبب تضخما سريعا في حجم الرأس، وضمورا وضعفا في النمو.
وقالت مصادر في الهيئة العامة للثورة السورية إن الفريق الطبي في المشفى الميداني تمكن من زرع جهاز (shunt دماغي برتواني) في رأس الطفلة غفران تناري البالغة من العمر 15 يوماً، وذلك بأبسط التجهيزات والمعدات.
ونقلت المصادر عن باسل الأصفر (اختصاصي جراحة عصبية) الطبيب الذي أجرى العمل الجراحي للطفلة: "عادة ما تجرى مثل هذه العمليات في مراكز جراحة عصبية متطورة، وأكثر تجهيزا من حيث المعدات التقنية والكادر، وفي محيط يساعد على تأمين الدقة وجودة العمل الجراحي, لكن في هذه الحالة كان الوضع مختلفا بسبب الظروف التي تعانيها المناطق المحررة في ظل الحرب التي تشهدها سوريا, ولكن بالإمكانيات المتاحة قمت وفريقي المساعد بإجراء هذا العمل الجراحي النوعي للطفلة الرضيعة".
ويضيف الدكتور الأصفر: "كنا نريد أن نضع جهازاً ذا نوعية أفضل من الذي تم زرعه في دماغ الطفلة، لكن للأسف لم نتمكن إلا من تأمين جهاز ذي نوعية (هندية) فيما هناك أنواع أفضل مثل: (البرازيلي والأميركي).
وتابع الأصفر إن الطفلة الآن في حالة أفضل بعدما امتثلت للرضاعة وبدأ الرأس يأخذ حجمه الطبيعي، ولكن تبقى هناك مخاوف من اختلاطات هذا النوع من الــ(shunt) بسبب النوعية غير جيدة.
وعادة ما تكون مثل هذه العمليات الجراحية مكلفة جداً في بلدان مجاورة, لذلك تسعى المشافي الميدانية لإجرائها لمن يحتاجها من الأهالي مجاناً, ولكن تبقى النتائج غير مضمونة العواقب؛ لضعف الإمكانات وقلة المعدات في ظل انقطاعها بسبب الحرب.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية