أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

عايز حقي في كوكب عطارد .. محمد عزت الشريف


اوعوا تكونوا مصدَّقين حكاية انهم بيحاكموا الرئيس مرسي علشان قضية التخابر مع حماس!!

التخابر مش قضية؛ بل بالعكس أحيانا بيكون عدم التخابر هو القضية.. 
أنا مثلا فات عليّ أسبوع النهارده لم أتصل بأمي بمخابرة واحدة أسأل عنها وعن صحتها وأحوالها..
حقيقي حاسس بذنب عن معصية ارتكبتها .. معصية عدم التخابر.

قضية د. مرسي أكبر من كده بكتير .. 
انتوا متعرفوش أن الرئيس مرسي اتضح انه بايع حقنا كلنا في كوكب عطارد ؟!!

مش مصدّقيني ؟! أنا باتكلم بجد .. اشمعنى دي يعني اللي مش مصدّقينها، علشان ما جابوهاش في التليفزيون المصري ؟!
طبعا ما كانش ممكن يجيبوها في التليفزيون بتاعنا .. 
مانتم عارفين يا جماعة أن مرسي رجل غريب الأطوار، و كل ما حدّ يكلمه بيشخط فيه : إنت مين يا عمّ ؟!!!! ويسأله إحنا فين و النهارده إيه وفين اتجاه القبلة وإيه موضوع خطبة الجمعة على النت الأسبوع ده و كلام كتير من النوع ده !!!

ولمّا النيابة ـ في أول جلسة ـ اتلمِّت على نفسها من الخضّة بعد الشخطة .. 
وسألته: ليه بعت نصيب مصر في كوكب عطارد يا مرسي؟

رد الرئيس مرسي بصوت زلزل قاعة المحكمة كلها وقال : فين كوكب عطارد ده ؟! 
ـ أنا رئيسكم الشرعي و بأقولكم مفيش أصلاً كوكب اسمه عطارد !!

فتح القاضي كتاب الجغرافيا و راح قُرب قفص مرسي الزجاجي وقال له : بُص كده يا سيادة الرئيس.. ده كوكب عطارد وموجود قدامك آهووو .. واللي مايشوفش من الإزاز يبقى أعمى !!

صرخ مرسي كالعادة : يا عمّ افهمني .. ده كتاب الجغرافيا القديم بتاع زمان، أيام الإنقلاب.. 
أنا بأتكلم عن زمن الحرية؛ عصر العلم ونظام الشورى الحديث و الحكم المدني ..
و مدّ مرسي إيده في جيب دشداشة الصلاة البيضا بتاعته وطلّع منها كتاب جغرافيا "صغير جدا" مرسوم فيه خريطة ضخمة جداً .. جداً جداً .. 
وقال للقاضي: ده بقا يا عمّنا .. كتاب جغرافية رابعة بتاع السنة دي 2030 هات لي منه كده اسم كوكب عطارد اللي بتتهموني إن أنا بعته ؟!!!

بَصّ القاضي في خريطة المجموعة الشمسية على كل الكواكب واحد واحد واتعجب !! ـ فعلا مفيش في كل المجموعة كوكب اسمه عطارد !!

ردّ عليه ممثل النيابة بغضب : ده تزوير في خرائط رسمية يا سيادة القاضي .. 
المتهم مرسي ده مش شخص طبيعي : ده دكتور كبير في علم الفضاء و الفلزات و كان بيشتغل في شركة ناسا الشهيرة بتاعة أمريكا ..
وطبعاً كان مُتوقع منه أنه يستخدم خبراته الكبيرة دي كلها في تضليل العدالة .. 

شوف كده تاني سيادتك .. 
الخريطة صحيح مش باين فيها كوكب عطارد .. لكن لو بصيت سيادتك على اليمين رح تلاقي كوكبين بيحملوا اسم مشترك هو كوكب " المُشترى" و خلي بال سعادتك "المُشترى" ده اسم مفعول مش اسم فاعل .. 
لأن اسم الفاعل بالطبع مقصود به اسم البائع .. واسم الفاعل والبائع هو نفسه " مرسي" الماثل أمامكم !!

ردّ القاضي وسأل ممثل النيابة : قصدك يعني أنه بدلاً من كوكب واحد كان "مُشترى" زمان .. بقى دلوقتي فيه كوكب تاني برضه مُشترى؟ ـ طيب مش كان المفروض يسموه كوكب "مُباع" بدلاً من "مُشترى" ؟!

ردّ ممثل النيابة : سيدي القاضي.. معاليك عارف إن احنا دايما بنترجم كل مصطلح حسب وجهة نظر الطرف التاني الأجنبي.. 
يعني مثلا كل مرة لمّا بيغتصبوا أرضنا، احنا بنكون عارفين إن ده اسمه "إغتصاب"و رغم كده بنصمم إن احنا نسميه" استعمار" والسبب طبعاً بسيط جداً و هو إن احنا بنترجم المصطلح زيّ ما هُمّا كاتبينه .. 
فإحنا لمّا بِعنا لهم كوكب عطارد أصبح كوكب عطارد بالنسبة لنا "كوكب مُباع" ولكن بالنسبة لهم "كوكب مُشترى" !! و احنا طبعاً زيّ ما انت عارفنا تابعين مش مُبادرين .. مادام قالوا "مُشترى" نقول احنا كمان "مُشترى".. مفيش مشكلة !

رد القاضي يستفسر من النيابة عن حقيقة كوكب "المُشترى القديم" 
ردّت النيابة : يا معالي المستشار .. كوكب "المُشترى القديم" برضه انباع على يدّ مرسي !! 
أصل ده كان كوكب موجود طول عمره زمان في أرض الشام قريب من بيت المقدس، و لما باعه الفلسطينيين كان "مرسي ده" شاهد على عقد البيع .. بس ده كان زماااان .. على أيام الرنتيسي وخالد مشعل واسماعيل هنية وأحمد ياسين !! 
لكن إحنا دلوقتي خلاص بقينا في عهد الحرية في الرجعية 
والشرعية العسكرية الإنقلابية ..
والأرانب بالملوخية..
يالّلا بقا خلّصنا و قُول حكمت المحكمة حضورية ...
..
مش قلت لكم ..
اوعوا تكونوا مصدق حكاية انهم بيحاكموا الرئيس مرسي علشان قضية التخابر مع حماس.
التخابر مش قضية؛ بل بالعكس أحيانا بيكون عدم التخابر هو القضية..

ودلوقتي لازم كلنا نسأل نفسنا : ليه احنا ساكتين كده عن فتح خط ساخن مع غزة من شان التخابر مع حماس نسألها: راح فين حقنا في كوكب عطارد اللي باعه مرسي و حطّه في عبّه وعبّ جماعته و حماسه و عشيرته ولا شفناش منه لا أبيض ولا اسودّ؟! 
ــ و فين نصيب مرسي رئيسنا الشرعي ـ نفسه ـ في عمولة بيع المُشترى القديم بتاع بيت المقدس؟!

أنا شخصياً ممكن أتنازل عن عمولة مرسي رئيسي عن البيعة الأولى 
علشان ما بأحبش العمولات و السمسرة و الرشوة و المحسوبيات و الكلام ده كله 
لكن .. لكن ..
أنا صحيح اتنازلت ـ قبل كده ـ عن حقي في بيع الأهرام و أبو الهول و قناة السويس و العتبة الخضرا و الغاز المصري والمجمع العلمي..
لكن .. لكن 
والله العظيم والله العظيم و بدون حلفان .. بدون حلفان 
خلّوا بالكم .. 
خلوا بالكم كمان 
أنا مش ممكن رح أسكت أبداً عن المطالبة بفك أسر الدكتور مرسي، و كل المعتقلين معاه
ولا رح أسكت أبداً عن قضية عدم التخابر مع حماس كل ساعة وكل قت وكل أدان 
لازم لازم يا جدعان نطالبهم كلهم ..
واحد واحد ..
واحد واحد ..
بحقِّنا في كوكب عطارد !!

***

(145)    هل أعجبتك المقالة (136)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي